أداء قطاع الغاز في مصر مع تحقيق اكتشافات جديدة خلال 12 شهرًا (إنفوغرافيك)

حقّق قطاع الغاز في مصر اكتشافات جديدة خلال العام المالي الماضي (2022-2023)، إلّا أن الإنتاج والاستهلاك قد تراجعا على أساس سنوي، حتى مع إضافة آبار جديدة على خريطة الإنتاج.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تبذل فيه البلاد جهودًا لجذب كبرى شركات النفط العالمية، لتحقيق المزيد من اكتشافات الغاز الطبيعي من أجل مواجهة تراجع الإنتاج وتعزيز الصادرات، وتلبية الاستهلاك المحلي، خصوصًا من قطاع الكهرباء، بعد أزمة انقطاع التيار.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز مؤشرات قطاع الغاز في مصر خلال المدة الزمنية من يوليو/تموز 2022 حتى نهاية يونيو/حزيران 2023، اعتمادًا على بيانات وزارة البترول المصرية.

إنتاج الغاز في مصر واستهلاكه

تراجع متوسط إنتاج الغاز في مصر إلى 6.2 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال العام المالي المنتهي في يونيو/حزيران 2023، مقابل 6.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في العام المالي السابق له.

وكان رصد لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) قد أظهر تراجع المتوسط الشهري لإنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى 5.07 مليار متر مكعب (178.9 مليار قدم مكعبة) خلال النصف الأول من العام الجاري (2023)، مقابل 5.6 مليار متر مكعب (197.68 مليار قدم مكعبة) في المدة المقابلة من العام السابق له (2022).

ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز المعلومات عن الكهرباء وإنتاج الغاز في مصر واستهلاكه:

وفي السياق نفسه، تراجع متوسط استهلاك مصر من الغاز الطبيعي إلى 5.9 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال المدة من يوليو/حزيران 2022 حتى نهاية يونيو/2023، مقابل 6.1 مليار قدم مكعبة في العام المالي السابق له.

وتوضح البيانات الحكومية أن قطاع الكهرباء استحوذ على 57% من إجمالي الغاز المستهلك خلال العام المالي الماضي، يليه قطاع الصناعة بنسبة 25%، وقطاع النفط ومشتقات الغاز بحصّة 10%، وفي المركز الرابع جاء قطاع المنازل بنسبة 6%، وتلاه قطاع تموين السيارات بنحو 2%.

ويشار إلى أن عدد الوحدات السكنية التي استفادت من توصيل الغاز وصل إلى 14.2 مليون وحدة منذ بدء النشاط في عام 1980، كما زاد عدد السيارات التي تعمل بالغاز في مصر بنحو 507 آلاف سيارة، ووصل عدد محطات تموين السيارات بالغاز إلى 910 محطات.

ويعود تراجع استهلاك الغاز في مصر إلى خطة تطبّقها الحكومة منذ أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، بهدف توفير كميات أكبر من الغاز لتصديره إلى الخارج وتحقيق عوائد كبيرة من الأسعار المرتفعة في السوق العالمية.

وتعرضت مصر منذ بداية صيف 2023 لأزمة كبيرة في قطاع الكهرباء، زادت حدّتها في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، أدت إلى انقطاع التيار لأوقات تخطّت الـ6 ساعات في بعض المناطق، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وزيادة استهلاك الغاز في قطاع الكهرباء.

ونتيجة للأزمة الكبيرة التي شهدها قطاع الغاز في مصر، اتجهت البلاد إلى وقف تصدير الغاز المسال خلال أشهر الصيف، وتحديدًا منذ بداية يونيو/حزيران 2023، على أن تعود للتصدير في بقية فصول العام.

ومع ذلك، أكدت مصادر مطّلعة، في تصريحات سابقة لمنصة الطاقة المتخصصة، أن بنغلاديش استقبلت شحنة غاز مسال قادمة من مصر في منتصف يوليو/تموز الماضي.

5 اكتشافات غاز جديدة في مصر

جاء تراجع إنتاج الغاز في مصر رغم نجاح البلاد -بحسب بيانات وزارة البترول- في وضع 36 بئرًا على خريطة الإنتاج خلال العام المالي الماضي (2022-2023).

وتكثّف مصر جهودها لعقد صفقات مع شركات نفط عالمية من خلال طرح مناطق للبحث والاستكشاف وتنفيذ الإجراءات التي تسرّع من ذلك، على أمل الوصول إلى اكتشافات جديدة تعوّض تراجع الإنتاج.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن المدة من يوليو/تموز 2022 حتى يونيو/حزيران 2023، طرحت مصر 12 منطقة من خلال مزايدة عالمية للبحث عن الغاز، يقع 6 منها في البحر المتوسط و6 في دلتا النيل.

كما أصدرت 11 اتفاقية للبحث عن الغاز باستثمارات وصلت إلى 925 مليون دولار وإجمالي منح توقيع 30 مليون دولار، ونجحت البلاد في توقيع 9 من إجمالي الاتفاقيات الـ11 حتى الآن.

وبناءً على تلك الاتفاقيات الموقّعة، نجحت مصر خلال العام المالي الماضي في حفر 8 آبار استكشافية عثرت من خلالها على 5 اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي في البحر المتوسط ودلتا النيل.

وبلغ حجم مخزون الغاز الطبيعي من الاكتشافات الجديدة نحو 2.65 تريليون قدم مكعبة، و23 مليون برميل مكثفات، ووفقًا لبيانات وزارة البترول، التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ونفّذت مصر 6 مشروعات لتنمية وإنتاج الغاز من الحقول المكتشفة خلال العام المالي الماضي، فضلًا عن إضافة 36 بئرًا على خريطة الإنتاج بإجمالي إنتاج أولي بلغ 666 مليون قدم مكعبة غاز يوميًا، و17 ألف برميل مكثفات يوميًا، بتكلفة استثمارية وصلت إلى 738 مليون دولار.

وخلال تلك المدة، أجرت مصر مسحًا سيزميًا (زلزاليًا) ثلاثي الأبعاد بالبحر المتوسط على مساحة 4 آلاف كيلومتر مربع بمنطقتي امتياز نور وشمال رفح البحريتين ومنطقة امتياز نرجس البحرية.

كما تعمل البلاد في الوقت الراهن على إجراء مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد بغرب البحر المتوسط لمساحة تبلغ 10 آلاف و500 كيلو متر مربع، بهدف العمل على زيادة إنتاج الغاز في مصر.

تحركات جديدة لتعزيز النشاط الاستكشافي

تواصل مصر طرح العديد من المناطق أمام شركات النفط العالمية، للبحث عن الوقود الأحفوري في باطن أراضيها والعمل بشكل خاص على زيادة إنتاج الغاز.

وطرحت البلاد، خلال سبتمبر/أيلول 2023، مزايدة جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في 23 منطقة جديدة، متضمنة 10 مناطق للهيئة المصرية العامة للبترول، و13 منطقة لشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول.

وتقع 10 مناطق منها في الصحراء الغربية، ومنطقتان في الصحراء الشرقية، و7 أخرى في منطقة خليج السويس، بالإضافة 4 مناطق في البحر الأحمر.

ومؤخرًا، فازت شركة إيني الإيطالية بمنطقتين في البحر المتوسط، من خلال مزايدة طُرحت في بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، وأُغلقت في منتصف يوليو/تموز 2023.

ونتج عن تلك المزايدة -أيضًا- فوز تحالف إيني الإيطالية وبي بي البريطانية بمنطقة في البحر المتوسط، وفوز شركة زاروبيج نفط الروسية بمنطقة في دلتا النيل.

وتستهدف حفر 12 بئرًا بحدّ أدنى للاستثمارات خلال البحث يصل إلى 281 مليون دولار، بالإضافة إلى 7.5 مليون دولار منح توقيع.

ومن المتوقع بدء مصر، من خلال شركات نفط عالمية، التنقيب عن النفط والغاز لأول مرة في البحر الأحمر، بعد ترسيم الحدود مع السعودية، مع بداية العام المقبل، بحسب تصريحات لوزير البترول المصري طارق الملا.

وقال الملا: "إن الشركات العالمية التي فازت بمزايدة البحث عن النفط والغاز بالبحر الأحمر لأول مرة تستعدّ لبدء حفر آبار استكشافية بدايةً من العام المقبل 2024".

موضوعات متعلقة..

• إنتاج الغاز في مصر يهبط 9.5% خلال النصف الأول من 2023 (رسوم بيانية)
• تحركات لزيادة إنتاج الغاز في مصر.. وهذه تفاصيل 60 يومًا من النشاط المكثف
• كيف تستفيد مصر من ترشيد استهلاك الغاز في توليد الكهرباء؟ (إنفوغرافيك)

اقرأ أيضًا..

• بالأرقام.. الطاقة المتجددة في الجزائر تدعم خطط زيادة صادرات الغاز (خاص)
• مسؤول: 3 دول عربية جنوب المتوسط لها الأولوية في قطاع الطاقة الأوروبي (حوار)
• أرامكو السعودية تدخل سوق الغاز المسال بصفقة استحواذ قيمتها 500 مليون دولار