واردات باكستان من الوقود تقفز إلى ملياري دولار في مارس

مقابل تراجع شراء النفط الخام

حياة حسين

2023-04-15

0 702

ارتفعت قيمة واردات باكستان من الوقود، في شهر مارس/آذار (2023)، لتسجل أكثر من ملياري دولار، بنسبة نمو 9% على مستوى شهري.

وتشير تلك البيانات، الصادرة عن مكتب الإحصاء الباكستاني، إلى زيادة اعتماد الدولة الآسيوية على الواردات من الوقود، وفق ما ذكرته صحيفة "ذا إكسبريس تريبيون"، اليوم السبت 15 أبريل/نيسان 2023.

وبلغت قيمة واردات باكستان من الوقود، متضمنة الغاز المسال، في شهر فبراير/شباط (2023)، نحو 1.87 مليار دولار، قبل أن ترتفع إلى 2.03 مليار دولار في مارس/آذار الماضي.

وتعاني باكستان أزمات سياسية متكررة، بسبب مشكلات الوقود والتعثر الاقتصادي، اللذين دفعاها إلى اللجوء لصندوق النقد الدولي للحصول على قرض، إلا أن مسؤولي الصندوق أكدوا -مؤخرًا- أن توقيع الاتفاقية مرهون بتنفيذ بعض الشروط؛ بما في ذلك الخطة المقترحة لزيادة أسعار الوقود، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تراجع النفط الخام

في الوقت الذي تشهد فيه واردات باكستان من الوقود نموًا ملحوظًا، رغم غلاء أسعارها، تراجعت واردات النفط الخام بنسبة 16%، على أساس شهري في شهر مارس/آذار الماضي؛ في إشارة إلى انخفاض نشاط مصافي التكرير المحلية.

وبلغت واردات النفط الخام 596 ألف طن في مارس/آذار، مقابل 711 ألف طن في فبراير/شباط، وفق المعلومات والبيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتعود أسباب تباطؤ عمل مصافي التكرير إلى امتلائها بأنواع وقود تتسم بانخفاض الطلب المحلي عليها، مثل زيت الوقود، بجانب ارتفاع معدلات تهريب الديزل من إيران إلى باكستان؛ ما أسهم في انخفاض الطلب على منتجات تلك المصافي، كونه من أنواع الوقود ذات الطلب الكبير محليًا.

وكانت هيئة التجارة الباكستانية التي تضم 200 شركة متعددة الجنسيات في عضويتها، قد حذرت من تهريب الديزل، وأشارت إلى أن هذا الأمر لا يؤثر سلبًا فقط في مصافي التكرير، ولكنه يؤدي إلى خسارة البلاد نحو مليار روبية يوميًا (35.1 مليون دولار أميركي).

وأشارت بيانات مكتب الإحصاء إلى ارتفاع واردات الديزل اللازم للمركبات السريعة بنسبة 59% في مارس/آذار، وبلغ 153 ألف طن، مقابل 96 ألف طن في فبراير/شباط، رغم تضاعف مخزوناته لتكفي 46 يومًا، ما يعادل 670 ألف طن، مقارنة بنحو 20 يومًا في الأوقات العادية.

واردات البنزين

زادت واردات باكستان من البنزين بنسبة 36% إلى 591 ألف طن في مارس/آذار، مقارنة بنحو 436 ألف طن في فبراير/شباط، كما واصلت واردات وقودي الطائرات والغاز المسال صعودهما للشهر الثاني على التوالي في مارس/آذار الماضي.

وتشير التوقعات إلى استمرار نمو واردات باكستان من الوقود خلال الأشهر المقبلة، بسبب إجراءات الدولة التي تواجه صعوبات مالية؛ لفتح اقتصادها المنغلق، وهو آخر الشروط التي يجب أن تنفذها الحكومة للحصول على قرض صندوق النقد الدولي وقيمته 6.5 مليار دولار.

وقال الباحث في شركة "باك-كويت إنفستمنت" صامويلا طارق: "واردات باكستان من الوقود تواصل النمو للشهر الثاني على التوالي في مارس/آذار؛ ما يعني عكس اتجاهها في الأشهر الـ6 أو الـ8 السابقة، التي شهدت تراجعًا متواصلًا".

وأضاف: "قد تشهد واردات باكستان من الوقود نموًا مطردًا خلال الأشهر المقبلة، في إطار عمل الحكومة على السماح للقطاعات الاقتصادية المختلفة باستيراد المواد الخام، لدعم النشاط الإنتاجي، ودفع النمو الاقتصادي".

ورغم هذا النمو الحالي والمتوقع في واردات باكستان من الوقود؛ فإنها لا تزال أقل بنسبة 10-15% على مستوى سنوي في العام المالي 2023 مقارنة بالعام الماضي 2022، وفق طارق.

وانخفضت قيمة واردات باكستان من الوقود بنسبة 20% في أول 9 أشهر من العام المالي الحالي، وسجلت 18.63 مليار دولار، مقارنة بنحو 23.36 مليار دولار في المدة ذاتها العام المالي الماضي.

تواصل المعاناة

تتواصل معاناة باكستان من الأزمات السياسية المتعاقبة، والتي زادت حدتها منذ الإطاحة برئيس الوزراء الأسبق عمران خان، ثم محاولة اغتياله في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وقلصت باكستان دعم الوقود منذ شهر مايو/أيار 2022، كما تراجعت قيمة العملة المحلية (الروبية) بنسبة 59% في العام المنصرم، ما دفع أسعار الوقود إلى أعلى، وبدورها تسببت تلك الأسعار في هبوط الطلب.

كما فاقم ارتفاع معدلات الفائدة، وزيادة التضخم إلى أعلى مستوى في 6 عقود من مشكلات الاقتصاد؛ إذ قابل انخفاض الطلب ضعف قدرة المستثمرين على الحصول على تمويل لإقامة مشروعات.

وقال الباحث في شركة (باك-كويت إنفستمنت) صامويلا طارق: "إن مشكلات الاقتصاد الباكستاني العديدة أدت إلى انخفاض القوة الشرائية للعائلات، وإضعاف قدرات الشركات بشدة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..