السيارات الكهربائية المستعملة.. 5 منافع تجعلها أكثر ملاءمة للشراء
مقارنة بالوحدات الجديدة
هبة مصطفى
نمت سوق السيارات الكهربائية المستعملة، خلال الربع الأول من العام الجاري (2023)؛ ما شكّل دعمًا غير مباشر لتوسعات الصناعة وأهداف نشر النقل النظيف.
ويرى البعض أن هذه السوق ربما تتفوق على نظيراتها من السيارات الجديدة من العلامات التجارية المختلفة، ولا سيما في ظل طرحها منافع ربما لم يُعِرها مصنعو السيارات الكهربائية الجديدة جانبًا من الاهتمام، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد معنيون بالصناعة أن السوق المستعملة لطرازات السيارات الكهربائية تُعَد سوقًا داعمة للصناعة وللمشترين في آن واحد، خاصة أنها تشهد تطورًا ينبغي دعمه واستمراره، بحسب ما نشره موقع كلين تكنيكا (Clean Technica).
معدل المبيعات
سجّلت مبيعات السيارات الكهربائية المستعملة معدل مبيعات مرتفعًا خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار.
وبلغ عدد الوحدات المبيعة خلال هذه المدة -عبر الوكلاء المعتمدين- 42 ألفًا و753 سيارة، بنسبة زيادة بلغت 32%، بحسب بيانات مؤسسة تحليل صناعة السيارات "كوكس أوتوموتيف".
ومع إضافة متوسط المبيعات الخاصة بعيدًا عن الوكلاء، قد يقفز معدل زيادة مبيعات السيارات الكهربائية المستعملة خلال الربع الأول من 2023 إلى ضعف معدل مبيعات المدة ذاتها عام 2021.
ويعكس نمو عمليات بيع وشراء السيارات المستعملة إمكان التوسع مستقبلًا في الاعتماد بنسبة كبيرة على هذا الخيار، خاصة لأصحاب فئات الدخل غير القادرين على شراء السيارات الجديدة.
ويُعَد اتجاه المشترين للسيارات المستعملة خيارًا حديث العهد بعض الشيء؛ فمنذ سنوات قليلة ماضية كان الخيار الأرجح هو مقارنة التكلفة بين السيارات الكهربائية والتقليدية.
ودفع هذه الفجوة نحو تسليط الضوء على خيار "وسط"، يتمثل في إمكان تداول طرازات السيارات النظيفة مع تجنب تكلفتها الباهظة عبر شراء الوحدات المستعملة.
وتسبّب الإقبال على خيار السيارات الكهربائية المستعملة باعتباره خيارًا محايدًا في زيادة أسعارها إلى مستوى فاق الوحدات الجديدة خلال عامي 2020 و2021، وعززت قيود تصنيع وحدات جديدة من السيارات الكهربائية خلال المدة المذكورة من هذا الاتجاه.
5 منافع
بطريقة أو بأخرى اكتسبت سوق السيارات الكهربائية المستعملة زخمًا واسعًا في الآونة الماضية؛ إذ تُعَد بمثابة "منتصف العصا" للحالمين بامتلاك سيارات نظيفة لكن طموحهم كان مكبلًا بالتكلفة الباهظة لها.
وفيما يلي، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة 5 منافع لنشر هذه السوق:
1) التكلفة السعرية:
توفر السيارات المستعملة خيارًا ذا تكلفة ملائمة، خاصة إذا كانت أسعار السيارات الكهربائية الجديدة آخذة في الارتفاع بصورة مستمرة.
ويبدو أن العلامات التجارية المختلفة تتسابق فيما بينها على رفع مستويات الأسعار؛ إذ عادة ما يُروَّج للأسعار المرتفعة باعتبارها دلالة على جودة مكونات الصناعة رغم أن غالبيتها يرجع لسلاسل التوريد وتكلفة البطاريات.
2) توفير الطرازات القديمة:
في ظل طفرة إنتاج السيارات الكهربائية الجديدة، وإطلاق كل علامة تجارية لأكثر من طراز، باتت الطرازات القديمة للصناعة غير متداولة بالقدر الكافي رغم أن عيوبها تقتصر -فقط- على إصدار طرازات لاحقة لها.
وتستفيد سوق السيارات المستعملة من هذه الفجوة؛ إذ تمنح الراغبين في امتلاك طرازات بعينها -قد تكون مُنتجة منذ سنوات- بارقة أمل في الحصول عليها، خاصة إذا كانت الشركة المُصنعة قد توقفت عن إنتاجه وصبّت تركيزها على طرازات أحدث.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّه منصة الطاقة المتخصصة- تقدير حجم مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا منذ عام 2015 حتى العام الماضي (2022):
3) مستويات الشراء:
لطالما ارتبطت فكرة السوق المستعملة بالطبقات الفقيرة غير القادرة على شراء وحدات جديدة، لكن سوق السيارات الكهربائية المستعملة منحت هذه القناعة نطاقًا أوسع.
وتوفر السوق المستعملة فرصة لمتوسطي الدخل لاقتناء وشراء طرازات فارهة وفاخرة بتكلفة زهيدة، كانوا قد يعجزون عن شرائها حال طرحها في صورة طرازات جديدة للعلامات التجارية.
4) معدل الاستهلاك:
تدفع سوق السيارات الكهربائية المستعملة نحو خفض معدل استهلاك السيارات؛ إذ تُشير البيانات إلى أن وتيرة معدل إهلاك السيارة المستعملة أكثر بطئًا من نظيرها الجديدة.
وتمنح هذه الميزة مشتري السيارات المستعملة قيمة أفضل للشراء.
5) عوائد بيئية:
رغم أن السيارات الكهربائية بصورة عامة تشكّل وسيلة نقل صديقة للبيئة؛ فإن عملية إنتاجها تتطلب حجم إنفاق ضخمًا، واستهلاك مواد خام وموارد تصنيع.
وتحل سوق السيارات المستعملة هذه المعضلة، بإطالة عمر السيارات الكهربائية المنتجة وعدم إهدارها، وخفض تداعيات الاستمرار في إنتاج وحدات جديدة وتحمل مسؤولية التخلص من الطرازات السابقة.
السيارات الجديدة تتحدّى المستعملة
قد تشهد السيارات الكهربائية الجديدة، خلال الآونة المقبلة، زيادة في الطلب، لكن من ناحية أخرى تدفع عوامل أخرى نحو انخفاض الأسعار بالتزامن مع الإقبال على الشراء.
وقد تكسر مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة في أميركا حاجز المليون وحدة، خلال العام الجاري (2023)، بحسب بيانات كوكس أوتوموتيف.
وبالنظر إلى هيمنة طرازات العلامة التجارية "تيسلا" في السوق الأميركية بما يزيد على 50% من إجمالي المبيعات، قد يؤثر خفض الأسعار الذي أقرته لأكثر من مرة منذ بداية العام في الصناعة وسوق السيارات الكهربائية المستعملة.
وبالتوازي مع خفض تيسلا لأسعارها، تعكف شركات مصنعة أخرى على إطلاق طرازات ونماذج جديدة، وتسمح بيئة المنافسة بخفض أسعار السيارات النظيفة وبالتبعية خفض الإقبال على الوحدات المستعملة.
كما تهدد الامتيازات التي حظيت بها السيارات الكهربائية الجديدة المنتجة محليًا في أميركا عبر قانون خفض التضخم، مستقبل سوق السيارات المستعملة.
ما الحل؟
بالنظر إلى وجود هدف مشترك وهو نشر السيارات النظيفة صديقة البيئة على الطرق، يمكن أن يشكل دمج سوقي السيارات الكهربائية المستعملة والجديدة معًا دعمًا أكبر للصناعة.
وتشكل الوحدات المستعملة أداة لنشر تقنيات السيارات النظيفة لدى فئات مختلفة من بينها الشباب، لتكلفة شرائها المنخفضة والتمهيد لاعتمادهم مستقبلًا على السيارات الكهربائية الجديدة.
ويتعين على صانعي السياسات ومنتجي السيارات توجيه الاهتمام نحو الاسثمار في البنية التحتية للشحن؛ إذ إن السيارات المستعملة تتطلب نشر نقاط ومحطات شحن على الطرق أيضًا.
وبجانب ذلك، يسمح نشر السيارات الكهربائية المستعملة بتطوير تقنيات إصلاح العيوب التي تطرأ على الوحدات غير الحديثة، ومن بينها التعامل مع انتهاء العمر الافتراضي للبطارية والتوصل لحلول لإطالة أمدها بما يعود بالنفع على الصناعة بصورة إجمالية في نهاية الأمر.
اقرأ أيضًا..
- المضخات الحرارية الأرضية تضمن التدفئة والتبريد النظيفَين لملايين الأشخاص
- أميركا تتبنى احتجاز الكربون وتخزينه بمحطات الكهرباء العاملة بالغاز
- مزيج الكهرباء العالمي يشهد نموًا قياسيًا لمصادر الطاقة المتجددة (إنفوغرافيك)