غازالتقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج الغاز في أميركا الشمالية قد ينمو 25% خلال 10 سنوات (تقرير)

مع تزايد الطلب على الغاز المسال الأميركي

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج الغاز في أميركا الشمالية مرشح للصعود بقوة حتى 2030
  • خطط خفض الانبعاثات لا تتعارض مع وجود الغاز في أميركا الشمالية
  • الحرب الأوكرانية زادت الطلب على الغاز المسال الأميركي بصورة كبيرة
  • توقعات بتباطؤ إنتاج الغاز في أميركا الشمالية بعد 2030

ما زال إنتاج الغاز في أميركا الشمالية مرشحًا للنمو بصورة كبيرة خلال السنوات الـ10 المقبلة، رغم طفرة المبادرات الرائدة لإزالة الكربون في دول القارة والعالم.

وتتوقع شركة الأبحاث وود ماكنزي -في تقرير حديث- نمو إنتاج أميركا الشمالية من الغاز الطبيعي بنسبة 25% بين عامي 2023 و2033، بدعم من انتعاش صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال.

وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن إنتاج الغاز في أميركا الشمالية -أكثر منطقة إنتاجًا للغاز في العالم- سيستقر عند 1.25 تريليون متر مكعب سنويًا (44.12 تريليون قدم مكعبة سنويًا) خلال 2023، دون تغيير تقريبًا عن مستويات 2022، وفق المعلومات التي اطلّعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وتستند ترجيحات الخبراء لنمو إنتاج الغاز في أميركا الشمالية إلى زيادة الطلب العالمي على صادرات الغاز المسال الأميركية، التي ستتلقى دعمًا إلى حد كبير من خلال زيادة مشروعات إنتاج الغاز المصاحب في حوض برميان وإمدادات الغاز بحوض هاينزفيل.

كما توقعت وود ماكنزي، أن يظل الطلب على الغاز في أميركا الشمالية مرنًا حتى عام 2050، رغم المبادرات المكثفة لخفض الانبعاثات وإزالة الكربون.

نمو ملحوظ يعقبه تباطؤ بعد 2030

يرجح كبير الباحثين في وود ماكنزي دالاس وانغ، أن يقود نمو صادرات الغاز الطبيعي المسال إنتاج الغاز في أميركا الشمالية خلال السنوات المقبلة، قبل تباطؤ كبير يبدأ العقد المقبل.

وتشهد صادرات الغاز المسال الأميركية طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، إلى أن أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر لهذا الوقود عالميًا في الربع الأول من 2023، وفق تقديرات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك".

وصدّرت الولايات المتحدة نحو 21.5 مليون طن خلال الربع الأول من 2023، مقارنة بنحو 20.3 مليون طن خلال المدّة نفسها من عام 2022.

ويُشار إلى أن مليون طن يعادل 48.028 مليار قدم مكعبة من الغاز.

ويرصد الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- صادرات الغاز المسال الأميركية، على أساس فصلي، بين عامي 2022 و2023:

أميركا تتصدر قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في الربع الأول 2023

وتشير توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى ارتفاع صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال إلى مستوى قياسي يبلغ 12.73 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 12.11 و10.59 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال عامي 2022 و2021 على التوالي.

وبحسب وود ماكنزي، من المرجح تباطؤ نمو إنتاج الغاز في أميركا الشمالية خلال ثلاثينيات القرن الحالي، قبل أن يستقر عند مستويات 150 مليار قدم مكعبة يوميًا بداية من عام 2040، بزيادة قدرها مليارا قدم مكعبة يوميًا عن توقعات شركة الأبحاث في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

الطلب على الغاز في أميركا الشمالية

وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، بلغ الطلب على الغاز في أميركا الشمالية 1.14 تريليون متر مكعب (40.2 تريليون قدم مكعبة) خلال العام الماضي (2022)، مع توقعات انخفاضه بنسبة 2% هذا العام.

ويتوقع الباحث المتخصص في تحليل سوق الغاز في أميركا الشمالية والجنوبية، دالاس وانغ، بلوغ الطلب المحلي على الغاز في أميركا الشمالية ذروته منتصف عام 2030، ما يشير إلى أن الطلب العالمي هو المحرك الرئيس لزيادة الإنتاج.

كما يأتي ذلك استنادًا إلى توقعات بحدوث طفرة كبيرة على مستوى الطاقة المتجددة المعول عليها للتخلص من الوقود الأحفوري نهائيًا بحلول 2050 أو 2060 على أقصى تقدير.

وتقود الولايات المتحدة مبادرات ضخمة لتحفيز الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات وإزالة الكربون من صناعة النفط والغاز والقطاعات الأخرى.

وأقر الرئيس الأميركي جو بايدن، في أغسطس/آب 2022، أكبر حزمة إعفاءات ضريبية في تاريخ الولايات المتحدة (370 مليار دولار)، لدعم مبادرات نشر تقنيات الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات الكربونية بحلول 2030.

أميركا وكندا تقودان مبادرات خفض الانبعاثات

تدعم الولايات المتحدة المبادرات العالمية لخفض انبعاثات الميثان من صناعة النفط والغاز بنسبة 30% بحلول 2030، مقارنة بمستويات عام 2020.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- خريطة الانبعاثات في الولايات المتحدة:

انبعاثات - الولايات المتحدة- انبعاثات الكربون

كما تقود كندا مبادرات طموحة لخفض انبعاثات النفط والغاز بنسبة 42% حتى نهاية العقد الحالي، مقارنة بمستويات عام 2005، أما المكسيك فما زالت تتبنى خططًا ضعيفة في هذا المجال، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتدور أغلب مبادرات خفض الانبعاثات في قطاع الغاز حول تطوير تقنيات التقاط الكربون وتخزينه واستعماله، بالإضافة إلى خفض كثافة الكربون المنبعث من عمليات التنقيب والاستخراج والمعالجة وغيرها.

وتعتقد وود ماكنزي، أن هذه المبادرات ستصب في صالح خلق بدائل منخفضة الكربون بقطاع الغاز، ما سيدعم الحفاظ على الطلب مرنًا بصورة متناغمة مع أهداف خفض الانبعاثات.

وتوقع تقرير سابق صادر عن وود ماكنزي، أن تساعد مبادرات إزالة الكربون في استمرار الطلب على الغاز بعد عام 2035، لا سيما في القطاع الصناعي الذي يتجه إلى الاعتماد على الغاز قبل التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.

ويخص التقرير بالذكر مبادرات احتجاز الكربون وتخزينه، ومشروعات إنتاج الهيدروجين الأزرق، والغاز الطبيعي المتجدد "الميثان الحيوي".

لا تعارض بين الغاز ومبادرات خفض الكربون

يعتقد التقرير، أن مبادرات خفض الانبعاثات لا تتعارض مع وجود الغاز في العالم لمدة أطول، وإنما يمكن للغاز أن يؤدي دورًا محوريًا في دعم تحول الطاقة بأميركا الشمالية مع صعود مشروعات إنتاج الهيدروجين الأزرق.

كما لاحظت وود ماكنزي، أن الإعفاءات الضريبية المقدمة في قانون خفض التضخم الأميركي لا تستهدف التخلص من الغاز الطبيعي، وإنما تبحث له عن دور مستقبلي مختلف لدعم مسار انتقال الطاقة بصورة غير تقليدية.

وأسهمت الحرب الروسية الأوكرانية المندلعة منذ فبراير/شباط 2022، في انتعاش إنتاج الغاز بأميركا الشمالية، لا سيما في الولايات المتحدة التي يعوّل عليها الأوروبيون، لتعويض جانب من النقص الحاد في إمدادات الطاقة بعد انقطاع الغاز الطبيعي الروسي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا...

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق