صفقة استحواذ في الجزائر قد تكتب فشل مشروع سولار 1000 (خاص)

يواجه مشروع سولار 1000 الخاص بالطاقة الشمسية في الجزائر شبح الانهيار في أعقاب استحواذ الشركة الوطنية للكهرباء والغاز "سونلغاز" على شركة شمس، التي كانت تتولى إدارة المشروع، وذلك بحسب مصادر مطّلعة كشفت تلك الخطوة في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة.

وأكدت مصادر بشركة الكهرباء والغاز الحكومية "سونلغاز"، في تصريحات إلى منصة الطاقة، أن مستقبل شركة شمس لا يزال غامضًا، وما إذا كانت ستُدمَج ضمن إحدى إدارات سونلغاز أو ستكون شركة مستقلة تابعة، وتتولى حينها إدارة مشروعات الطاقة المتجددة في الجزائر.

في فبراير/شباط (2021)، أعلن وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة الأسبق شمس الدين شيتور ووزير الطاقة السابق عبدالمجيد عطار إطلاق عملية تأسيس شركة طاقة جديدة مختصة بالطاقة المتجددة، مملوكة بين شركتي سوناطراك وسونلغاز بنسبة 50% لكل منهما.

وكان من المقرر أن تكون "شمس" نافذة وحيدة وواجهة مع المستثمرين المحتملين في إطار تنفيذ مشروع سولار 1000، ومكلّفة بتنفيذ البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الهادف إلى إضافة 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030.

استحواذ سونلغاز على شركة شمس

قالت مصادر مطّلعة من داخل شركة سونلغاز: "كان من المقرر إطلاق مشروع سولار 1000 في عام 2022، إلّا أنه واجه العديد من التحديات التي أدت إلى تأجيله أكثر من مرة، وحاليًا استحوذت سونلغاز بنسبة 100% على شركة شمس، التي كانت تتولى التخطيط لتنفيذ المشروع".

وأضافت المصادر أن برنامج الطاقة المتجددة في الجزائر سيكون موكلًا تنفيذه إلى سونلغاز، ويتبقى بعض الأمور الإدارية خاصة بشركة شمس، وإذا ما كانت ستكمل مهامها، أو يجري حلّها وإلحاقها بإحدى الشركات، كأحد الفروع التابعة لشركة سونلغاز.

أكدت المصادر أن جميع أعمال شركة شمس متوقفة حاليًا، في انتظار الضوء الأخضر للانطلاق من جديد، أو الانتقال إلى إحدى شركات أو إدارات سونلغاز.

وتوقعت المصادر في تصريحاتها إلى منصة الطاقة تصفية شركة شمس نهائيًا وانتقال مجموعة من العاملين بها إلى شركة "سونلغاز-الطاقات المتجدّدة" التابعة للشركة الوطنية للكهرباء والغاز، مع إنهاء خدمات عدد لا بأس به من العاملين.

عامان من التحديات

واجهت شركة شمس نحو عامين من التحديات والتأجيلات، ما أدى إلى تأخير طويل لمشروعها لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في الجزائر.

قبل نهاية النصف الأول من عام 2021، أُعلِنَت شركة شمس، بصفتها الأخت الصغرى لشركة سونلغاز، ويتركز دورها على تنفيذ برنامج الجزائر الوطني للطاقة والوصول إلى 15 غيغاواط من الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2035، والعمل على تطوير 1000 ميغاواط سنويًا.

في الأشهر الأولى من تأسيس الشركة كانت الإجراءات تسير بخطى متسارعة، فلم يغلق عام التأسيس أبوابه حتى فُتِح الباب أمام الشركات الوطنية والعالمية، لسحب دفاتر الشروط والمواصفات الخاصة بمشروع سولار 1000 لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.

وحددت شركة شمس، في إعلانها الصادر بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول من عام 2021، موعدًا نهائيًا للتقدم إلى المشروع بحلول نهاية شهر أبريل/نيسان 2022، ومع حلول الموعد بدأت عمليات التأجيل إذ مُدِّدَ أجل تقديم العروض لمدة 45 يومًا أخرى، انتهت في 15 يونيو/حزيران 2022، وفي اليوم التالي خرجت شركة الطاقة المتجددة في الجزائر بتمديد العروض لأجل غير مسمى.

جاءت عمليات التمديد في المشروع، والذي كان متوقعًا البتّ في عروض الشركات الراغبة في تنفيذه قبل نهاية العام المنصرم (2022)، مع دمج وزارة الانتقال الطاقي التي كانت ترعى تنفيذ المشروع بوزارة البيئة.

وأكّد مسؤولو وزارة البيئة بعد دمجها مع الطاقات المتجددة أن موعد الفصل في صفقات سولار 1000 سيكون قبل نهاية 2022، وهو الموعد الذي لم يفِ به أحد.

مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر

مع بداية العام الجاري (2023)، دخلت سونلغاز على خط مشروع الطاقة الشمسية في الجزائر، معلنةً طرح مناقصة لتنفيذ مشروعات بقدرة 2000 ميغاواط في عدّة ولايات.

أكدت مصادر- وقتها- أن دخول سونلغاز لطرح مشروعات للطاقة الشمسية جاء في إطار مساعيها لتنفيذ برنامج "سولار 1000"، بصفتها تمتلك 50% من حصة شركة شمس.

غير أن سونلغاز كانت قد أطلقت المناقصة في مارس/آذار عبر شركتها الفرعية "سونلغاز-الطاقات المتجدّدة"، لتنفيذ مشروع 15 محطة طاقة شمسية في عدد من ولايات البلاد.

وأشارت الشركة إلى توزيع مشروعات الطاقة الشمسية في الجزائر على 11 ولاية، بقدرة إنتاج تتراوح بين 80 و220 ميغاواط، بطاقة إجمالية تبلغ 2000 ميغاواط.

وجاء إعلان سونلغاز بعد عدّة تأجيلات استمرت أكثر من عام لإطلاق مشروع الطاقة الشمسية في الجزائر، والذي كان يُطلَق عليه "سولار 1000"، والذي كانت تعتزم تنفيذه شركة شمس التابعة لوزارة الانتقال الطاقي، قبل دمجها في وزارة البيئة.

وعلى الرغم من أنه كان من المقرر فتح الظروف بتاريخ 29 مايو/أيار الماضي، لم تُعلَن حتى تاريخه أيّ تفاصيل جديدة للمشروع، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

مهام شركة شمس

كان من المقرر إطلاق مشروع سولار 1000 الذي تنفّذه "شمس" في 5 ولايات مختلفة داخل الجزائر، إذ تكون حصة كل ولاية بين 50 و300 ميغاواط، بقدرة إجمالية 1000 ميغاواط من خلال تأسيس مجموعة من الشركات، تتولى تنفيذ محطات شمسية كهروضوئية.

وحددت شركة شمس الولايات الخمس التي كانت من المتوقع أن تحتضن محطات المشروع، وهي ورقلة وبشار والوادي وتوقرت والأغواط، إذ قسّم المشروع إجمالي إنتاج كل محافظة على النحو التالي:

• إنتاج 50 ميغاواط في ولاية بشار.
• إنتاج 100 ميغاواط في ولاية ورقلة.
• إنتاج 250 ميغاواط في ولاية توقرت.
• إنتاج 300 ميغاواط في ولاية الأغواط.
• إنتاج 300 ميغاواط في ولاية الوادي.

وكان من المقرر أن تبدأ الجزائر إنتاج الكمية الأولى من الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، من ولاية بشار، إلّا أن تعطيل فتح أظرف المشروع واختيار الصفقات أفشلَ خطط بدء أول مشروع حكومي للطاقة الشمسية في الجزائر.

تمثلت مهام شركة شمس وفق بيان تأسيسها في الحصول على الأراضي، وتحضيرها لمشروعات الطاقات المتجددة، وتقديم دراسات كاملة للجدوى الاقتصادية، والبحث عن أفضل آليات التمويل، والتنسيق بين مختلف القطاعات المعنية بالمشروع (إدارة مركزية وجماعات محلية ومتعاملي الشبكات، والمصارف والجمارك، وإعداد كراسة الشروط، وإطلاق المناقصات لصالح المستثمرين.

كما كان من المقرر أن تتولى معالجة عروض المتعهدين، وصولًا إلى إعلان الفائزين بتطوير المشروعات، مع إقرار إجراءات تحفيزية وترقية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

• مشروع الطاقة الشمسية سولار 1000 في الجزائر يواجه تأخيرًا جديدًا (خاص)
• موعد نتائج مشروع سولار 1000 للطاقة الشمسية في الجزائر (خاص)

اقرأ أيضًا..

• اهتمام عالمي بالطاقة الشمسية المركزة بمشاركة 4 دول عربية (تقرير)
• استكشاف النفط والغاز في أفريقيا ينتعش رغم انخفاض استثمارات 3 دول عربية (تقرير)
• ما هي الاحتياطيات والمخزون الإستراتيجي والعائم.. وسر الناقلات السعودية في مصر؟ (صوت)