بناء أول مزرعة سمكية في توربين رياح بحري
المشروع يتيح إنتاج الهيدروجين وتربية الأحياء المائية
محمد عبد السند
تنفّذ شركة صينية عملاقة فكرة استثنائية عبارة عن إنشاء أول مزرعة سمكية في توربين رياح بحري قبالة بحر الصين الجنوبي، وتمثّل هذه الخطوة حلًا لمشكلة الصراع المحتمل بين مصايد الأسماك ومزارع الرياح البحرية حول المواقع.
وتواصل الصين، البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، ريادتها لنمو طاقة الرياح البحرية في العالم، بفضل شركاتها التي تعزز –بين الحين والآخر- أحجام التوربينات التي تتّسم بقدرات عالية في إنتاج الكهرباء.
وفي ضوء هذا السيناريو، تبنّت "مينغيانغ سمارت إنرجي"، أكبر شركة صينية خاصة عاملة في تطوير توربينات الرياح، بناء أساس لتوربين رياح بحري عبارة عن أساس ثابت مع 4 أرجل أنبوبية مُتصلة بدعامات قُطرية، ويتضمن قفصًا شبكيًا لتربية الأسماك، حسبما ذكر موقع إلكتريك (electrek).
وستقوم الشركة بتركيب أساس التوربين المُزوّد بقفص شبكي لصيد الأسماك، في مزرعة رياح بحرية تحمل اسم "مينغيانغ تشينغتشو 4" سعة 500 ميغاواط، والواقعة قبالة ساحل يانغيانغ ببحر الصين الجنوبي، في وقت لاحق من العام الجاري (2023).
أول مشروع من نوعه في الصين
سيكون مشروع تطوير أول مزرعة سمكية في توربين رياح بحري هو الأول من نوعه في الصين، الذي يُتيح إنتاج الهيدروجين وتربية الأحياء المائية.
وسيُحتَفظ بالأسماك بالقفص الشبكي في البحر المفتوح، لكنه سيُقيّد النطاق الذي يوجد فيه السمك، ما يجعل من السهل إطعامه والمحافظة عليه، وأخيرًا صيده في الوقت المناسب.
وقالت شركة "مينغيانغ سمارت إنرجي" بحسابها الشخصي بموقع "لينكد إن"، إنه يمكن تربية نحو 150 ألف سمكة في القفص الشبكي الذي تصل مساحته إلى 5 آلاف متر مكعب.
وعلاوة على ذلك، يتّسم مشروع أول مزرعة سمكية في توربين رياح بحري بالقدرة على مقاومة الأعاصير، كما أنه سيتمتع بالذكاء الكافي لإنجاز المهام والوظائف المُسندة إليه عن بُعد، مثل التغذية الآلية والمراقبة والكشف والتجميع".
على صعيد متصل، قالت "مينغيانغ سمارت إنرجي"، إن الأسماك التي ستُربى في القفص الشبكي بالتوربين ستكون مماثلة لمصايد الأسماك البرية، لكن ستكون عُرضة بدرجة أقلّ لمظاهر التلوث البحري القريبة من الشاطئ.
ويُسلّط مشروع أول مزرعة سمكية في توربين رياح بحري الضوء على قضية الصراع المحتمل بين المزارع السمكية ومزارع الرياح البحرية، حول المساحات، إذ يُعدّ الصيد -عادةً- محظورًا في المناطق المحيطة بتوربينات الرياح.
الرياح البحرية في الصين
تتصدر الصين المشهد في صناعة طاقة الرياح البحرية عالميًا؛ إذ استحوذت على ما نسبته 32% من إجمالي نمو السعة العالمية خلال المدة من عام 2010 حتى عام 2020.
ولامست سعة طاقة الرياح البحرية المُضافة عالميًا قرابة 21.1 غيغاواط في عام 2021، ليصل الإجمالي التراكمي إلى 56 غيغاواط، وفق تقديرات صادرة عن مجلس طاقة الرياح العالمي.
وفي السياق ذاته، يزعم تقرير صادر عن معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، عام 2022، أن شركة "مينغيانغ سمارت إنرجي" التي تشتهر بتصنيع توربينات ضخمة تستطيع تحفيز النمو العالمي في سعة طاقة الرياح مع خفض التكاليف.
وبدعم من الطفرة التي حققتها مينغيانغ سمارت إنرجي في تطوير توربينات الرياح الصينية محليًا، قد تدعم الشركة طاقة الرياح البحرية عبر تعزيز استثماراتها عالميًا، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي عام 2021، بلغت سعة الرياح البحرية التي أضافتها الصين ما يقرب من 17 غيغاواط، بأعلى من السعة ذاتها التي أضافها العالم أجمع في أيّ عام حتى الآن.
ووفقًا لتوقعات معهد اقتصاديات الطاقة، ستنمو سعة طاقة الرياح البحرية في الصين إلى 117.8 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بزيادة من 26.6 غيغاواط المسجلة في 2021، بفضل الطفرة التي تقودها شركة مينغيانغ سمارت إنرجي.
موضوعات متعلقة..
- تعاون بين جنرال إلكتريك وتوشيبا لصناعة توربين رياح بحرية في اليابان
- طاقة الرياح البحرية في اليابان تنتعش بـ600 توربين جديد
- الصين تحفز نمو طاقة الرياح البحرية عالميًا مع زيادة أحجام التوربينات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوابك: 3 مشروعات غاز عربية مرتقبة.. وتكلفة إنتاج النفط في الخليج الأقل عالميًا (حوار)
- أسعار السيارات الكهربائية في الهند.. هل تنافس نظيرتها التقليدية؟
- 3 مؤسسات ترسم ملامح الطلب على النفط والمعروض في 2023 (تقرير)
فكرة مبالغ فيها
المشكلة ليست في التلوث القريب من الشاطئ ، انما المشكل يكمن في التلوث الصناعي الناتج من التربينات نفسها التسريبات و الصيانة الدورية .....الخ