أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

توقعات أسواق النفط.. أنس الحجي يكشف مفاجأة محتملة بشأن "أوبك"

أحمد بدر

عند وضع توقعات أسواق النفط خلال مدة معينة، يجب أن تتوافر بيانات دقيقة تتعلق بأحجام الإنتاج والبيع والصادرات والواردات، في حين يمكن أن تؤدي البيانات غير الدقيقة إلى حالة من الارتباك تؤدي بالأسواق إلى توقعات خاطئة.

ويقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن سوء حالة البيانات منذ عام 2017 أوجد مشكلات كبيرة يواجهها المحللون والخبراء، إذ يوجد اختلاف كبير في التوقعات بشأن النصف الثاني من العام الجاري 2024، وسينطبق -أيضًا- على 2025.

وجاءت تصريحات الدكتور أنس الحجي، خلال حلقة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدمه أسبوعيًا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إذ جاءت حلقة هذا الأسبوع تحت عنوان "انعكاسات أسواق النفط على العالم العربي في النصف الثاني من 2024".

وأوضح الحجي، أن إدارة معلومات الطاقة لم تتمكن من حل مشكلة مزج السوائل الغازية المستخرجة من آبار النفط الصخري مع النفط الثقيل، التي أصبحت تُباع على أنها نفط متوسط، ومصنفة جمركيًا على هذا الأساس، ولكنها حاولت التخفيف منها، دون الوصول إلى حل نهائي، وذلك في عام 2017.

ولفت إلى أن الأمور في أسواق النفط ساءت بصورة أكبر، عندما قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال الربع الرابع من عام 2018، أن يعيد فرض العقوبات مرة أخرى على إيران؛ لأن الأخيرة بدأت تصدّر النفط سرًا، ومن ثم اختفت البيانات والكميات، فساءت الأمور بصورة أكبر.

بيانات أسواق النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن عام 2020 شهد إغلاقات عالمية في مواجهة جائحة كورونا؛ ما أدى إلى حالة أكبر من الارتباك في بيانات أسواق النفط، لأن السفن والناقلات أصبحت عالقة في أماكن مختلفة.

بعد ذلك، وفق الحجي، جاء الغزو الروسي لأوكرانيا، وفُرضت العقوبات على موسكو؛ ما أدى إلى تحويل الناقلات من أوروبا إلى آسيا، وأوقفت هذه السفن أجهزة التتبع، لتسوء حالة البيانات بصورة أكبر.

النفط الروسي

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن أزمة روسيا تمثّل أهمية كبيرة؛ لأن الحديث سابقًا عن العقوبات على سوريا أو السودان، كان عن كميات بسيطة جدًا، ثم إيران كانت صادراتها بحدود 2 أو 3 ملايين برميل يوميًا، وفنزويلا كانت صادراتها بين 800 ألف ومليون برميل، ولكن روسيا بين 5 و7 ملايين برميل، وهي كميات ضخمة، أسهمت في سوء حالة البيانات بصورة أكبر.

وأضاف: "هناك شيء جديد في هذا العام لم يحصل سابقًا، وهو أن هناك انتخابات أميركية وهندية في الوقت نفسه، وإمكانات مادية ضخمة لدى حكومتي البلدين يجري إنفاقها على الدعايات الانتخابية في وسائل الإعلام، وما رأيناه هذا العام يختلف عن الماضي، خاصة بين بلومبرغ ورويترز، اللتين يمتدح العاملون فيهما بايدن أو مودي، وهي أول مرة تتحيّز فيها الأخبار لمدح سياسات كليهما".

لذلك، هنا في الأصل سوء حالة بيانات أسواق النفط، ثم جاء الإعلام ووكالات ضخمة لتتحيز الأخبار وتسوء الأمور أكثر، فأصبح الوضع الآن صعبًا، ومثال على الأزمة، أنه بالنظر إلى بيانات العام الماضي 2023، نجد الفروق بين تقديرات أوبك ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة وكل البنوك وبيوت الخبرة كبيرة جدًا، بالملايين، فكيف ستكون حالة البيانات في المستقبل؟

وكالة الطاقة الدولية

 

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أنه "بعد انتهاء الربع الأول من عام 2024، والآن مر نحو الشهر ونصف الشهر بعد انتهائه، تقدر أوبك الطلب على النفط خلال هذا الربع بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، في حين تقدره وكالة الطاقة الدولية بنحو 1.2 مليون برميل، وإدارة معلومات الطاقة بنحو 1.4 مليون برميل يوميًا، وتقديرنا نحن في الشركة 1.48 مليون برميل يوميًا".

وأشار إلى وجود فروقات كبيرة جدًا، ولكن ليست هناك طريقة على الإطلاق، للتأكد الكامل من الرقم الصحيح، ولكن هناك بعض المعايير التي يمكن استعمالها للقول إن هذا التوقع بعيد عن الحقيقة، ولكن مقدار هذا الابتعاد لا يعرفه أحد.

تقدير الصادرات ومفاجأة بشأن أوبك

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن المعايير قد تُسهم في استنتاج حجم الصادرات العالمية، إذ إن منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لديها بيانات أدق من غيرها بشأن الصادرات في أسواق النفط، مع وجود شركات مراقبة تتبع هذه الصادرات.

ولفت إلى أن الصادرات زادت في الربع الأول من 2024 بنحو 950 ألف برميل يوميًا، وهذا يعني أن تقدير أوبك للطلب على النفط -البالغ نحو 2.2 مليون برميل يوميًا- بعيد عن الواقع، وأن تقديرات الآخرين قد تكون أصح، لأن بيانات التجارة الدولية لا تدعم توقعات أوبك في الربع الأول من العام.

وأضاف: "لو نظرنا إلى تقديرات إنتاج خارج أوبك، نجد المنظمة ترى أن الزيادة في إنتاج دول خارج أوبك كانت 1.9 إلى مليونين، في حين وكالة الطاقة الدولية ترى أنها 1.2 مليون برميل، أي هناك 700 ألف برميل فرقًا، وهذه التقديرات مرة أخرى عن الماضي وليس المستقبل، وهنا تتضح المشكلة الكبرى في التقديرات والبيانات".

أوبك

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أنه بالنظر إلى البيانات، وتقديرات الطلب العالمي على النفط وإنتاج دول خارج أوبك، وإضافة إنتاج أوبك من السوائل الغازية -لأن إنتاج أوبك لا يشمل السوائل الغازية- ثم طرح إنتاج خارج أوبك والسوائل الغازية من أوبك من الطلب العالمي، يجب أن يكون الفرق هو إنتاج أوبك والتغير في المخزون.

وتابع: "بالنظر إلى هذه البيانات الخاصة بأسواق النفط، نجد أنه حسب بيانات أوبك، يجب أن تزيد دول أوبك -بما فيها دول الخليج- الإنتاج، ولكن لو نظرنا إلى البيانات، فقد خفّضت دول أوبك الإنتاج في الربع الأول بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، ولكن بيانات أوبك تقول إنها يجب أن تزيد".

وفجّر الحجي مفاجأة بشأن أوبك، التي أصدرت تقريرها الشهري الجديد، الذي وصفه بأنه "ميزة تاريخية"، مضيفًا: "إنه أول تقرير يجري فيه الانتقال من أوبك إلى ما كنا نسميه تاريخيًا أوبك+، بعبارة أخرى: البيانات كانت دائمًا عن أوبك مقابل دول خارج أوبك، الآن البيانات كلها عن أوبك+ ومن ضمنها أوبك".

وأشار إلى أن الملاحظ تغيير الاسم، إذ لم تستعمل أوبك اسم أوبك+ مثل السابق، لكنها استعملت تعبيرًا مختصرًا، وهو "دي أو سي" (DoC)، الذي يعني بالعربية "ميثاق التعاون المشترك"، لذلك هناك بيانات ابتداءً من مايو/أيار الجاري 2024، لدول أوبك+، ولكن تحت اسم ميثاق التعاون المشترك.

الطلب على النفط في 2024

وأكد الدكتور أنس الحجي أهمية هذه الخطوة بالنسبة إلى أسواق النفط؛ لأنها تعني الانتقال من أوبك إلى أوبك+، أو على الأقل الخطوات الرسمية الأولى للانتقال من أوبك إلى أوبك+ تحت اسم جديد.

وأردف: "لا أستغرب التخلي عن اسم أوبك مستقبلًا، والتخلي عن اسم الدول المصدرة للنفط تمامًا، إذ يختفي ويظهر اسم جديد، قد يكون غالبًا ميثاق التعاون المشترك، وذلك لوجود أسباب قانونية وسياسية للتخلص من الاسم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق