شركة صينية تتصدر سوق توربينات الرياح العالمية لأول مرة في 2022 (تقرير)
غولد ويند تجاوزت الشركات التاريخية في القطاع
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- شركة غولد ويند تتصدّر سوق توربينات الرياح العالمية لأول مرة
- 3 شركات أوروبية وأميركية تحتكر سوق التوربينات منذ عقود
- السوق المحلية الصينية حمت الشركات من خسائر شهدتها نظيرتها الغربية
- 5 شركات كبرى تستحوذ على 60% من السعة المضافة عام 2022
- غولد ويند استحوذت وحدها على 12.5 غيغاواط من السعة العالمية 2022
- الصين أكبر سوق رياح عالميًا، وبريطانيا تنافس في القطاع البحري
شهدت سوق توربينات الرياح العالمية في عام 2022 صعود نجم بعض الشركات الصينية المنافسة للكيانات الأوروبية والأميركية التاريخية المهيمنة على السوق منذ سنوات طويلة.
وتصدّرت شركة غولد ويند الصينية (Goldwind) سوق التوربينات العالمية لأول مرة في تاريخها خلال عام 2022، متجاوزة الأسماء الرنانة في القطاع، وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي.
ويهيمن على سوق توربينات الرياح العالمية 3 شركات أوروبية وأميركية منذ عقود، وهي: فيستاس ويند الدنماركية، وسيمنس جاميسا الألمانية، وجنرال إلكتريك الأميركية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وانخفضت التركيبات الجديدة لسعة طاقة الرياح العالمية إلى 90.7 غيغاواط خلال عام 2022، مقارنة بأرقام قياسية تجاوزت 100 غيغاواط على مدار العامين السابقين (2020-2021).
كيف تفوقت غولد ويند؟
نجحت شركة غولد ويند -مقرّها بكين- في تجاوز عمالقة السوق عبر استحواذها على 12.5 غيغاواط من عمليات التركيب الجديدة لتوربينات الرياح في العالم خلال عام 2022.
وهذه هي المرة الأولى التي تستحوذ فيها شركة صينية على أكبر حصة في سوق تصنيع توربينات الرياح العالمية، لانحصار المنافسة دائمًا بين الشركات الأوروبية والأميركية.
وفقدت شركة فيستاس ويند الدنماركية المركز الأول في سوق توربينات الرياح العالمية لأول مرة منذ 7 سنوات (2015)، عبر استحواذها على 11.8 غيغاواط من سعة التركيب الجديدة في عام 2022.
وجاءت شركة جنرال إلكتريك الأميركية في المركز الثالث بعد غولد ويند وفيستاس، عبر استحواذها على 10.1 غيغاواط من السعة الجديدة المركبة خلال العام الماضي.
سيمنس في المركز الـ4
أمّا شركة سيمنس جاميسا الألمانية، فقد احتلّت المركز الـ4 باستحواذها على 9.3 غيغاواط من سعة التركيب الجديدة، بفارق بسيط عن شركة إنفجن الصينية المستحوذة على 8.8 غيغاواط خلال 2022.
وبلغت حصة الشركات الـ5 الكبرى مجتمعة قرابة 60% من إجمالي التركيبات الجديدة في سوق توربينات الرياح العالمية خلال العام الماضي، الذي شهد انخفاضًا في نمو القطاع بنسبة 13%.
ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، حجم استثمارات الرياح في أوروبا خلال 2022:
ورغم انخفاض التركيبات الجديدة في سوق توربينات الرياح العالمية خلال العام الماضي، فإن بيانات العام شهدت مفاجآت بصعود شركة صينية إلى القمة بصحبة أخرى من موطنها في المركز الخامس.
واستحوذت الشركتان الصينتان غولد ويند وإنفجن على 21 غيغاواط من إجمالي التركيبات الجديدة في العالم، ما يعادل الربع تقريبًا (24.2%)، وفقًا لحسابات وحدة أبحاث الطاقة.
فيتاس متقدمة خارج الصين
تروّج الشركات الصينية لنفسها بأنها تعمل في إنتاج معدّات أصلية لتوربينات الرياح تناظر في جودتها ما تنتجه الشركات الأوروبية والأميركية المنافسة المحتكرة لهذا المجال منذ سنوات طويلة.
وواصلت شركة فيستاس ويند الدنماركية ريادتها –خارج الصين- للعام الـ7 على التوالي، تليها جنرال إلكتريك الأميركية وسيمنس جاميسا الألمانية، وفقًا لجانب تحليلي آخر أظهرته بيانات عام 2022.
كما احتلّت شركتا "نوردكس"، و"إنركون" الألمانيتان مراكز متقدمة في المنافسة خارج الصين خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات وود ماكنزي.
وتهيمن شركات فيستاس وسيمنس وجنرال إلكتريك وإنركون ونوردكس على سوق توربينات الرياح العالمية خارج الصين، التي تضم أضخم أسطول توربينات رياح في العالم.
الصين أكبر سوق رياح عالمية
ما زالت مشروعات طاقة الرياح الجديدة في الصين تستحوذ على 54% من إجمالي السعة الجديدة المضافة في عام 2022، رغم انخفاض معدلها بنسبة 11% عن عام 2021.
وتحتلّ الصين المركز الأول عالميًا في طاقة الرياح البحرية بنسبة تجاوزت 32% من إجمالي السعة العالمية المضافة خلال الأعوام الـ10 الممتدة حتى 2020، وفقًا لتقديرات معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي.
وتخطط الصين لمضاعفة مشروعات طاقة الرياح البحرية الجديدة خلال عام 2023، لتستحوذ على أكثر من نصف السعة العالمية المضافة، وفقًا لتوقعات منصة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
وأسهم نمو الطلب في أضخم سوق بشرية حول العالم (1.4 مليار نسمة) بانتعاش شركات التوربينات المحلية وزيادة قدرتها التنافسية في الخارج، رغم تحديات سلاسل التوريد والتضخم عالميًا.
السوق المحلية الضخمة تحمي الشركات
ابتلعت طلبات السوق المحلية الصينية 91% من إجمالي إنتاج شركة غولد ويند المتصدرة للسوق العالمية بالأرقام في عام 2022.
واستطاعت شركات التوربينات الصينية حماية نفسها من آثار اضطراب سلاسل التوريد العالمية وارتفاع التكلفة عبر تكثيف مبيعاتها في الداخل، خلافًا للشركات الغربية التي وقعت في مأزق أثّر بصورة كبيرة في معدلات ربحيتها وحول معظمها للخسائر.
كما نجحت الشركات الصينية في تسريع عمليات تطوير صناعة توربينات الرياح وتقنياتها وأحجامها، خاصة على مستوى التوربينات البرية التي تجاوزت نظيرتها المنتجة في مصانع الشركات الغربية من حيث السعة الإنتاجية المتوقعة من كل توربين.
ويرصد الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، توقعات طاقة الرياح العالمية حتى عام 2027:
وأدت الزيادة في أحجام التوربينات إلى انخفاض تكلفة إنتاج التوربينات البرية بنِسب تتراوح بين 31% إلى 36%، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ودفع تضخم تكاليف التشغيل خلال العام الماضي إلى انتكاسة متعددة الأوجه تجلّت في انخفاض معدلات تركيب توربينات الرياح بنسبة 15% في جميع الأسواق العالمية باستثناء الصين التي حمت نفسها وشركاتها بسوقها المحلية الضخمة.
وبلغ حجم انخفاض نمو السعة المضافة في سوق توربينات الرياح العالمية قرابة 7 غيغاواط في عام 2022، تأثرًا بمعدلات التضخم القياسية واضطراب سلاسل التوريد.
الشركات الغربية تعانى من الخسائر
اضطرت الشركات الغربية المهيمنة على القطاع إلى اتخاذ تدابير صارمة بسبب الخسائر المالية الضخمة التي تكبّدتها في العام الأول للحرب الروسية الأوكرانية.
ولجأ أغلب الشركات إلى زيادة أسعار التوربينات وتسريح أعداد كبيرة من العمال والموظفين في إطار خطط شديدة الحزم لخفض التكاليف والاستعداد لسنوات لا يسودها التفاؤل.
ورغم هذه الانتكاسة، نجحت شركة سيمنس جاميسا الألمانية في استعادة موقعها الريادي في قطاع الرياح البحرية، متفوقة على الشركات الصينية المنافسة التي عانت من إلغاء بعض الحوافز المقدمة للصناعة -التغذية الكهربائية- في الصين عام 2022.
ونجحت الشركات الغربية المنافسة بإضافة 5.5 غيغاواط من مشروعات التركيب الجديدة لتوربينات الرياح البحرية في المملكة المتحدة وهولندا وتايوان، بمعدل نمو 45% عن عام 2021.
واستعادت سيمنس جاميسا المركز الأول في تصنيف منتجي توربينات الرياح البحرية عالميًا، عبر استحواذها على 38% من السعة العالمية المضافة في عام 2022.
كما ظهرت شركة جنرال إلكتريك الأميركية في القطاع البحري الفرنسي بعد عامين من خمول النشاط، عبر تركيب توربينات بحرية بسعة 480 ميغاواط.
وتستعد شركة فيستاس ويند الدنماركية لوضع اللمسات الأخيرة على محرك جديد ستطرحه في سوق توربينات الرياح العالمية تحت اسم "في 236".
موضوعات متعلقة..
- أطول توربينات الرياح البحرية في العالم تنافس ناطحات السحاب.. ما السبب؟
- استثمارات طاقة الرياح البحرية تتقلص في أوروبا وأميركا.. والصين صامدة (تقرير)
- الصين تقود الطلب على توربينات الرياح عالميًا لمستوى قياسي
- أول شفرات توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير في آسيا
اقرأ أيضًا..
- الجزائر قد تقتنص أكبر صفقة.. 3 دول تدعم ممر الهيدروجين إلى أوروبا
- طاقة الرياح في بريطانيا تتجاوز الغاز في توليد الكهرباء.. لأول مرة تاريخيًا
- قفزة مرتقبة بأسعار نفط الخليج العربي الثقيل إلى أوروبا