سيناريوهات تعافي الطلب الصيني على الغاز المسال في 2023 (تقرير)

ومدى تأثيره في الإمدادات الأوروبية

دينا قدري

2023-04-16

0 758

تعافي الطلب الصيني على الغاز المسال لن يهدد أوروبا — محطة غاز طبيعي مسال تابعة لـ سينوك الصينية - الصورة من موقع الشركة

يشهد الطلب الصيني على الغاز المسال تعافيًا بطيئًا، وسط توقعات بنمو إجمالي واردات البلاد بنسب متفاوتة، إلّا أن بكين لن تنافس أوروبا على هذا الوقود.

فقد بلغت واردات الصين من الغاز الطبيعي -عبر خطوط الأنابيب وعلى شكل غاز مسال- 26.74 مليون طن خلال الربع الأول من 2023.

وهذا الرقم أقلّ من 27.81 مليون طن في الربع نفسه من العام الماضي (2022)، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية الصادرة هذا الأسبوع.

وفي هذا الصدد، أفاد تقرير حديث -أصدرته شركة الاستشارات "وود ماكنزي" بعنوان "إعادة الفتح الكبرى"- بأن "النمو الصيني الأسرع من المتوقع سيعيد تشكيل العرض قصير الأجل والأسعار بشكل كبير".

ولذلك، قدّمت الشركة سيناريوهين للطلب في الصين لعام 2023: حالة أساسية وحالة نمو مرتفع، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إنرجي فويس" (Energy Voice).

توقعات نمو الطلب الصيني على الغاز المسال

تركَّز السؤال الكبير بالنسبة لسوق الغاز المسال في عام 2023 حول مدى عودة الطلب الصيني على الوقود من مستوياته المنخفضة التي شهدها خلال عام 2022.

فقد انخفضت واردات الغاز المسال الصينية بنسبة 20% على أساس سنوي في عام 2022 إلى 62.6 مليون طن، إذ فرضت البلاد شروط إغلاق صارمة في العديد من المناطق.

وتشير بيانات الجمارك إلى أن تعافى نمو الطلب الصيني على الغاز في العام الجاري (2023) قد يكون ملتزمًا بشكل أكبر بسيناريو الحالة الأساسية لشركة "وود ماكنزي".

تفترض الحالة الأساسية لشركة "وود ماكنزي" نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.5% عام 2023، إذ يتعافى قطاعا السفر والعقارات ببطء، وتتوقع أن ترتفع واردات الغاز المسال إلى 71 مليون طن في عام 2023.

وتشهد حالة النمو المرتفع نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 7%، مع تعافي قطاع العقارات بسرعة أكبر وزيادة نشاط البناء الذي يعزز الطلب على الطاقة والنشاط في القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل صناعة الأسمنت والطوب والزجاج والسيراميك.

ويتوقع سيناريو النمو المرتفع هذا 78 مليون طن من واردات الغاز المسال، التي ما تزال أقلّ من مستويات الاستيراد في عام 2021، ولكن بنمو 18 مليون طن سنويًا مقارنةً بمستويات 2022.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الغاز المسال العالمية حسب المنطقة، في عامي 2021 و2022:

واردات الغاز المسال العالمية حسب المنطقة

سيناريوهات إضافية لنمو الطلب في الصين

في الوقت نفسه، اقترح تقرير سوق الغاز العالمية الأول، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، مجموعة أكبر من السيناريوهات للطلب المحلي على الغاز المسال في الصين.

ويشهد سيناريو الحالة المنخفضة تراجعًا إلى 51 مليون طن من واردات الغاز المسال، بينما يشهد سيناريو الحالة المرتفعة نموًا إلى 78 مليون طن.

ويتوقع سيناريو الحالة الأساسية أن تظل الواردات ثابتة على نطاق واسع عند مستويات عام 2022 المقدَّرة بـ 61 مليون طن.

وقال مدير أسواق الطاقة والأمن في وكالة الطاقة الدولية، كيسوكي ساداموري، في التقرير: "الصين هي المجهول الأكبر في عام 2023".

كما من المتوقع أن تحلّ الصين محلّ أوروبا بوصفها سوق الموازنة في العالم، وفقًا لنائب رئيس تسويق الطاقة في شل ستيفن هيل، خلال حديثه عن توقعات الشركة للغاز المسال في وقت سابق من العام الجاري (2023).

إذ طالما كانت أوروبا سوق الموازنة في العالم للغاز المسال، مع قيامها بالسيطرة على الأحجام المتوفرة عندما تكون الأسعار منخفضة، وتطلقها عندما تكون الأسعار مرتفعة.

إلّا أنّ تجنُّب الاتحاد الأوروبي لواردات الغاز الروسي، جنبًا إلى جنب مع الأسعار المرتفعة في مخطط تداول الانبعاثات الذي يثبط حرق الفحم، يعني أن القارة العجوز أصبحت الآن السوق المتميزة للغاز المسال.

تغيرات طرأت على سوق الغاز المسال

تتلقى الصين الجزء الأكبر من الغاز الطبيعي المسال عبر الشحنات بموجب عقود طويلة الأجل، وتشتري شحنات فورية إضافية عندما يكون هناك ارتفاع في الطلب.

ويدعم حديث عدد من وسطاء الغاز المسال، المؤشرات من البيانات الجمركية التي تشير إلى أن هذه الطفرات في الطلب لم تحدث حتى الآن في عام 2023.

وقال أحد الوسطاء: "يبدو أن ارتداد ما بعد كوفيد-19 لم يتحقق حقًا"، وفق التصريحات التي نقلتها "إنرجي فويس".

وأضاف: "كانت هناك طفرة في الشراء في أواخر فبراير/شباط وأوائل مارس/آذار، لكن توقَّف ذلك بعد أن بدأ مؤشر تي تي إف (مؤشر أسعار الغاز الهولندي) في الاستقرار مرة أخرى".

وأوضح أن المشترين الصينيين "بقوا على الهامش"، مع عودة مؤشر جيه كيه إم (مؤشر سعر شمال شرق آسيا) إلى 13 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية.

في عام 2022، تزامن انخفاض الطلب الصيني مع ارتفاع الطلب الأوروبي على الغاز المسال، إذ وضع الاتحاد الأوروبي سياسات لتغيير اعتماده على الغاز الروسي.

ونتيجةً لذلك، أعادت الصين تصدير ما لا يقلّ عن 45 شحنة من الغاز المسال على مدار العام، ذهب عدد منها إلى أوروبا.

حتى الآن في عام 2023، لم تحدث عمليات إعادة التصدير هذه بعد، وفقًا لوسيط آخر، على الرغم من أنه أشار إلى أن هذا قد يكون بسبب تحويل الشحنات مباشرةً إلى أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..