رئيسيةالتقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةكهرباءمنوعات

سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم تتراجع عالميًا.. الصين تغرد خارج السرب (تقرير)

محمد عبد السند

رغم انخفاض سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم عالميًا فإن كوكب الأرض ما يزال بعيدًا عن أهداف الحياد الكربوني التي تضمنتها اتفاقية باريس للمناخ (2015).

ويبرز توجه قوي لدى الكثير من دول العالم في الوقت الحالي لتبني مصادر الطاقة النظيفة، وزيادة حصتها في مزيج الكهرباء الوطني، في إطار خُطة أشمل لتأمين إمدادات الطاقة لديها، بما يمكنها من التحوّط ضد الصدمات العالمية، على غرار أزمة الطاقة التي أشعلت فتيلها الحرب الروسية الأوكرانية.

وبينما تُعد خطوة في مسار الحياد الكربوني الطويل، هبطت سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم -سواء العاملة أو المُخطط لها- في العام الماضي (2022)، في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، باستثناء الصين، مع تقاعد عدد من المحطات، وإلغاء مشروعات جديدة ذات صلة، بحسب تقرير نشرته مؤسسة أبحاث الطاقة "غلوبال إنرجي مونيتور".

وأوضح التقرير أنه من المخطط التخلص تدريجيًا من نحو ثُلث سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم عالميًا والبالغة 580 غيغاواط، في حين ما يزال الكثير من سعة المحطات المتبقية، التي تلامس 1400 غيغاواط، تخضع لأهداف الحياد الكربوني، وفق معلومات تثبتت منها منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، تصل نسبة محطات الكهرباء العاملة بالفحم التي ما تزال بعيدة عن نطاق الالتزام الوطني بأهداف الحياد الكربوني إلى 5% فقط، وهي حقيقة كانت لا تقبل التصديق قبل عقد.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكثر 10 دول إنتاجًا للفحم في العالم:

أكثر 10 دول إنتاجًا في سوق الفحم العالمية

شرط صارم

لكي يتمكّن العالم من التخلص التدريجي من الكهرباء المولدة بالفحم بحلول عام 2040، يتعيّن أن تتسارع وتيرة تقاعد محطات الكهرباء العاملة بالفحم عالميًا بواقع 4 مرات ونصف المرة، وفق التقرير.

وبناء عليه لا تتوافق الوتيرة التي يُنهي بها العالم اعتماده على الفحم مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ (2015).

وفي مارس/آذار (2023)، كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، النقاب عن "أجندة التسارع"، مُجددًا دعوته إلى الإنهاء الفوري لكل محطات الكهرباء العاملة بالفحم عالميًا بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، في الدول الغنية، وبحلول عام 2040 في بقية العالم.

وفي ضوء هذا السيناريو، تواكب 70% من سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "أو إي سي دي" والبالغة 330 غيغاواط، أهداف الأجندة المذكورة، علمًا بأن 6% من سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم، أو ما يعادل 93 غيغاواط، في دول المنظمة قد حددت تاريخًا للغلق بحلول عام 2040.

الصين تغرّد خارج السرب

تجاوزت سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم قبيل مرحلة البناء وخلالها في الصين نظيرتها في بقية دول العالم في عام 2021، واتسعت تلك الفجوة أكثر في العام الماضي (2022).

كما زادت سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم الجديدة التي ما تزال قيد التطوير في الصين بنسبة 38% (من 266 إلى 366 غيغاواط)، في حين انخفضت السعة في بقية دول العالم بنسبة 20% (من 214 إلى 172 غيغاواط).

وتمثّل الصين -حاليًا- ثلثي سعة الكهرباء المولّدة بالفحم عالميًا، أو ما يعادل نسبته 68%، بزيادة من 55% قبل عام (2022).

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك الفحم في العالم:

الطلب على الفحم في العالم - سوق الفحم

أسطول الفحم العالمي يتقاعد

رغم أزمة الغاز العالمية وصدمات الأسعار فإن معدل تقاعدات سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم وصل إلى 26 غيغاواط في عام 2022، كما وصلت سعة المحطات التي تحدد تاريخًا فعليًا للغلق بحلول نهاية 2030 إلى 25 غيغاواط.

وهبطت سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم المُخططة في الدول النامية، باستثناء الصين، بواقع 23 غيغاواط. ومع ذلك زادت سعة الكهرباء المولدة بالفحم في البلد الآسيوي الأكثر تعدادًا للسكان في العالم بواقع 126 غيغاواط، ليعوّض بذلك التغييرات الحاصلة في باقي دول العالم.

الصين توسّع الفجوة

يجيء تقرير "غلوبال إنرجي مونيتور" في أعقاب تحذيرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي سي سي" ‏من أن محطات الكهرباء العاملة بالفحم ستستهلك موازنة الكربون المتبقية العالمية اللازمة، للحيلولة دون وصول درجة حرارة كوكب الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.

وبينما شهدت سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم المقترحة حديثًا هبوطًا، لم تتقاعد المحطات العالمية بوتيرة سريعة، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار التقرير إلى أن إنهاء الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء بحلول عام 2040 سيتطلّب الوصول بسعة المحطات المتقاعدة إلى 117 غيغاواط سنويًا، أو ما يعادل 4 مرات ونصف المرة سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم التي تقاعدت في العام الماضي (2022).

محطات الكهرباء العاملة بالفحم
أبراج التبريد في محطة كهرباء عاملة بالفحم - الصورة من بي بي سي

وفيما يلي أبرز النتائج الأساسية التي خلص إليها تقرير "غلوبال إنرجي مونيتور"، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة:

  • نمت سعة أسطول محطات الكهرباء المولدة بالفحم العاملة عالميًا بواقع 19.5 غيغاواط، أو أقل من 1% في عام 2022.
  • تختص الصين بأكثر من نصف سعة الكهرباء المولّدة حديثًا (59%) والبالغة 45.5 غيغاواط، مع إضافة 14 دولة حول العالم محطات كهرباء جديدة عاملة بالفحم.
  • خارج الصين استمر أسطول محطات الكهرباء العاملة بالفحم عالميًا في التراجع، وإن كان بوتيرة أبطأ من السنوات السابقة.
  • ظلت سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم قيد التطوير -من بينها تلك التي ما تزال في مرحلة ما قبل البناء والبناء- مستقرة نسبيًا منذ عام 2019 بعد انهيارها الكبير من مستوياتها المرتفعة في عام 2014.
  • سجلت سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم قيد التطوير -من بينها تلك التي في مراحل ما قبل البناء والبناء- مستوى منخفضًا تاريخيًا عند 479 غيغاواط في عام 2021، لكنها ارتفعت إلى 573 غيغاواط في عام 2022، بزيادة 12% على أساس سنوي، بقيادة الصين.
  • بعد تقاعد 14.6 غيغاواط من محطات الكهرباء العاملة بالفحم في الاتحاد الأوروبي في عام 2021، أفضت أزمة الغاز والغزو الروسي لأوكرانيا، إلى تراجع معدلات تقاعد المحطات، إذ شهد العام الماضي (2022) بمفرده تقاعد 2.2 غيغاواط.
  • من المتوقع انتهاء عمليات إعادة التشغيل المؤقت أو حتى تمديد عمل محطات الكهرباء العاملة بالفحم في السنوات القليلة المقبلة، ولم ترتفع سعة الكهرباء المولدة بالفحم سوى بنسبة 1% فقط في دول الاتحاد الأوروبي في 2022.
  • قادت الولايات المتحدة الأميركية عمليات تقاعد سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم، بواقع 13.5 غيغاواط في عام 2022.
  • بعثت الهند رسائل متباينة بشأن آفاق استعمال الفحم لديها في توليد الكهرباء، إذ تبلغ سعة الكهرباء المولدة بالفحم المخططة في البلد النووي 28.5 غيغاواط، بزيادة قدرها 2.6 غيغاواط في 2022، و32 غيغاواط قيد البناء.
  • تمثّل دول مجموعة الـ7 الصناعية الكبرى 15%، ما يعادل 323 غيغاواط، من سعة محطات الكهرباء المولدة بالفحم العاملة عالميًا.
  • في عام 2022، تعهّدت مجموعة الـ7 بالتخلص من الفحم، وإزالة الكربون من قطاعات توليد الكهرباء بحلول عام 2035.
  • تمثّل مجموعة الـ20 ما نسبته 93% من إجمالي سعة الكهرباء المولدة بالفحم عالميًا (1926 غيغاواط)، و88% (305 غيغاواط) من سعة محطات الكهرباء العاملة بالفحم قبل البناء.
  • في العامين الماضيين، تعهّد المجتمع الدولي بتقديم تمويلات قدرها 45 مليار دولار لخدمة أهداف تحول الطاقة، وستُخصص الحزم التمويلية الأكبر لدول جمهورية جنوب أفريقيا وإندونيسيا وفيتنام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق