مخاطر قطاع النفط والغاز.. أكبر 7 كوارث تودي بحياة العمال (فيديو وصور)

تكشف مخاطر قطاع النفط والغاز النقاب عن "نعمة" تلك الصناعة و"نقمتها"، التي رغم تغييرها خريطة الدول الثرية فإنها قلبت موازين القوى العالمية، وأذكت الصراعات الجيوسياسية في مناطق متفرقة من الكوكب، بل وحصدت -وما تزال- أرواح العاملين في مواقع العمل ليل نهار.

ويجب أن تدق تلك المخاطر التي تُهدد أرواح العمال في صناعة النفط والغاز جرس إنذار لدى القائمين على تلك الصناعة الحيوية، مُمثلين في المسؤولين التنفيذيين في شركات الطاقة الكبرى، والجهات التنظيمية العالمية، وتنبيههم بضرورة التحوط وتطبيق أقصى معايير الأمان، والتكنولوجيا الحديثة، للمساعدة على درء مسببات تلك الحوادث قدر المستطاع.

وفي ضوء هذا السيناريو، ذكر تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية في يناير/كانون الثاني (2016)، أن التحدي الأكبر والدائم الذي تواجهه صناعة النفط والغاز هو سرعة الاستجابة الفاعلة للحوادث الخطيرة التي قد تتعرّض لها بين الحين والآخر، حسبما أورد موقع بلاكلاين سيفتي (blackline safety).

وغالبًا ما يقع الكثير من أنشطة التنقيب عن النفط والغاز على بُعد أميال من مياه البحار والمحيطات، إذ تُستعمل بعض المعدات المعقدة التي قد تُشكل خطورة كبيرة على أرواح العاملين في مواقع المنصات النفطية، إلى جانب العديد من المخاطر البيئية التي يتعيّن التعامل معها على الفور، قبل أن تتحول إلى كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولعل الجانب الإيجابي المُستخلَص من تلك الحوادث -سواء كانت انفجارًا أم تسربًا، من بين أخرى عديدة- هو الحاجة إلى مراجعة معايير السلامة، ومن ثم تحسين البروتوكولات والمعدات المستعملة لتعزيز تلك المعايير.

وفيما يلي مخاطر قطاع النفط والغاز، التي يتعيّن على العاملين في تلك الصناعة الإلمام بها، ومن ثم درء أسبابها، وجاءت على النحو التالي:

1- حوادث المركبات

تتصدّر حوادث المركبات قائمة مخاطر قطاع النفط والغاز، فقيادة المركبات إلى خطوط الأنابيب ومحطات الضخ، ومواقع الغاز، أو حتى إلى أماكن العمل والقدوم منها، قد تنطوي على مخاطر كبيرة.

وتصنّف إدارة السلامة والصحة المهنية (أو إس إتش إيه) -وكالة تابعة لوزارة العمل في الولايات المتحدة الأميركية- حوادث المركبات في المرتبة الأولى بقائمة الأسباب التي تقود إلى حالات وفيات في تلك الصناعة الحيوية.

وبصرف النظر عن المكان الذي يقود إليه العامل سيارته -سواء كان طريقًا سريعًا طويلًا أم طريقًا بين المواقع- يواجه قائدو السيارات، مهما كانت درجة احترافيتهم في القيادة، تحديًا صعبًا يتمثّل في الأحمال الثقيلة المُحملة على سيارتهم، وظروف الطقس القاسية، أو حتى مواجهة سائقين آخرين على الطرق، أو الأشخاص العاديين.

وتُسهم نوبات العمل الطويلة والمهام التي تتطلب مجهودات بدنية عالية -مثل رفع الأشياء الثقيلة وبيئات العمل الخطرة- في إصابة عمال المواقع النفطية بالإرهاق والتعب.

وتُشكل حوادث النقل ما نسبته 40% من إجمالي حالات الوفيات التي يشهدها قطاع النفط والغاز، بحسب التقديرات التي نشرها موقع "إنرجي سيفتي كندا".

وتشير التقديرات ذاتها إلى أن الحوادث التي تقع على الطرق السريعة تُمثل ما نسبته 75% من إجمالي حالات الوفيات المهنية المرتبطة بالصناعة ذاتها.

ووفقًا لتقديرات وزارة النقل الأميركية، ارتفعت أعداد القتلى إلى نحو 4 آلاف شخص في عام 2013، من بينهم سائقو شاحنات، وأشخاص كانوا داخل مركبات عند اصطدامها بشاحنات نقل كبيرة، ومشاه.

2- حوادث الارتطام

أظهرت البيانات الصادرة عن (أو إس إتش إيه)، أن مصرع 3 من بين كل 5 حالات في مواقع العمل ذات الصلة بصناعة النفط والغاز، تقع نتيجة حوادث الارتطام، أو ما شابه ذلك.

وسردت الإحصاءات مخاطر من مصادرة عدة، من بينها السيارات في وضع الحركة، والمعدات، والمعدات الساقطة من أعلى، وخطوط الضغط العالي.

وعلى ضوء ذلك، تنطوي عمليات الاستكشاف النفطي على مخاطر في ظل بيئات العمل المحفوفة بالمخاطر.

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركي، قد تُنشأ الكهوف في أثناء أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط، ما يتيح فرصة كبيرة لكي يُحاصر العمال فيها، ومن ثم تعريض حياتهم للخطر.

3- الانفجارات والحرائق

تُصنّف الانفجارات والحرائق من بين مخاطر قطاع النفط والغاز التي تهدد سلامة العاملين، لارتفاع أعداد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث، التي قد تفوق نظيرتها في أي صناعة أخرى -تقريبًا-، وفق ما ورد في إحصاءات صادرة عن مؤسسة "إنرجي فاير".

وتُشكل الانفجارات والحرائق ما نسبته 4% من إجمالي حالات الوفيات المهنية في قطاع النفط والغاز، وفقًا للتقديرات الواردة على موقع "إنرجي سيفتي كندا".

وذكرت الجمعية الوطنية للحماية من الحرائق "إن إف بي إيه"، أن لدى (أو إس إتش إيه) -حاليًا- معايير تسعى من خلالها للحد من اندلاع الحرائق في مواقع الحفر، ومن ثم منع الإصابات ذات الصلة.

ويتطلب هذا من شركات الحفر أن تنشئ المنافذ، وتضع خطط الطوارئ، كما يتطلب هذا توفير الملابس الواقية من الحرائق، وكيفية تخزين المواد والسوائل القابلة للاشتعال.

4- السقوط

تَبرز حالات السقوط من أعلى في قائمة مخاطر قطاع النفط والغاز الأكثر شيوعًا.

ووفقًا للتقديرات الصادرة عن المركز الكندي للسلامة والصحة المهنية، يتعرّض ما يربو على 42 ألف عامل في تلك الصناعة الحيوية سنويًا لحوادث السقوط المختلفة.

وتُشكل حوادث السقوط من أعلى ما نسبته 4% من إجمالي عدد حالات الوفيات المهنية في قطاع النفط والغاز، بحسب الأرقام المنشورة على موقع "إنرجي سيفتي كندا".

5- الأماكن المُغلقة

يلحق العمل في الأماكن المُغلقة بقائمة مخاطر قطاع النفط والغاز، بل إنه يُعد واحدًا من أخطر المواقف التي يتعرّض لها العمال في مثل تلك المواقع، وتهدد سلامتهم.

وغالبًا ما يحتاج العمال إلى دخول أماكن مُغلقة مثل مستودعات تخزين النفط، والحفر التي تستقر بداخلها الاحتياطيات النفطية، ومناطق التنقيب الأخرى وحاويات تخزين الرمال، وغيرها من الأماكن المُغلقة المحيطة بالآبار، حسبما ذكر موقع "إنداستريال سيفتي أند هايجين نيوز".

وأوضح: "تشتمل المخاطر المقترنة بالأماكن المغلقة اشتعال الأبخرة أو الغازات القابلة للاشتعال، أو التعرض للمواد الكيميائية الخطرة المُسببة للاختناق".

وفي هذا الصدد، يُحظر على العمال دخول مثل تلك الأماكن المُغلقة ما لم يتلقوا تدريبات مناسبة، ويُزودوا بأجهزة ومعدات الحماية اللازمة، كما يجب تقييم المكان المُغلق دوريًا لتحديد ما إذا كان آمنا بالدرجة الكافية.

ويتعيّن -أيضًا- على العمال استيفاء الاشتراطات المُحددة كافّة من قبل "أو إس إتش إيه".

6- التعرض للمواد الكيميائية

تشتمل قائمة مخاطر قطاع النفط والغاز على التعرض للمواد الكيميائية الضارة -أيضًأ-.

وذكر تقرير صادر عن المعهد الوطني للسلامة والصحة الوطنية "إن آي أو إس إتش"، أن هناك نقصًا في المعلومات المتاحة بشأن خطورة وأنواع التعرض للمواد الكيميائية الضارة من قبل العمال في صناعة النفط والغاز.

ويوضح برنامج الصحة وسلامة الاستكشاف في قطاع النفط والغاز التابع لـ"إن آي أو إس إتش"، أن التعرض للمواد الكيميائية قد يكون ضارًا، مردفًا أن تكون حالات التعرض عرضية، إذ جرى اكتشاف جسيمات متناهية الصغر تزداد خلال أوقات الضخ الثقيل، وتحديدًا في أثناء عمليات التكسير المائي (الهيدروليكي).

وتُشكل حوادث التعرض للمواد الكيميائية الضارة ما نسبته 23% من إجمالي عدد حالات الوفيات المهنية في قطاع النفط والغاز، بحسب البيانات الوارد ذكرها على موقع "إنرجي سيفتي كندا".

وفيما يلي أنواع مخاطر التعرض للمواد الكيميائية:

• التعرض للمواد المُركبة (السيليكا، والمركبات العضوية المتطايرة، وغيرها).
• طرق التعرض المتعددة (الاستنشاق، والبلع).
• التعرّض الجلدي (الرصاص، والمذيبات، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات).

7- العمل في المناطق النائية

ربما يعمل أعضاء من فريق العمل في مناطق استكشاف نفطية نائية، سواء في محطات ضخ أو في محطات وقود.

ويتألف أفراد فريق العمل من أطقم المسح الأرضي، ومجموعات الخدمات النفطية أو المشتغلين والمقاولين.

وقد يواجه المشغلون وعمال خطوط الأنابيب نصيبهم من التحديات والظروف الخطرة في مواقع العمل، لا سيما إذا كانوا يعملون بمفردهم في مناطق نائية.

وهناك عمال آخرون قد يقودون سياراتهم بمفردهم إلى أماكن العمل النائية، ما يجعلهم أكثر عُرضة للمخاطر من غيرهم.

وبناءً عليه، فإن العمل في المناطق النائية يدخل ضمن قائمة مخاطر قطاع النفط والغاز.

ويوضح الفيديو التالي احتياطات السلامة الواجب اتباعها من قبل العاملين في قطاع النفط والغاز:

موضوعات متعلقة..

• حوادث التسرب النفطي الأخطر.. 8 كوارث هزت العالم (فيديو وصور)
• حادث أنابيب كيستون.. تفاصيل جديدة عن أكبر تسرب نفطي في أميركا منذ 2013
• تسرب نفطي في خط أنابيب دروجبا الروسي المتجه إلى برلين.. ألمانيا في أزمة
• تسرب نفطي لـ286 برميلًا بولاية داكوتا الشمالية في أميركا

اقرأ أيضًا..

• مشروعات الطاقة في تركيا.. فرس رهان أردوغان بالانتخابات الرئاسية
• خطة التنقيب عن النفط والغاز في الأردن خلال 2023 (خاص)
• لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب