توليد الكهرباء المتجددة في إسبانيا قد يتجاوز 50% خلال 2023
مسجلًا رقمًا قياسيًا
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
يشهد توليد الكهرباء المتجددة في إسبانيا نموًا ملحوظًا خلال الآونة الأخيرة، مع توقعات أن تسجل البلاد رقمًا قياسيًا بنهاية العام الجاري (2023)، بدعم من تنفيذ استثمارات كبيرة بمشروعات الطاقة النظيفة في السنوات الماضية، لتتفوق على العديد من دول القارة العجوز، وتشقّ طريقها لتصبح لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة العالمية وإزالة الكربون.
وتوقعت شركة الأبحاث ريستاد إنرجي، في تقرير لها صادر اليوم الأربعاء (7 يونيو/حزيران 2023)، ارتفاع حصة توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة في إسبانيا لأكثر من 50% خلال العام الجاري، لتتفوق على فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، التي تعدّ أكبر 5 دول أوروبية حسب الطلب على الكهرباء.
يشار إلى أن إسبانيا تعدّ من أوائل الدول الأوروبية التي تبنّت طاقة الرياح البرية، إذ توفر في الوقت الراهن 20% من الكهرباء المولدة لديها.
وضخّت البلاد خلال السنوات الـ10 الماضية استثمارات كبيرة في الطاقة الشمسية والرياح، ما يعني أن إنجازات توليد الكهرباء المتجددة في إسبانيا ليست مفاجأة؛ نظرًا لتاريخها من الأهداف الواضحة والتبنّي المبكر، وفقًا لما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن تقرير ريستاد إنرجي.
وفي المقابل، توفر الطاقة الكهرومائية نحو 10% فقط من توليد الكهرباء المتجددة في إسبانيا، بعد أن كانت أكبر مصدر للطاقة النظيفة في البلاد.
تفوق إسبانيا في الرياح البرية
يؤكد التقرير أن إسبانيا حققت تقدمًا كبيرًا في تحقيق هدفها المتمثل بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بفضل تعزيز طاقة الرياح البرية وغيرها من التقنيات المتجددة.
وفي الوقت الذي ما يزال فيه الغاز الطبيعي هو المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء في إسبانيا، نجحت البلاد بتحقيق تقدم ملحوظ في خطة التخلص التدريجي من استعمال الفحم.
ومع استهداف إسبانيا التخلص التدريجي من الاعتماد على الطاقة النووية في توليد الكهرباء بحلول عام 2035، ما زالت المحطات النووية توفر قدرات أساسية مستقرة للشبكة الكهربائية في البلاد حتى الآن.
على صعيد نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تفوقت إسبانيا على جيرانها من الاقتصادات الكبرى، وجاءت في المركز الثاني بتركيبات الرياح البرية، بعد ألمانيا.
ورغم تصدُّر ألمانيا مجال الطاقة الشمسية والرياح البرية في أوروبا، تُظهر الخطوات المتبعة في إسبانيا -أيضًا- آفاق نمو ملحوظة خلال السنوات المقبلة، إذ تشهد البلاد ارتفاعًا بمعدلات تركيب الطاقة المتجددة.
ورغم ذلك، لم يكن تعزيز توليد الكهرباء المتجددة في إسبانيا بالأمر السهل، إذ واجهت بعض التحديات منذ بدء رحلتها نحو الطاقة النظيفة.
صادرات إسبانيا من الكهرباء
شهد العام الماضي (2022) زيادة ملحوظة في توليد الكهرباء عبر الوقود الأحفوري بإسبانيا، مدفوعة بإجراءات التدخل في السوق، -بعد الغزو الروسي لأوكرانيا- والاختلافات الكبيرة في الأسعار مع فرنسا، التي تستورد الكهرباء من جارتها.
مع تضاؤل تأثير تدابير التدخل في السوق، عاد توليد الكهرباء في إسبانيا إلى المستويات الطبيعية، ما أدى إلى انخفاض في كل من الصادرات والطلب المحلي على الكهرباء في عام 2023، مما قد يقلل من استعمال الغاز في توليد الكهرباء، ويعزز في المقابل دور مصادر الطاقة المتجددة.
ورغم توقعات تجاوز نسبة توليد الكهرباء المتجددة في إسبانيا الـ50% خلال العام الجاري، ترى ريستاد إنرجي أن صادرات مدريد من الكهرباء إلى فرنسا قد تقف عائقًا أمام تحقيق المزيد من النمو في 2023.
جدير بالذكر أن انخفاض توليد الكهرباء عبر الطاقة النووية في فرنسا دفعها إلى استيراد المزيد من الكهرباء من إسبانيا.
ويرى التقرير أن التحول التدريجي لإسبانيا من مستورد صافٍ إلى مصدّر صافٍ، يؤكد رحلتها نحو أن تصبح لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة العالمية، وليس على الصعيد الأوروبي فقط.
وبحسب التقرير، ساعد ارتفاع توليد الكهرباء المتجددة في إسبانيا بخفض الأسعار الفورية، لتكون أقلّ بكثير من أسعار الكهرباء في السوق الفرنسية، التي كانت أعلى بنسبة 34%.
موضوعات متعلقة..
- إسبانيا ترفع هدف خفض انبعاثات الكربون بنسبة 7% لعام 2030
- الألواح الشمسية الحرارية في إسبانيا تحقق رقمًا قياسيًا عالميًا
- خامس أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إسبانيا تتوقف خلال أيام
اقرأ أيضًا..
- شركة بريطانية ترفع سعر بيع الغاز المغربي.. ما القصة؟
- أمين عام أوابك يتحدث لـ"الطاقة" عن قرارات أوبك+ وهل تصل أسعار النفط إلى 100 دولار؟ (حوار)
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات أسعار النفط 13% في 2024