استكشافات النفط والغاز في النرويج تتوسّع بـ62 ترخيصًا جديدًا

تواصل النرويج مساعيها الرامية لتعزيز الاستثمارات في استكشافات النفط والغاز؛ رغبة منها في تعويض القارة العجوز عن الغاز الروسي، الذي تحاول أوروبا فطام نفسها عنه تدريجيًا.

ورغم أن أوروبا تتطلع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050)، فإن الدولة الإسكندنافية تنتهج سياسة مؤداها أنّ ضخ استثمارات جديدة في قطاع النفط والغاز ضروري للحفاظ على أمن الطاقة، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة الاستثمارات في قطاع النفط والغاز النرويجي إلى 240 مليار كرونة نرويجية (21.85 مليار دولار) خلال العام الجاري (2024)، صعودًا من 220.5 مليار كرونة (20.1 مليار دولار) في عام 2023، وأكثر مما كان متوقعًا في السابق، وفق توقعات منظمة نظمة "أوفشور نورج" (Offshore Norge).

(الكرونة النرويجية =0.095 دولارًا أميركيًا).

منحت وزارة النفط والطاقة النرويجية 62 ترخيصًا في استكشافات النفط والغاز إلى 24 شركة طاقة كبرى، من بينها إكوينور (Equinor) المحلية الحكومية؛ ما يفتح الباب أمام زيادة معدلات الإنتاج من هاتين السلعتين الإستراتيجيتين، في حين تتطلع البلاد إلى زيادة المعروض خلال العقود المقبلة، وفق بيان منشور بالموقع الرسمي لوزارة الطاقة النرويجية.

ويمثّل هذا الرقم زيادة في عدد تراخيص استكشافات النفط والغاز الممنوحة سنويًا في النرويج من 47 ترخيصًا قبل عام، حينما وزعَت على 25 شركة، وتشتمل الزيادة على تراخيص الحفر في بحر بارنتس في القطب الشمالي، وبحر النرويج المجاور، حسبما صرّح به وزير الطاقة النرويجي تيري أوسلاند.

وتُعدّ جولات استكشاف المناطق المحددة مسبقًا "إيه بي إيه" (APA) السنوية ركيزة رئيسة في إستراتيجية النرويج التي تسعى من خلالها لتوسيع إنتاجها من النفط والغاز، وهي سياسة طالما واجهت معارضة شديدة من أنصار حماية البيئة، الذين ينظمون احتجاجات دورية ضد هذا الأمر.

زيادة التراخيص

ارتفعت تراخيص استكشافات النفط والغاز في بحر بارنتس الواقع شمال شرق النرويج، إلى 8 في الجولة الجديدة، من ترخيص واحد فقط قبل عام، في حين أبدت شركات الطاقة اهتمامًا أكبر في المنطقة النائية والصعبة بيئيًا، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال وزير الطاقة النرويجي تيري أوسلاند: "في العام المنصرم (2023)، دعوت الشركات إلى توجيه أنظارها بدرجة أكبر للفرص السانحة في بحر بارنتس.. وهذه التراخيص الممنوحة تؤكّد أن شركات أكثر قد تجاوبت بالفعل، ورغبت في أن تتكفل بمسؤولياتها في هذا الخصوص".

وأوضح أوسلاند: "منح تراخيص جديدة في المناطق المحددة مسبقًا يعدّ ركيزة أساسية في التطوير المستمر للجرف النرويجي، كما أن رؤية مثل هذا الاهتمام الكبير بمزيد من أنشطة الاستكشاف هو أمر مشجع للغاية، ومهم لكل من تشغيل العمالة وتوفير القيمة، فضلًا عن تسهيل دور النرويج بصفتها موردًا مستقرًا للطاقة إلى أوروبا".

عودة أكير بي بي

تكشف تراخيص استكشافات النفط والغاز التي مُنحت على أساس طلبات مُقدمة من الشركات، عودة شركة آكير بي بي (Aker BP)، كما أنها تفتح جبهة استثمار جديدة في بحر بارنتس، بعد أن تخلّت عنه الشركة منذ سنوات في أعقاب حفرها عددًا من الآبار الجافة.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "آكير بي بي" كارل جوني هيرسفيك: "لدينا فريق جديد، ولدينا أفكار جديدة، ولدينا مساحات عمل جديدة".

أكبر مورد للغاز في أوروبا

بينما تدعم النرويج اتفاقية باريس للمناخ 2015، والمستهدف العالمي للتحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، تقول أوسلو، إن العالم سيحتاج إلى الوصول لمصادر النفط والغاز لسنوات عديدة.

وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية أصدقاء الأرض في النرويج ترولز غولوسن: "سياسات الحكومة النرويجية ما تزال تصطدم مع أهداف المناخ المستدام"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي العام قبل الماضي (2022)، تجاوزت النرويج روسيا بوصفها أكبر مورّد للغاز لأوروبا، بعد أن قطعت موسكو إمداداتها من تلك السلعة عن القارة العجوز، على خلفية الحرب التي تشنّها في أوكرانيا منذ الـ24 من فبراير/شباط (2022).

كما حلّ النفط النرويجي محلّ نظيره الروسي في الاتحاد الأوروبي، بعد أن حظر التكتل وارداته من خام الأورال.

ولم يشهد عدد تراخيص استكشافات النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال تغييرًا عن مستواه الحالي (29 على أساس سنوي)، بينما صدر 25 ترخيصًا لبحر النرويج (بحر في المحيط الأطلسي الشمالي) شمال غرب البلاد، بزيادة من 16 ترخيصًا قبل عام.

إكوينور ونصيب الأسد

حصلت إكوينور على أكبر حصة في استكشافات النفط والغاز الممنوحة في النرويج، بواقع 39، من بينها 11 ستتولى تشغيلها.

وقالت إكوينور، المشغّل الرئيس لـ35 منصة بحرية في النرويج، إن السلطات زادت جولة الترسية هذا العام بواقع 92 موقعًا في شمال غرب بحر النرويج وغرب بحر بارنتس.

وفي هذا الصدد، علّق النائب الأول لرئيس أعمال التنقيب في قسم الاستكشاف والإنتاج النرويجي جيز أفيرتي بقوله: "نحن سعداء بالحصول على تلك التراخيص التي تمنحنا نحن وشركاءنا فرصًا جديدة لمواصلة تطوير الجرف القاري النرويجي بوصفه مركز للطاقة، ونحن على دراية بالجيولوجيا، وواثقون من أننا سنحقق اكتشافات جديدة".

وخلف إكوينور حلّت "آكير بي بي" في المركز الثاني في عدد التراخيص الممنوحة، بواقع 27، من بينها 17 ستخضع لتشغيلها، في حين جاءت شركة فار إنرجي (Vaar Energi) في المركز الثالث، بواقع 16 من تراخيص استكشافات النفط والغاز، على أن تتولى تشغيل 4 منها.

كما حصلت شركة شل (Shell) متعددة الجنسيات، وتوتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية، على ترخيص واحد لكل منهما، في حين اقتنصت شركة كونوكوفيليبس (ConocoPhillips) الأميركية 3 تراخيص.

موضوعات متعلقة..

• استثمارات النفط والغاز في النرويج تحقق طفرة خلال 2024
• إنتاج النفط والغاز في النرويج يترقب نتائج معركة قضائية
• قطاع النفط والغاز في النرويج ينتعش بـ9 مليارات دولار من إكوينور

اقرأ أيضًا..

• هل تتأثر صادرات النفط السعودي بتوترات البحر الأحمر؟.. رئيس أرامكو يجيب
• شركات التكرير الهندية تتنافس على النفط الفنزويلي.. بديل الشرق الأوسط
• سعر البنزين في مصر 2024 يتجه إلى زيادة جديدة