ارتفاع تكلفة شحن النفط الروسي إلى الهند للضعف
رغم انخفاض أسعار خام موسكو
حياة حسين
واصلت أسعار شحن النفط الروسي المُصدّر إلى الهند الارتفاع، لتتراوح بين 11 و19 دولارًا للبرميل، أي ضعف التكلفة الطبيعية في الأسواق.
ورغم أن الهند ما تزال أكبر المستفيدين من هبوط أسعار النفط الروسي، فإن شحن صادرات خام موسكو إلى نيودلهي يُعدّ الأعلى مقارنة بالواردات من مصادر أخرى تقع على المسافة نفسها من الدولة الآسيوية.
وتحصل الهند على النفط الروسي بأسعار منخفضة منذ غزو موسكو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، والتي تتراوح -حاليًا- 4 دولارات للبرميل، حسبما ذكر موقع "بي كيو برايم".
لذلك، استحوذ الخام الروسي على أكثر من نصف واردات الهند النفطية في مايو/أيار 2023، إذ سجلت نحو 20.04 مليون طن متري، أو 4.7 مليون برميل يوميًا، وبلغت الواردات من روسيا منها 2.1 مليون برميل يوميًا؛ لتتجاوز للمرة الأولى التدفقات المجمعة من السعودية والعراق والإمارات والولايات المتحدة والكويت، وفق بيانات رسمية اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تكلفة غامضة
ما تزال تكلفة شحن النفط الروسي غامضة، إذ ترفع الكيانات المعنية بالتوريد للبلد الأسيوي العملاق أسعار الشحن بصورة متواصلة، ما يجعلها أعلى من الأسعار الطبيعية، وفق مصادر بالسوق.
وأشارت المصادر إلى أن مصافي تكرير النفط الهندية تواصل الحصول على الخام الروسي بسعر أقلّ من 60 دولارًا للبرميل، وهو السقف السعري الذي حددته الدول الغربية للنفط الروسي.
وكانت الدول الغربية قد فرضت سقفًا سعريًا على النفط الروسي في 5 ديسمبر/كانون الأول من 2022، عند 60 دولارًا للبرميل، ثم تبعته بسقف سعري لمشتقات النفط الروسي الأعلى سعرًا، مثل الديزل والبنزين، عند 100 دولار للبرميل، والأقلّ سعرًا عند 45 دولارًا للبرميل.
وتتفوق تكلفة شحن النفط الروسي إلى الهند على ما تدفعه دول أخرى للمسافة ذاتها، مثل نقل الخام من الخليج العربي إلى ميناء روتردام الهولندي.
ويثير غياب البيانات حول ناقلات شحن النفط الروسي والتأمين على الشحنات غموضًا حول الأسعار وأسباب ارتفاعها.
وارتفعت صادرات النفط الروسي إلى الهند من 2% من إجمالي واردات الخام قبل الحرب في أوكرانيا إلى 44% بسبب الخصومات على الأسعار.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مستوردي النفط الروسي بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران (2023):
سعر أقل
ما تزال شركات مصافي تكرير النفط الخاصة في الهند تتفاوض للحصول على خصومات أكبر لشراء النفط الروسي، لكن هذه الخصومات تتقلص مع استمرار الشركات في التفاوض على الصفقات مع روسيا بشكل منفصل.
وكان من الممكن أن تحصل الهند على خصومات أكبر إذا تفاوضت مصافي التكرير المملوكة للدولة، والتي تسيطر على 60% من الواردات من النفط الروسي، إلى جانب القطاع الخاص، بحسب مصادر مطّلعة على الأمر.
وأضاف أحدهم قائلًا: "أوروبا عزفت عن شراء النفط الروسي، وما تزال الهند -التي لديها شهية كبيرة لشراء خام موسكو- أكبر سوق تحصل عليه، لذلك إذا تفاوض القطاعان العام والخاص معًا سيصنعان فرقًا في السعر".
وتوقعت المحللة لأسواق النفط بجنوب آسيا في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، هيمي سريفاستافا، أن تمثّل واردات الخام الروسي ما يقارب من 40% إلى 45%، أو بحدّ أقصى نحو 2 إلى 2.3 مليون برميل يوميًا، من إجمالي واردات النفط في الهند، إذا ظلّت الأسعار تنافسية.
وقالت: "بالنظر إلى المستقبل في عام 2023، تبدو آفاق تدفقات النفط الروسي إلى الهند واعدة"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفط عربية في يونيو 2023.. مشروع ضخم للجزائر
-
تقرير يكشف حقيقة نقص استثمارات النفط والغاز العالمية.. "أرقام مضللة"