تقنيات مكافحة تغير المناخ فرصة مهمة للمستثمرين في الشرق الأوسط
أحمد أيوب
تتزايد الحاجة إلى توسيع نطاق تقنيات مكافحة تغير المناخ، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط التي تتسبب في الكثير من التغيرات المناخية السلبية.
ويستدعي هذا حديثًا عن الجدوى الاقتصادية للمشروعات التي تتبنّى هذه التقنيات، فضلًا عن التأثير الاجتماعي والبيئي -الذي رغم أهميته- يأتي في مرحلة تالية لكسب المال بالنسبة للمستثمرين، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي الوقت نفسه، هناك مطالب بتفعيل أكبر للذكاء الاصطناعي في مشروعات تقنيات مكافحة تغير المناخ، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدلات أسرع من بقية أنحاء العالم، وفقًا مقال للكاتبة لوسي شو، نشرها موقع "أرابيان جلف بيزنس إنسايت" (Arabian Gulf Business Insight)، يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ومن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن اتخاذ تدابير وقائية عبر الإنذار والكشف المبكر عن الكوارث البيئية في مناطق الفيضانات وأماكن انبعاثات الكربون المتزايدة وحرائق الغابات.
تقنيات مكافحة المناخ
برزت تقنيات مكافحة تغير المناخ بوصفها من أهم الأدوات التي يمكنها معالجة -أو التخفيف من- حدة أزمة التغيرات المناخية التي تتزايد بوتيرة متسارعة.
وهذه المشروعات بمثابة مجموعة متنوعة من التقنيات التي تُركّز أساسًا على معالجة أسباب التغيرات المناخية، وفقًا لما نشره موقع "إيكونوميست إمباكت"، Economist Impact.
وعلى الرغم من أن العديد من المناقشات المتعلقة بتقنيات المناخ يركّز على قطاع الطاقة، فإن هناك في الواقع 4 مجالات أساسية لضمان سلامة الكوكب وسكانه، وهي: الزراعة والصحة والتمويل والطاقة.
فعلى سبيل المثال، يفتقر نحو 3.6 مليار شخص حول العالم إلى إمكان الحصول على كهرباء موثوقة بأسعار معقولة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويسمى هذا التحدي "فقر الطاقة"، وهو ما دفع رواد الأعمال إلى ابتكار طرق لإنتاج الأنواع المختلفة من الكهرباء عبر مصادر متنوعة، فالحاجة أمّ الاختراع، وفقًا لمقالة الكاتبة لوسي شو.
وأحد الأمثلة المهمة على هذه الطرق المبتكرة في توليد الكهرباء، هو ما حدث عام 2020، عندما استثمرت شركة "أكيومن" Acumen في شركة "هاسك باور" Husk Power التي تقوم معدّاتها بتحويل قش الأرز إلى غازات قابلة للاحتراق بإمكانها تشغيل مولدات الكهرباء، وقد نجحت هذه التقنية في إتاحة الكهرباء للمناطق الطاقة الريفية في الهند.
الشرق الأوسط وتغير المناخ
ترى كاتبة المقالة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات بمشروعات ريادة الأعمال والشركات الناشئة في مجال تقنيات مكافحة تغير المناخ.
وأوردت في هذا السياق أن المنطقة تُعدّ موطنًا لـ 12 دولة من أكثر دول العالم التي تعاني من نقص المياه، وفقًا لمعهد الموارد العالمية.
ويبدو أنه على الرغم من كون هذا القطاع مهمًا من الناحية البيئية والاجتماعية، فإنه يمثّل بالنسبة للشركات الناشئة مجالًا لتحقيق العوائد المالية، بغضّ النظر عن أيّ أهمية أخرى له، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ودعت كاتبة المقالة إلى ضرورة توافر أفكار إيجابية لدى روّاد الأعمال حول طبيعة هذه المشروعات البيئية والاجتماعية، إلى جانب إيمانهم بقدرتها على أن تدرّ عوائد كبيرة، إذ من شأن هذا تحقيق إقبال أكبر على مثل هذه المشروعات.
وما يزال الاستثمار في مشروعات تقنيات مكافحة تغير المناخ متواضعًا نسبيًا، فخلال المدة بين عامي 2018 و2022، استُثمر ما مجموعه 651 مليون دولار بتقنيات المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وفقًا لبحث أجرته منصة بيانات الشركات الناشئة "ماغنت" Magnitt.
تقنيات شرق أوسطية
تستعمل شركة "فورتي غارد" FortyGuard -ومقرّها أبو ظبي- الذكاء الاصطناعي لإتاحة خرائط حرارية عالية الدقة وتحليل البيانات.
وتعدّ شركة "فلات 6 لابز" Flat6Labs، ومقرّها أبو ظبي أيضًا، بمثابة كيان رائد في مجال الاستثمار الأولي والمشروعات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد أدارت الشركة العديد من مجموعات الشركات الناشئة في مجال تقنيات مكافحة تغير المناخ.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشر جاهزية التقنيات الحدودية 2023، الصادر عن الأمم المتحدة، صنّف دولة الإمارات العربية المتحدة أفضل دولة عربية مستعدة لتبنّي التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في مجال مكافحة التغيرات المناخية، مع التركيز على مجال الابتكار الأخضر.
وفي الأردن، تتخصص شركة "كاتاليست" لإدارة الاستثمارات في مجال تقنيات مكافحة تغير المناخ، ولها تجارب في هذا الصدد.
وعلى صعيد التمويلات، اجتذبت الشركات الناشئة في مجال تقنيات مكافحة التغيرات المناخية في دولة الإمارات العربية المتحدة نحو ثلثي إجمالي التمويل في المنطقة، وهو ما يمثّل 401 مليون دولار، أي ما يعادل 62% من إجمالي الاستثمارات الإقليمية في هذا القطاع خلال 5 سنوات.
وجاءت تركيا في المرتبة الثانية بـ124 مليون دولار، أو نحو 19% من إجمالي الصفقات التي عُقدت في المنطقة، تليها السعودية بـ68 مليون دولار (10%)، ومصر بـ 42 مليون دولار (7 %)، وتونس بـ 6 ملايين دولار (1 %).
موضوعات متعلقة..
- التغيرات المناخية توقع 59 دولة في أزمة ديون خلال 10 سنوات (تقرير)
- قبل كوب 28.. خبراء يرصدون عقبات تحرم الدول النامية من التمويلات المناخية
- الذكاء الاصطناعي يدعم الطاقة الشمسية العالمية بـ 14 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- مدير وحدة أبحاث الطاقة: تخزين الكهرباء قد ينقذ مصر في المستقبل
- مصادر: إسرائيل تستأنف ضخ الغاز إلى مصر
- خبير: مصر تعاني بعد وقف الغاز الإسرائيلي.. وهذه تقديرات "شرق المتوسط"
- نتائج أعمال شل في الربع الثالث 2023 تهبط بالأرباح 34%