تقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

وزير مجري يتهم أوروبا بالنفاق.. أكبر مشترٍ لنفط وغاز روسيا

أسماء السعدوي

انتقد وزير الشؤون الخارجية والتجارة في المجر بيتر سيارتو سياسة الطاقة في أوروبا، كاشفًا -في الوقت نفسه- عن رؤيته لتحقيق أمن الطاقة وانخفاض الانبعاثات.

ووفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، قال سيارتو في كلمته أمام منتدى بلغراد للطاقة، إن سياسة الطاقة أصبحت رهينة للجدل الأيديولوجي والنفاق، ما يجعلها تبتعد كل البعد عن الواقع.

وأشار إلى أن دول غرب أوروبا التي تفخر بالتخلص التام من النفط الروسي، أصبحت المشتري الأول له من خلال الهند، وأن حصة النفط الروسي في واردات الهند النفطية قفزت من 0.5% إلى 35% حاليًا.

ودافع عن وجود روسيا داخل قطاع الطاقة في المجر، مبررًا ذلك بعدم وجود إستراتيجية تعاون غربية ناجحة من دون التعاون العقلاني بين الشرق والغرب.

أهمية الطاقة النووية

توقع وزير الخارجية والتجارة المجري أن يتضاعف استهلاك الكهرباء بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030، بدعم من الزيادة العالمية في الإنتاج الصناعي والطلب من قطاعات التبريد والتدفئة والنقل.

ويرى بيتر سيارتو، أن "نشر الطاقة النووية في كل مكان وتسريع وتيرة كهربة وسائل النقل البري شرطان مسبقان لتوفير إمدادات كهرباء مستقبلية آمنة وعلى نحو مسؤول، وفي الوقت المناسب خالية من الكربون".

وأوضح أن الطاقة النووية قادرة على توفير كهرباء كافية ورخيصة بصورة آمنة وموثوقة مع حماية الطبيعة.

تصور لمحطة باكس 2 النووية في المجر
تصور لمحطة باكس 2 النووية في المجر - الصورة من موقعها الرسمي

ومن دون تسريع التحول نحو كهربة النقل البري، قال: "لن يكون هناك أمل لبقاء الأهداف الخضراء في متناول اليد".

وعرّف سياسة الطاقة المسؤولة بأنها تتعلق دومًا بالحسابات الرياضية، إذ يوجد دائمًا -على سبيل المثال- رقم للطلب في دولة ما خلال مدة محددة، ومعادلة فيزيائية من ناحية البنية الأساسية لتحدد المكان الذي ستحصل منه بلد ما على الغاز والنفط عبر خطوط الأنابيب.

وأكد أن سلامة إمدادات الطاقة وأمنها يجب أن يكون الأولوية القصوى إلى جانب حماية البيئة، مشيرًا إلى أنه سيكون ممكنًا تحقيق الجانبين معًا "إذا لم تعُد سياسة الطاقة رهينة للأيديولوجيا والنفاق".

وفي هذا الصدد، لفت إلى أن مزيج الطاقة الوطني يجب أن يكون قرارًا سياديًا للدولة، تُؤخذ خصوصياته في الحسبان، بحسب تقرير لمنصة "بلقان غرين إنرجي نيوز" (Balkan Green Energy News).

سياسة الطاقة في أوروبا

انتقد وزير التجارة المجري سياسة الطاقة الأوروبية قائلًا، إن الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على النفط والغاز الروسيين أصبح المشتري الأول لهما، ولكن من طرق أخرى غير مباشرة.

وقال: "إذا نظرتم إلى الوراء في السنوات الأخيرة فسيكون من السهل رؤية أن سياسة الطاقة أصبحت رهينة للمناقشات الأيديولوجية والنفاق، وتترك تلك النقاشات الواقع المادي دون أي اعتبار".

وأضاف: "انعكس هذا التوجه في العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا. وفي الوقت الذي كانت فيه دول غرب أوروبا فخورة للغاية بنفسها للتخلص من النفط الروسي، من السهل فهم لماذا أصبحت أوروبا المستهلك الأول للنفط الهندي ولماذا زادت حصة روسيا من 0.5% إلى 35% في واردات النفط الهندية".

ناقلة تابعة لشركة الشحن الروسية سكومفلوت أمام ميناء محلي
ناقلة تابعة لشركة الشحن الروسية سكومفلوت أمام ميناء محلي - الصورة من رويترز

وعلاوة على ذلك، قال سيارتو إن الاتحاد الأوروبي يرفض طلبات قدمتها دول وسط أوروبا، للحصول على مساعدات مالية لزيادة سعة خطوط أنابيب الغاز في جنوب شرق القارة.

وبحسب الوزير، تبرر إدارة الاتحاد رفضها بالقول إن الغاز لن يكون جزءًا من مزيج الطاقة في غضون 15 عامًا.

وقال: "عندما يتعلق الأمر مجددًا بدول غرب أوروبا الفخورة التي تسلط الضوء على تخلصها من الغاز الروسي، فالحقيقة أنها كانت المستهلك رقم واحد للغاز الروسي في الشهر الماضي"، مضيفًا أن الحصة الأكبر من واردات مواني غرب أوروبا من الغاز المسال كانت من نصيب روسيا.

الفطرة السليمة

دافع الوزير المجري عن استمرار وجود روسيا داخل مشهد الطاقة المحلي، لافتًا إلى وجود شركات ألمانية وفرنسية وأميركية داخل محطة باكس 2 النووية التي تطورها شركة روساتوم الروسية (Rosatom) في المجر.

وأوضح أن الحكومة المجرية أبرمت اتفاقًا مع روساتوم لبناء محطة باكس 2، وأن هناك مقاولين ألمانًا وفرنسيين وأميركيين من الباطن يدفع لهم الروس الأموال.

وفسر ذلك بقوله إن قادة الأعمال "حافظوا على الفطرة السليمة"، لافتًا في هذا الصدد إلى أن روسيا كانت المورد الرئيس لليورانيوم إلى الولايات المتحدة في العام الماضي.

وقال إن المجر هي إحدى دول معدودة في العالم التي زاد إجمالي إنتاجها المحلي وخفضت الانبعاثات في الوقت ذاته، مضيفًا: "أعتقد أن هذا يجب أن يكون المقياس المرجعي".

وتابع: "لا توجد إستراتيجية تعاون غربية ناجحة من دون التعاون العقلاني بين الشرق والغرب".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق