تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

تشغيل خط أنابيب ترانس ماونتن يمهد الطريق لطفرة كندية ويغير خريطة الشراء

هبة مصطفى

منحت هيئة تنظيم الطاقة الكندية الضوء الأخضر لتشغيل خط أنابيب ترانس ماونتن، اليوم الأربعاء 1 مايو/أيّار 2024، لتكلل بهذه الخطوة جهودًا استمرت لسنوات لتنفيذ خطة التوسعة.

وبموجب موافقة الهيئة، يبدأ الخط في نقل تدفقات الخام، من محطة إدمونتون في مقاطعة ألبرتا إلى محطة "ويستريدغ" في بريتيش كولومبيا المخصصة للتصدير.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة، يعدّ التشغيل خطوة جزئية لم تصل بعد إلى مرحلة التشغيل الكامل، إذ ما زالت الشركة المسؤولة عنه تنتظر بعض الموافقات حتى تتمكن من تحميل أولى الشحنات، بحلول منتصف الشهر.

ومن شأن الإضافات الجديدة للخط أن تغيّر خريطة الشراء بعد وصول الإمدادات إلى مناطق غير معتادٍ الوصول إليها، مثل دول ساحل المحيط الهادئ، ويبدو أن فرص الهند في شراء النفط الكندي ستكون الأوفر حظًا بعد أميركا.

خط ترانس ماونتن

يملك خط أنابيب ترانس ماونتن القدرة على نقل 590 ألف برميل يوميًا مع انطلاقه، بعدما بلغت تكلفة التوسعة 34 مليار دولار كندي (24.7 مليار دولار أميركي).

(الدولار الكندي = 0.73 دولارًا أميركيًا)

وعززت هيئة تنظيم الطاقة الكندية (CER) دور التوسعة الجديدة في زيادة تدفقات النفط الكندي من ألبرتا إلى ساحل المحيط الهادئ، إذ قدّرت التدفق الإجمالي من الخط الأساس والتوسعة بنحو 890 ألف برميل يوميًا (بما يعادل 3 أضعاف المعدل الحالي البالغ 300 ألف برميل يوميًا)، وفق بيان للهيئة.

ومع تشغيل الخط، تصبح مرافق نقل الخام متوافرة لدى كندا بالقدر الكافي لتلبية طموحات التصدير، إذ تُنتج الدولة -التي تعدّ رابع أكبر منتج عالمي- ما يتراوح بين 4 و5 ملايين براميل يوميًا.

ويسهم التصدير في دوران عجلة النفط الكندي، سواء من ناحية زيادة الإنتاج، أو السحب من المخزون، أو ضبط مستويات الأسعار المحلية.

ربط وصلات الخط
ربط وصلات الخط - الصورة من Ledcor

وينقل خط ترانس ماونتن الحالي -قبل التوسعة- ما يُقدَّر بنحو 300 ألف برميل يوميًا، بين ألبرتا ومقاطعة بريتيش كولومبيا، في حين قد تضاعف التوسعة المرتقبة طاقة النقل والصادرات.

وأُثير الحديث حول التوسعة للمرة الأولى قبل ما يزيد عن 10 سنوات، واستُهدف إكمالها وبدء التشغيل عام 2017 الماضي، غير أن الخطط التطويرية واجهت تحديات جمّة -أبرزها التكلفة- دفعت نحو تأخير انطلاق المشروع.

طموحات المنتجين

يعقد منتجو النفط الكندي آمالًا واسعة النطاق على تشغيل خط أنابيب ترانس ماونتن بعد التوسعة، إذ قد تعوّض عوائد التصدير خسائرهم في السنوات الماضية.

ويتطلع المنتجون إلى الاستفادة من فائض الخام المحلي للتوسع في التصدير لوجهات جديدة، بعدما اقتصر نطاق مبيعاتهم على أميركا بصورة كبيرة.

وتستهدف 4 من كبريات شركات الطاقة في كندا زيادة الإنتاج خلال الآونة المقبلة، بهدف زيادة ضخ الصادرات في خط الأنابيب الجديد، حسب منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.

والشركات الـ4 هي: كناديان ناتشورال ريسورسيز (Canadian Natural Resources)، وسنوفس إنرجي (Cenovus Energy)، وسنكور إنرجي (Suncor Energy)، وإمبريال أويل (Imperial Oil).

وأنتجت هذه الشركات رقمًا قياسيًا يصل إجماليه إلى 3.6 مليون برميل يوميًا، بنهاية العام الماضي 2023، وتشكّل الرمال النفطية 80% من إنتاج هذه الشركات، في حين يستحوذ الغاز الطبيعي والمشروعات البحرية على الحصة المتبقية البالغة 20%.

وبلغت أرباح الشركات الـ4 العام الماضي 26 مليار دولار كندي، وتلقّت الأرباح دعمًا من الارتفاع الضئيل في مستويات الأسعار، وهو الأمر الذي قد يتكرر مع الإفصاح عن النتائج المالية للشركات عن الربع الأول من العام الجاري 2024.

جانب من عملية بناء الخط
جانب من عملية بناء الخط - الصورة من Pipeline & Gas Journal

خريطة التصدير

يؤدي خط أنابيب ترانس ماونتن -الذي اشترته الحكومة الكندية من الشركة المشغّلة عام 2018- دورًا مهمًا في تلبية طموحات منتجي النفط الثقيل، خاصة قبل أن تفرض الحكومة تشريعات خاصة بخفض انبعاثات الكربون، وإدخال تقنيات الاحتجاز والتخزين للصناعة.

ويقلب الخط -الذي تضاعفت تكلفته 4 أمثال التكلفة المقدَّرة منذ طرحه- موازين خريطة الشراء في سوق النفط العالمية، إذ ينقل الإمدادات من ألبرتا إلى ساحل المحيط الهادئ.

ويعزز ذلك من إمكان وصول المنتجين إلى مواقع غير معتادة، مثل الأسواق الآسيوية، ما يرفع أسعار مبيعاتهم وإنعاش الأرباح، بعدما اقتصر بيع النفط الكندي لسنوات على أميركا.

وبالإضافة إلى كاليفورنيا، تشير الترجيحات إلى أن شحنات الخام الكندي ستتجه عبر توسعة الخط الجديد إلى مصافي التكرير الصينية، خاصة المعنية بمعالجة الخامات الثقيلة عالية الكبريت، وفق ما نقلته رويترز عن محللين وتجّار.

ووقّعت 11 شركة شحن عقودًا مع الشركة المشغّلة لخط أنابيب ترانس ماونتن، لنقل ما يقارب 80% من الكميات المخصصة للتصدير، في حين يطرح المنتجون الكنديون 20% من إمداداتهم في السوق الفورية.

ويُسند إلى الخط الجديد مهمة نقل الخامات الثقيلة، على أن تُنقل الخامات الخفيفة عبر الخط المشغّل حاليًا في البلاد.

فرص الهند

تبدو فرصة الهند سانحة لاقتناص عدد لا بأس به من شحنات النفط الكندي، خاصة مع اتّساع نطاق الوصول بعد توسعة خط أنابيب ترانس ماونتن.

واقتنصت شركة ريلاينس إندستريز (Reliance Industries) الهندية أولى شحنات الدولة الآسيوية من النفط الكندي، إذ اشترت ما مقداره مليونا برميل للتسليم في يوليو/تموز المقبل.

وتؤدي الشركة الهندية دورًا رئيسًا لمصافي التكرير سواء الآسيوية أو لنيودلهي، وتؤدي شركة شل (Shell) العالمية دورًا مهمًا في نقل التدفقات الكندية من سفينة إلى أخرى قبل التسليم إلى "ريلاينس"، إذ تنقل 4 شحنات، تضم كل منها 500 ألف برميل.

وتجري عملية النقل من الخط ومحطة تصدير "ويستريدغ" الواقعة في ميناء فانكوفر إلى ميناء "سيكا" الهندي، عبر ناقلات عملاقة، حتى تتمكن شركة "ريلاينس" الهندية من تشغيل مجمعها الخاص بالتكرير والأكبر في العالم، طبقًا لما أوردته رويترز.

وبخلاف الهند، اشترت شركات سينوكيم (Sinochem) ويونيبك (Unipec) -لصالح مصافي تابعة لشركتي سينوبك (Sinopec) وبتروتشاينا (PetroChina)- شحنات من الخامات الكندية التي ستنقل عبر خط الأنابيب، للتسليم في يونيو/حزيران المقبل.

لحام وصلات الخط
لحام وصلات الخط - الصورة من Red Deer Advocate

تحديات التصدير

يواجه شحن النفط الكندي إلى آسيا عبر خط أنابيب ترانس ماونتن تحديات، ورغم أن الصين تعكف على إنشاء مصافي قادرة على معالجة خامات كندا الثقيلة عالية الكبريت، فإن هناك شبحًا يهدد مصير هذه الصادرات.

وتفصيليًا، يبدو أن التوسع في الصادرات إلى وجهات أخرى غير أميركا قد يأتي بنتائج عكسية، إذ يتطلب نقل الخامات الثقيلة عبر الناقلات من طراز "أفراماكس" العملاقة 18 يومًا حتى تصل الناقلة إلى آسيا، ومن شأن هذه المدة أن ترفع تكلفة الشحن وتحجم الطلب على النفط الكندي.

ويتعين على المنتجين الكنديين التركيز على التصدير بكميات أكبر إلى أميركا، لضمان استمرار الصادرات، خاصة أن الناقلات تستغرق يومين إلى 4 أيام حتى تصل السواحل الأميركية، بالإضافة إلى قدرة مصافيها على معالجة الخامات الخفيفة والثقيلة أيضًا، وفق رويترز.

ومن جانب آخر، تنوي الشركة المشغّلة لخطّ أنابيب ترانس ماونتن رفع الرسوم في محاولة لتعويض تكلفة الإنفاق الباهظة، وفي المقابل، ترفض شركات الشحن تحمُّل التكلفة الإضافية.

ورغم هذه التحديات هناك بارقة أمل، إذ قد يجني المنتجون الكنديون أرباحًا إضافية مع تقليص الخصم على الخامات الثقيلة من 14 دولارًا حاليًا، مقارنة بالخام الأميركي، إلى 10 دولارات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق