تجربة لحرق الأمونيا مع الفحم في المحطات الحرارية
رغم تحذيرات خبراء البيئة
حياة حسين
تخطط شركة يابانية لإجراء تجربة زيادة حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الطاقة الحرارية، على أمل أن يسهم نجاحها في الحفاظ على محطات الكهرباء العاملة بهذا الوقود، دون الإضرار بالبيئة.
وستقوم "جيرا" JERA، وهي أكبر شركات توليد الكهرباء اليابانية، باستعمال الأمونيا بنسبة 20% من الوقود مع الوقود الأحفوري المتمثل في الفحم في محطة الطاقة الحرارية "هيكينان" (Hekinan).
ومن المقرر أن تُجري الشركة تجربة زيادة حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الطاقة الحرارية، خلال المدة من 16 مارس/آذار الجاري وحتى 19 يونيو/حزيران المقبل، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
خطة الشركة اليابانية
تخطط شركة جيرا اليابانية لإجراء تجربة زيادة حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الطاقة الحرارية لأول مرة، بشراكة مع شركة تصنيع الألات الثقيلة "آي إتش آي" IHI؛ بهدف توليد الكهرباء وإزالة الانبعاثات، رغم انتقاد خبراء البيئة للخطوة، الذين يعتقدون أنها مجرد وسيلة لإطالة عمر المحطات القذرة التي تعمل بالفحم، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وفي شهر مايو/أيار 2023، نشر مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف "سي آر إي إيه" تقريرًا بيئيًا حول تجارب حرق الأمونيا مع الفحم في محطة "هيكنان" التابعة لشركة جيرا.
وخلص إلى أن الطريقة الحالية المستعملة بصورة شائعة لإنتاج الأمونيا مصدر كبير لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ لأنها تعتمد على حرق الوقود الأحفوري؛ ما يؤدي إلى إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى أنه يجري استيراد الأمونيا، ونقلها بالسفن التي تعمل -أيضًا- بالوقود الأحفوري.
وحذّر تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف "سي آر إي إيه" من أن حرق الأمونيا مع الفحم يسهم بزيادة تركيز الجسيمات الدقيقة في الهواء؛ ما يمثّل تهديدًا كبيرًا لجودة الهواء ويعرّض حياة ملايين المواطنين لمخاطر الوفاة المبكرة نتيجة استنشاق هواء كثيف والجسيمات الدقيقة.
ورغم تلك النتائج التي تشير إلى احتمالات انبعاثات ضخمة من غازات الاحتباس الحراري، تسعى الشركة اليابانية لزيادة حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الطاقة الحرارية.
وتخطط الشركة اليابانية لاعتماد طريقة زيادة كمية الأمونيا التي ستحرقها مع الفحم إلى 20% في الوحدة 4 من محطة "هيكينان" مطلع عام 2027، وتزيدها إلى 50% في تجربة تجريها عام 2028 في الوحدة 5 من المحطة نفسها.
جيرا ليست الوحيدة
لم تكن شركة "جيرا" اليابانية أول من يتجه لزيادة حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الطاقة الحرارية، إذ أجرت مواطنتها لتكرير النفط "أيدميتسو كوسان" Idemitsu Kosan تجربة مدّتها 3 أيام، بين 6 و8 فبراير/شباط الماضي، رفعت فيها الأمونيا لأكثر من 20% في فرن تكسير النفتا التجاري في مجمع توكوياما Tokuyama بمقاطعة ياماغوتشي، غرب اليابان.
وخلصت الشركة إلى الجدوى الاقتصادية لزيادة كميات الأمونيا التي يمكن حرقها مع الوقود الأحفوري، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
بينما استعملت شركة "كيوشو إلكتريك" Kyushu Electric Power، نسبة لا تزيد عن 0.1% من الأمونيا مع الفحم في تجربتين أجرتهما خلال 2023.
كما جرت تجارب عدّة في دول أخرى تستهدف حرق الأمونيا مع الفحم في محطات الطاقة الحرارية، مثل إندونيسيا، التي تعتمد على الفحم بنسبة 60%.
وفي ماليزيا، تُعِدّ شركة "تيناغا ناشيونال بيرهاد" Tenaga Nasional Berhad دراسة مع "آي إتش آي" لاستعمال الأمونيا مع الفحم في محطتين تابعتين لها.
وتخطط شركة "أداني باور" Adani Power الهندية لاستعمال الأمونيا الخضراء بنسبة 20% في محطة موندرا، وهي أكبر محطة للطاقة تابعة للقطاع الخاص، حسبما قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما تنتشر دراسات شبيهة أو دراسات لمشروعات حرق الأمونيا مع الفحم في دول أخرى، مثل: الفلبين وتايلند وكوريا الجنوبية.
ويُعدّ الفحم أقذر أنواع الوقود الأحفوري، ويتطلب العمل على مكافحة تغير المناخ التخلص منه في أول مراحل تحول الطاقة، بينما يرى العالم الأمونيا الخضراء واحدة من وسائل علاج التلوث مستقبلًا.
موضوعات متعلقة..
- الأمونيا.. وقود المستقبل لإزالة الكربون من قطاع النقل (تقرير)
-
السموم البيئية.. المتهم الأول في تفاقم الأمراض العصبية وأبرزها "الخرف" (تقرير)
-
الأمونيا.. دور مهم في تجارة الهيدروجين العالمية لا يخلو من التحديات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي في مصر يحقق إنجازًا مهمًا
-
مسؤول: الطاقة المتجددة في الجزائر تنتج 590 ميغاواط.. وهكذا نستغل الهيدروجين الأخضر محليًا (حوار)
-
10 خبراء لـ"الطاقة": تخفيضات أوبك+ الطوعية قد تتقلص في النصف الثاني من 2024