الألواح الشمسية على الأسطح يمكنها إضاءة ثُلث قطاع التصنيع الأميركي (دراسة)
محمد عبد السند
- تزايد النمو على الكهرباء في القطاع الصناعي الأميركي.
- الألواح الشمسية على الأسطح تمد ثلث القطاع التصنيعي الأميركي بالكهرباء.
- تزايد مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا.
- بايدن يفرض مرسومًا على واردات الألواح الشمسية لحماية الصناعية المحلية.
- نواب ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي يعارضون مرسوم بايدن.
تفتح الألواح الشمسية على الأسطح بارقة أمل جديدة لإنعاش القطاع التصنيعي في الولايات المتحدة الأميركية، ولا سيما في وقت تتباطأ فيه مؤشرات النمو بالاقتصاد الأكبر عالميًا، وسط تنافسية حامية من الصين.
ويمثل إنعاش القطاع التصنيعي (قاطرة النمو للاقتصاد الأميركي)، عبر تشغيله بمصادر الكهرباء النظيفة المُستدامة، نجاحًا في جهود تحول الطاقة التي تقودها واشنطن، في إطار أهداف الحياد الكربوني وفق اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
وفي هذا الإطار، خلصت نتائج دراسة حديثة إلى إمكان استعمال الألواح الشمسية على أسطح المباني الصناعية لسد احتياجات الكهرباء لـ35% من شركات التصنيع الأميركية، حسبما أورد موقع كلين تكنيكا Clean Technica المتخصص.
واستكشفت الدراسة، التي نشرتها دورية "إنفيرونمنتال ريسيرش: ساستنبيليتي أند إنفراستراكشر"، مدى جدوى تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح في المناطق وقطاعات التصنيع المختلفة عبر الولايات المتحدة الأميركية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأجرى الباحثون من جامعة نورث إيسترن دراسة لتحديد ما إذا كانت الألواح الشمسية على أسطح المباني الصناعية في الولايات المتحدة الأميركية قادرة على سد الطلب على الكهرباء اللازمة لتشغيل شركات التصنيع في البلاد.
واستخدمت الدراسة البيانات الواردة من مسح كهرباء في قطاع التصنيع، أجرته وزارة الطاقة الأميركية لاستكشاف إمكان توليد الكهرباء بالألواح الشمسية على الأسطح.
الطلب الصناعي على الكهرباء
وجدت الدراسة أن الألواح الشمسية على الأسطح من الممكن أن تسد الطلب على الكهرباء لما يتراوح بين 5 و35% من قطاعات التصنيع في الولايات المتحدة.
وأوضحت الدراسة أن الشركات العاملة في قطاعات الأثاث والنسيج والملابس برزت المستفيد الأكبر من الألواح الشمسية على الأسطح.
وقال الأستاذ المساعد للهندسة المدنية والبيئية في جامعة نورث إيسترن، ماثيو إيكلمان، إن قطاع التصنيع الأميركي يُنتج أقل من 0.1% من احتياجاته للكهرباء من المصادر المتجددة المثبتة في الموقع.
ولتحقيق أهداف الحياد الكربوني يتعيّن أن يتغير هذا النمط، وفق إيكلمان.
خيار مُجدٍ
أوضح إيكلمان أن الألواح الشمسية المثبّتة على الأسطح أضحت حاليًا خيارًا ذا جدوى لإتاحة الكهرباء منخفضة الكربون إلى الكثير من شركات التصنيع.
ويبرز القطاع الصناعي مساهمًا رئيسًا في استهلاك الكهرباء، وما ينتج عنها بالطبع من غازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية عالميًا.
وأصبح قطاع التصنيع هدفًا رئيسًا للجهود العالمية الرامية لإزالة الكربون، وبالفعل شرعت شركات عدة في التحول إلى تبني مصادر الكهرباء منخفضة الكربون.
على صعيد متصل ذكرت الدراسة أن الألواح الشمسية على الأسطح قد تكون خيارًا مجديًا للعديد من وحدات التصنيع بفضل الأسطح المستوية كبيرة الحجم، والأسعار المنخفضة، وتحسن الكفاءة، ومرونة التركيب.
وخلال موسمي الربيع والصيف، قد تتمكّن شركات التصنيع المنتشرة في نحو 40% من المناطق الأميركية من تغطية احتياجاتها للكهرباء المولّدة بالألواح الشمسية على الأسطح، بحسب أرقام الدراسة.
وأوصى الأستاذ المساعد للهندسة المدنية والبيئية في جامعة نورث إيسترن، ماثيو إيكلمان، بضرورة أن يركز صانعو السياسات على الجدوى والفوائد المحتملة لاستعمال الطاقة الشمسية على الأسطح لمساعدة الصناعات على توليد الكهرباء المتجددة وتحقيق المستويات المستهدفة لانبعاثات غازات الدفيئة.
ويعتقد إيكلمان أن الدراسة الحديثة تقدم معلومات قيّمة بشأن المواقع والقطاعات التي يمكن أن تساعد من خلالها الألواح الشمسية المركّبة على الأسطح، الشركات على الوصول إلى تلك الأهداف.
الطاقة الشمسية في أميركا
تمضي مشروعات تطوير الطاقة الشمسية في أميركا على قدم وساق؛ إذ شهدت البلاد تركيب مشروع طاقة شمسية كل 44 ثانية؛ ما يعكس الطلب الصاروخي على تلك الطاقة النظيفة.
ووفقًا لتوقعات رابطة صناعات الطاقة الشمسية (إس إي آي إيه)؛ سينمو إسهام الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء بنسبة 30% خلال العقد المقبل.
ودعمت الطفرة التي تشهدها الطاقة الشمسية في أميركا تأسيس ما يزيد على 10 آلاف شركة، وخلق ما يزيد على 255 ألف فرصة عمل.
ليس هذا فحسب؛ بل يُسهم النمو القوي في أعداد مشروعات الطاقة الشمسية في إعادة رسم خريطة الطاقة في أميركا؛ إذ سيساعد الأخيرة على تحقيق الاستقلال الكامل لقطاع الكهرباء؛ ومن ثَم يُعزز أمن الطاقة، ويوفر المزيد من فرص العمل المجزية، بجانب المساعدة على حماية البيئة من الملوثات الضارة.
مرسوم بايدن
في فبراير/شباط 2022، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، مرسومًا لتمديد العمل بالرسوم الجمركية المفروضة على الألواح الشمسية، لمدة 4 أعوام، بُغية حماية الصناعة المحلية، في ظل التنافسية الشديدة مع الصين.
الرسوم الجمركية المذكورة كان أول من فرضها هو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في يناير/كانون الثاني من عام 2018، في إطار تدابير حمائية وسط اتهامات للصين بـ"الإغراق التجاري" للسوق الأميركية بمنتجاتها؛ ما يهدد شركات التصنيع المحلية.
وتلجأ الدول -عادة- إلى فرض رسوم الإغراق على المستثمرين الأجانب، حال شهدت أسعار المنتج أو الصناعة ذاتها لديها، انخفاضًا عن بلد المستورد.
ويرى العديد من النواب الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي؛ على رأسهم "جاكي روزن" المدافعة القديمة عن صناعة الطاقة الشمسية المحلية، و"ديان فاينشتين" و"مارتن هاينريش"، أن الرسوم الجمركية على واردات الألواح الشمسية في أميركا تُهدد أهداف الحياد الكربوني.
وتستهدف واشنطن تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح بين 50% و52% بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، مقارنة بمستويات عام 2005.