نفايات المناجم تهدد التنوع البيولوجي في المناطق المحمية حول العالم (دراسة)
ثلث المخلفات العالمية داخل مناطق محمية أو حولها
نوار صبح
يُخزَّن نحو ثلث نفايات المناجم في العالم داخل مناطق محمية أو بجوارها، الأمر الذي يشكّل مخاطر عديدة على بعض الأحياء والمحميات البيئية المتميزة على وجه الأرض.
ووجدت دراسة، أجراها باحثون في جامعة كوينزلاند الأسترالية، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أنه من بين 1721 منشأة نفايات كُشِفَت، كانت 9% منها ضمن مناطق محمية معلنة، و20% منها كانت ضمن مسافة 5 كيلومترات.
وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة، بورا أسكا: "تشير النتائج التي توصّلنا إليها إلى أن نفايات المناجم تهدد التنوع البيولوجي داخل المناطق المحمية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 8 سدود نشطة لتخزين المخلّفات في المناطق المحمية الأسترالية، المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة"، وفق ما نشره موقع ماينينغ (MINING) المعني بأخبار قطاع التعدين في العالم.
وأضافت بورا أسكا "نظرًا لحجم مرافق المخلّفات: "نحن قلقون بشأن المخاطر المستقبلية للفشل في المجالات المهمة للتنوع البيولوجي والحفاظ على الأحياء".
تقييم المخاطر
لتقييم المخاطر، حلّلت المؤلفة الرئيسة للدراسة، بورا أسكا، وزملاؤها، قاعدة بيانات لمرافق المخلّفات العالمية، بما فيها نفايات المناجم، وقارنوها بالبيانات المكانية الخاصة بالمناطق المحمية.
واستخلص الباحثون المعلومات من إفصاحات الشركات المدرجة في البورصة، جزءًا من مبادرة سلامة التعدين والمخلّفات، التي تأسست بعد انهيار مجمع المخلّفات في منجم كوريغو دو فيجاو لخام الحديد التابع لشركة فالي، ومقتل 270 شخصًا، بالقرب من بلدة برومادينيو شرق البرازيل.
إضافة إلى ذلك، دمّرت الكارثة 133 هكتارًا من الغابات الأطلسية، و70 هكتارًا من المناطق المحمية في اتجاه مجرى النهر.
وترى كبيرة مؤلفي الدراسة، لورا سونتر، أن إدارة نفايات المناجم ستصبح تحديًا متزايد التعقيد للاستدامة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت سونتر: "من المتوقع أن يرتفع إجمالي إنتاج المخلّفات بشكل كبير خلال الـ30 عامًا المقبلة، بسبب الطلب المتزايد على المعادن المستعملة في تحوّل للطاقة وانخفاض درجات الخام".
وأضافت: "بالنظر إلى التوزيع العالمي الحالي لمنشآت تخزين المخلّفات ومعدل فشلها، فإن العواقب على التنوع البيولوجي يمكن أن تكون مدمرة".
ويرى الباحثون أن الخبر السارّ يتمثل في أن البيانات اللازمة لإدارة هذه المخاطر آخذة في الظهور، والفرص متاحة لدمج هذه المعلومات في تصميم المرافق الجديدة وإدارة المنشآت الموجودة حاليًا.
وتابعت سونتر: "يجب أن نعمل بسرعة نحو التخفيف الكامل من الآثار السلبية لنفايات التعدين في الناس والبيئة".
مخاطر نفايات المناجم
تمثّل نفايات المناجم، المتبقية بعد معالجة المعادن، خطرًا جسيمًا على البيئة الطبيعية، وقد تُسبّب فشل مرافق تخزين المخلّفات في بعض أخطر الكوارث البيئية في التاريخ، حسبما نشرته مجلة نيتشر (nature.com) البريطانية.
تجدر الإشارة إلى أن التأثيرات المحتملة في التنوع البيولوجي على مستوى العالم بسبب المخلّفات غير معروفة في الغالب، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويقيّم الباحثون المصادفة المكانية بين 1721 منشأة تخزين مخلّفات كُشِفت، والمناطق المحمية حاليًا، وأولويات الحفظ الأخرى، في مناطق التنوع البيولوجي الرئيسة والنظم البيئية السليمة المتبقية.
موضوعات متعلقة..
- نفايات المناجم.. هل تحرر العالم من سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة؟
- الوجه الخفي للطاقة الشمسية... تراكم نفايات الألواح ينذر بأزمة عالمية (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- مصادر مصرية: قطع الكهرباء سيستمر مدة طويلة.. والأولوية لتصدير الغاز
- هل تخطط موريتانيا لتوصيل الغاز للمنازل ومتى تبدأ التصدير؟ (خاص)
- وزير النفط السوري لـ"الطاقة": نستورد النفط من الدول الصديقة.. وعجز الكهرباء 75%