كاتب بريطاني: حلم السيارات الكهربائية الغربي ينهار بسبب الصين
الشركات في أوروبا وأميركا تتراجع عن خطط الإنتاج
حياة حسين
يشهد حلم السيارات الكهربائية الغربي انهيارًا متسارعًا، إذ تنحدر الصناعة في أوروبا وأميركا، التي طالما ضجّت حكوماتها بإعلان خطط ثورية تستهدف التحول الكامل لكهربة النقل.
ويأتي هذا الانحدار بسبب رئيس هو المنافسة الصينية، إضافة إلى التدخل الخاطئ من الحكومات، وفق مقال للكاتب البريطاني ماثيو لين.
والكاتب لين، مؤلف لمجموعة من الكتب، مثل "الكساد الطويل"، و"اليونان وأزمة اليورو والديون السيادية"، كما أنه مؤسس شركة نشر إلكتروني للكتب.
وقال الكاتب في المقال، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لديه خطة لإنتاج ملايين من المركبات الكهربائية سنويًا.
كما يخطط المستشار الألماني أولاف شولتس، لنشر 15 مليون سيارة كهربائية على طرق بلاده بحلول 2030.
أمّا الرئيس الأميركي جو بايدن فقد ذهب بعيدًا، إذ رصد 174 مليار دولار، لدفع الولايات المتحدة لتؤدّي دور القائد في هذا القطاع عالميًا.
وقال الكاتب: "حتى بوريس جونسون –هل تتذكرونه- كان قد رصد مليار جنيه إسترليني (1.26 مليار دولار أميركي) لتعزيز شبكة شحن السيارات الكهربائية في بلادنا".
وجونسون، هو رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق، وكان يحلم بتحويل بريطانيا إلى السعودية في مجال طاقة الرياح، وأعلن ذلك مرارًا، منها خلال استضافة إسكتلندا –في المملكة المتحدة- قمة المناخ كوب 26 عام 2022.
تراجع الشركات
لم يمرّ سوى عامين على تبنّي كل رئيس دولة أو رئيس حكومة في الدول الغربية السيارات الكهربائية ضمن المحاور الرئيسة لإستراتيجيات الصناعة في بلاده، حتى اصطدم العالم بأنباء معاكسة، وفق الكاتب ماثيو لين، في مقال نشرته صحيفة "التليغراف"، في فبراير/شباط 2024.
وأعلنت شركة رينو الفرنسية (Renault)، تراجعها عن خطة فصل نشاط السيارات الكهربائية لديها، بينما قالت فولفو (Volvo)، إنها ستتخلى عن فرعها لإنتاج السيارة الكهربائية الرياضية "بولستار" (Polestar).
وأضاف قائلًا: "في الحقيقة أنه وسط المنافسة الصينية وتراجع المبيعات، فإن حلم السيارات الكهربائية الغربي ينهار سريعًا، ونحتاج لإعادة تعلّم الدروس حول أسباب فشل كل الإستراتيجيات الصناعية التي تقودها الحكومات".
وأشار إلى أنه لم يمضِ وقت طويل حتى كانت الدول تتنافس بشراسة لإطلاق رؤى للمستقبل تعتمد على البطاريات.
وعلى سبيل المثال، كانت شركة تيسلا الأميركية (Tesla)، التي عاشت حلم السيارات الكهربائية الغربي، "وركبت الموجة"، بقيادة الطلب الأخضر، لتصبح الأكبر من ناحية القيمة السوقية والحجم عالميًا.
يُذكر أن تيسلا تواجه خسائر متواصلة منذ العام الماضي، خاصة وسط الأعطال والعيوب المتكررة، التي دفعت السلطات المعنية إلى إجراء تحقيقات بشأنها.
وخسرت الشركة 94 مليار دولار أميركي من قيمتها السوقية في أول أسبوعين في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وفقد سهمها 25% من قيمته في الشهر نفسه، كما تراجع بنسبة 3% في آخر جلسات الأسبوع الماضي.
وبدأ الجميع يجري في هذا السباق ليتنافس على تحقيق حلم السيارات الكهربائية الغربي، وفق كاتب المقال.
خفض الانبعاثات
قال الكاتب ماثيو لين، في مقاله الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إنه من المفترض أن يسعى العالم إلى خفض انبعاثات الكربون، وتوفير العديد من الوظائف، والتأكد من متانة أسس الصناعة؛ لذلك تعهدت الحكومات بإنفاق عدّة مليارات من الدولارات أو حتى عشرات المليارات لتحقيق ذلك، "لكن التكلفة ستكون أكبر بكثير".
ومع ذلك، تشهد الخطط الرامية إلى ثورة صناعية في السيارات الكهربائية تراجعًا كبيرًا.
وعلى سبيل المثال، تراجعت شركة رينو عن خطة فصل نشاط السيارات الكهربائية، التي كان مرتقبًا تنفيذها خلال النصف الأول من العام الجاري (2024)، رغم دعم حكومة بلادها.
ووصفت الشركة القرار على لسان رئيسها التنفيذي لوكا دي ميو، بـ"القرار البراغماتي"، وقال ميو: "تراجع المبيعات في أوروبا يعني أن السوق تواجه تحديات أكبر من توقعاتنا السابقة".
وقالت شركة فولفو السويدية، إنها ستتوقف عن تمويل وحدة إنتاج السيارة الكهربائية الرياضية، "وقد تبيع 48% من أسهمها، التي تتضمن شركة (جيلي) الصينية ( Geely).
وفي سبتمبر/أيلول 2023، أعلنت فولكس فاغن الألمانية (Volkswagen) خفض إنتاج مصنعين لإنتاج السيارات الكهربائية تابعين لها، وهو قرار مشابه لما قرّرته فورد الأميركية (Ford)، بعدها بشهرين.
ويرى الكاتب أن حلم السيارات الكهربائية الغربي ينهار بسبب ارتفاع التكلفة، وهو ما دفع لتراجُع المبيعات، إضافة إلى المنافسة الصينية الشرسة، والتي تقدّم سيارات بسعر أقل بنسبة كبيرة للمستهلك، مثل "بي واي دي" (BYD).
ويعني ذلك ضياع مليارات الدولارات التي دفعتها الدول في سبيل تحقيق حلم السيارات الكهربائية الغربي، أو على أقل تقدير ستستغرق استعادتها وقتًا طويلًا، وفق الكاتب.
ويجب أن يعلِّم انهيار ذلك دروسًا تتعلق بالدعم الحكومي للقطاعات، والتي عادةً ما تختار القطاعات الخطأ للدعم.
وقال: "إن السياسيين ليسوا أفضل من يتخذ مثل هذه القرارات"، وأشار إلى أن شركة مثل هرتز (Hertz) في أميركا، تتخلص من 20 ألف سيارة كهربائية، اشترتها بضجة كبيرة في السنوات الأخيرة، وتستبدلها بنماذج تعمل بالبنزين، بسبب نقص الطلب.
وخلال العام الماضي (2023)، كشفت الأرقام الصادرة عن جمعية مصنّعي السيارات وتجّارها انخفاضًا حادًا في الاهتمام بالسيارات الكهربائية من المشترين في القطاع الخاص.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- التغيرات المناخية حصدت أرواح نصف سكان الإمبراطورية الرومانية.. ما القصة؟
-
6 خبراء يكشفون لـ"الطاقة" دوافع أرامكو السعودية لوقف زيادة الإنتاج