تباطؤ نمو إمدادات معدن النحاس يهدد جهود تحول الطاقة عالميًا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
يؤدي معدن النحاس دورًا محوريًا في عملية تحول الطاقة بصفته موصلًا للكهرباء ومتعدد الاستعمالات، لتظهر المخاوف مؤخرًا من تسبُّب تباطؤ نمو إمدادات هذا المعدن في عرقلة الأهداف المناخية.
وتعتمد البنية التحتية للكهرباء على النحاس بدرجة عالية، كما أنه يستعمل في الوقت الراهن بالكابلات والمحركات والبطاريات والمكونات الإلكترونية الضرورية لانتقال الطاقة.
ويؤكد تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، أن مستقبل تحول الطاقة يعتمد على معدن النحاس، بداية من البنية التحتية لشحن السيارات، مرورًا بتخزين الكهرباء على نطاق الشبكة، وهو الأمر المهم، مع زخم قدرات الطاقة المتجددة عالميًا.
نقص المعروض تهديد دولي
من المتوقع أن يتضاعف الطلب على معدن النحاس إلى 50 مليون طن متري بحلول عام 2035، بقيادة الولايات المتحدة والصين وأوروبا والهند، وفقًا لما نقله تقرير حديث لمنتدى الطاقة الدولي عن مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال (S&P Global).
وترى ستاندرد آند بورز أن إمدادات النحاس الحالية لن تكون قادرة على مواكبة الطلب بدءًا من عام 2025، وهذا سيكون بمثابة تهديد للأمن الدولي، وسط تدافع عالمي على هذا المعدن المهم.
ويتسبب ارتفاع الطلب مقابل نقص المعروض في زيادة تكلفة الكهرباء، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إبطاء عملية تحول الطاقة، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ويشير الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إلى أن النحاس أكثر المعادن المستعملة في مصادر الطاقة المتجددة:
هل إمدادات النحاس في مأزق؟
تباطأ نمو المعروض من معدن النحاس خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ إنتاج النحاس المستخرج عالميًا خلال عام 2022 نحو 21.8 مليون طن، وهو ما يمثّل زيادة قدرها مليون طن فقط على مدى 3 سنوات، بحسب مجموعة دراسة النحاس الدولية.
ومن غير المرجح زيادة المعروض من النحاس في المستقبل، إذ تشير أبحاث بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس إلى أن الموافقات العالمية على مناجم النحاس الجديدة تسير في اتجاه هبوطي، لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال 15 عامًا.
وهو ما يراه منتدى الطاقة الدولي أمرًا يثير القلق، إذ تستغرق المناجم ما بين 10 و20 عامًا للموافقة عليها وتطويرها.
وفي الوقت نفسه، تتعرض صناعة النحاس لضغوط أخرى، ومنها الحاجة إلى إزالة الكربون من تلك الصناعة، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي في الدول التي توجد فيها مناجم المعدن.
وهناك -أيضًا- بعض الحوادث التي ألحقت نظرة سلبية بصناعة معدن النحاس، مثل الانهيار المدمر لأحد المناجم في عام 2019.
ويتجه بعض أطراف الصناعة في الوقت الراهن بسبب الإخفاقات المتعلقة بالسلامة والبيئة، إلى تقليل بعض العمليات وتسريح الموظفين بسبب الاحتجاجات المحلية.
ما الحل الأمثل؟
يرى منتدى الطاقة الدولي أنه لا يوجد حل سهل لمعالجة نقص معدن النحاس، الذي أصبح يلوح في الأفق، مع تباطؤ نمو المعروض مقابل ارتفاع الطلب.
وفي مقابل ذلك، تشير شركة الأبحاث وود ماكنزي إلى أن اعتماد التقنيات الناشئة وتحسين العمليات باستعمال الذكاء الاصطناعي يمكن التركيز عليهما بصفتهما من أدوات تعظيم استخراج النحاس.
وقد تبرز إعادة التدوير التي يتجه إليها العديد من صناعات السلع الأساسية، بصفتها حلًا مهمًا، ومع ذلك تقدّر جمعية النحاس الدولية أن المعروض سينخفض بنسبة 1.7% عن الطلب بحلول منتصف العقد المقبل.
بينما يؤكد تقرير منتدى الطاقة الدولي أن فتح المزيد من مناجم معدن النحاس يمثّل الحل النهائي الذي يمكن من خلاله أن تحافظ الإمدادات على وتيرتها مع الطلب المتزايد.
وبحسب تقديرات ستاندرد آند بورز غلوبال، يمكن تلبية الطلب المتزايد من خلال افتتاح 3 مناجم سنويًا، بطاقة إنتاجية 300 ألف طن متري سنويًا، على مدار الأعوام الـ29 المقبلة، وهو ما يمثّل توسعًا تاريخيًا للصناعة بتكلفة 500 مليار دولار.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع الطلب على النحاس يمنح دفعة لدولتين عربيتين
- انهيار أسعار النحاس.. هل يهدد انتشار الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية؟
- توقعات بارتفاع الطلب على النحاس إلى 30 مليون طن سنويًا بحلول 2035
اقرأ أيضًا..
- واردات النفط الأميركية من 5 دول عربية تصل إلى 17.5 مليار دولار (تقرير)
- مدير وحدة أبحاث الطاقة: 3 نتائج لإغلاق حقل الشرارة في ليبيا
- صفقة أسعار الغاز الجزائري إلى إسبانيا تقترب من الحسم
- خفض صادرات الغاز الإيراني إلى العراق.. ما القصة؟