صادرات السيارات الصينية تشهد قفزة كبيرة خلال 3 سنوات (رسم بياني)
خطوة واحدة تفصل الصين عن تجاوز اليابان أكبر مصدر للسيارات عالميًا
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
واصلت صادرات السيارات الصينية نموها المتسارع في جميع أنحاء العالم منذ عام 2021، وسط منافسة شرسة مع ألمانيا واليابان، مواطن صناعة السيارات تاريخيًا.
وأظهرت بيانات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- ارتفاع صادرات الصين من السيارات بجميع أنواعها إلى 4.91 مليون سيارة في عام 2023، بزيادة 58% عن عام 2022.
وشهدت صادرات السيارات الصينية قفزة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، من مليون سيارة سنويًا بين عامي 2018 و2020، إلى 3 ملايين سيارة سنويًا بين عامي 2020 و2021.
صادرات السيارات الصينية تجاوزت ألمانيا
استمر ارتفاع صادرات الصين بصورة أكبر منذ ذلك التاريخ، مع اهتمام إعلامي كبير بقدرات بكين على إحداث هذه الطفرة بمبيعات السيارات الخارجية في غضون سنوات قليلة.
وتشير أرقام رسمية يابانية إلى أن الصين شحنت عددًا من السيارات إلى الخارج أكثر من ألمانيا في عام 2022، لتصبح ثاني أكبر مصدر في العالم.
كما تشير البيانات الصادرة عن جمعية مصنّعي السيارات اليابانية إلى أن صادرات السيارات الصينية تجاوزت نظيرتها اليابانية في عام 2023، مقتربة من 5 ملايين سيارة في مقابل 4.42 مليون سيارة صدرتها طوكيو خلال العام الماضي.
ورغم ذلك، تشير بيانات الجمارك الصينية إلى أن صادرات البلاد من السيارات في عام 2023 ما تزال خلف اليابان التي نجحت في شحن 6 ملايين سيارة خارج البلاد، في مقابل 5.2 مليون سيارة شحنتها الصين عام 2023، بحسب شركة تحليل البيانات الألمانية "ستاتيستا" (statista).
حصة صادرات السيارات الكهربائية 25%
على أيّ حال، فإن الصين صارت على مسافة خطوة واحدة لأن تصبح أكبر مصدر للسيارات المصنفة بكونها رابع أهم سلعة تصديرية في العالم.
ورغم استحواذ الاهتمام الإعلامي على صادرات السيارات الصينية الكهربائية إلى أوروبا وأميركا الشمالية في إطار التنافس مع كبرى الشركات المصنعة هناك، فإن الصين ما زالت مستمرة بشحن عدد كبير من السيارات التقليدية إلى آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وشهدت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية إلى أوروبا ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، كما ارتفعت حصة السيارات الكهربائية من إجمالي صادرات الصين من السيارات إلى 25% في عام 2023، بعد أن كانت 15% فقط قبل عامين.
وتبذل شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين جهودًا أكبر لزيادة صادراتها للخارج، مع تباطؤ مبيعاتها في الداخل، ما جعلها تفكر بتعزيز وجودها في الأسواق الخارجية.
كما تخطط الشركات الصينية للتصنيع في أوروبا عبر شراكات محلية، وسط توقعات بإنتاج أول طراز من السيارات الصينية في بولندا بالتعاون بين شركتي "ليب موتور" (Leapmotor)، ورائدة الصناعة متعددة الجنسيات ستيلانتس (Stellantis)، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
تحقيقات أميركية وأوروبية ضد السيارات الصينية
تختلف ردود أفعال المستهلكين والحكومات في دول الغرب حول استقبال السيارات الصينية ذات المزايا السعرية الكبيرة، خاصة في قطاع السيارات الكهربائية الذي ما يزال باهظ الثمن.
وأثارت بعض الدول -مؤخرًا- مخاوف بشأن الأمن والجودة، كما تشير بعض الاستطلاعات إلى أن التصورات السلبية عن السيارات الصينية ما زالت مرتفعة في مختلف البلدان الأوروبية.
وأطلقت الولايات المتحدة نهاية مارس/آذار الماضي تحقيقًا واسعًا حول مخاوف أمن البيانات بالنسبة للسيارات الصينية المتصلة بالإنترنت، وهو إجراء غير مسبوق لضمان أن السيارات على الطرق الأميركية من الدول المثيرة للقلق، مثل الصين، لا تقوّض الأمن القومي، بحسب تعليق الرئيس جو بايدن.
كما فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقًا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حول حجم الدعم و المساعدات الهائلة التي تقدّمها الحكومة الصينية لشركات السيارات لديها، ما يمثّل انتهاكًا لقانون التجارة الدولي، حسب زعم المفوضية.
موضوعات متعلقة..
- مبيعات السيارات الكهربائية الصينية تتباطأ في يناير وفبراير 2024
- كيف تسترد تيسلا صدارة مبيعات السيارات الكهربائية من الصين؟.. 7 نصائح
- لإبعاد السيارات الكهربائية الصينية.. بايدن يضع خطة جديدة بـ"دوافع أمنية"
اقرأ أيضًا..
- معركة استجواب مدير وكالة الطاقة الدولية تشتعل في أميركا.. خطابات رسمية جديدة
- انبعاثات الميثان من مشروعات النفط والغاز الجديدة ستصل إلى 2.4 مليون طن سنويًا (تقرير)
- صادرات الإمارات من الغاز المسال تقفز 25% في الربع الأول 2024
- واردات النفط الأميركية من 3 دول عربية تتجاوز 2.1 مليار دولار