توليد الكهرباء في الهند ينمو بأسرع وتيرة خلال 30 عامًا

مع ارتفاع حرق الفحم وزيادة الانبعاثات الكربونية

حياة حسين

2023-04-05

0 788

نما معدل توليد الكهرباء في الهند بأسرع وتيرة في 30 عامًا، نهاية العام المالي الماضي (2022)، بقيادة حرق الفحم، وزيادة الطاقة الشمسية.

وأشارت بيانات حكومية للعام المالي المنتهي في مارس/آذار 2023، إلى أن الاعتماد على حرق الفحم تسبب في انبعاث كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وفق ما ذكرت الوكالة اليوم الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023، حسب وكالة رويترز.

وتُعد الهند ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الكربون عالميًا، بسبب اعتمادها على توليد الكهرباء بحرق الفحم بنسبة 70%.

وفي سبيل تحقيق الحياد الكربوني في 2070، أُطلقت خطط للتوسع في توليد الكهرباء في الهند من المصادر المتجددة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

طلب قياسي

ارتفع معدل توليد الكهرباء في الهند، على مستوى سنوي، العام المالي الماضي (2022-2023) بنسبة 11.5%، مسجلًا 1591.11 مليار كيلوواط/ساعة، وهو أعلى مستوى منذ عام 1990، وفق تحليلات لبيانات منظم شبكة الكهرباء في البلاد.

وزاد معدل توليد الكهرباء في الهند مدفوعًا بالطلب القياسي، نتيجة لعدة عوامل مرتبطة بالطقس والنمو الاقتصادي المتصاعد.

وشهد العام المالي الماضي في الهند موجات حرارة مرتفعة، ما تطلب زيادة استعمال أجهزة التكييف، بالإضافة إلى شتاء بارد بصورة غير معتادة في الدولة الآسيوية العملاقة.

واعتمد توليد الكهرباء في الهند على حرق الفحم بصورة رئيسة، مع الطاقة المتجددة التي سجلت مستويات قياسية.

ونما معدل التوليد من الوقود الأحفوري، عامة، بنسبة 11.2%، و12.5% للفحم بمفرده، إذ عوّضت البلاد نقص التوليد من الغاز المسال بنسبة 28.7%، بسبب أسعاره القياسية عالميًا وانخفاض وارداته، بهذا المصدر الأكثر تلويثًا للبيئة.

زيادة حرق الفحم

من المتوقع زيادة حرق الفحم بغرض توليد الكهرباء في الهند، خلال العام المالي الحالي (2023-2024)، الذي بدأ أول أبريل/نيسان، بنسبة 8%.

وتعني زيادة استهلاك الفحم للدولة التي تسعى إلى تقليل الاعتماد عليه في سبيل تحقيق الحياد الكربوني، أن الهند ترغب في تحقيق أمن الطاقة لشعبها الذي يبلغ نحو 1.4 مليار نسمة.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قد تعهد في قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية عام 2021، بتحقيق الحياد الكربوني في بلاده عام 2070.

ولتحقيق ذلك تقدم الهند حوافز وتسهيلات عديدة إلى مشروعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.

إلا أن عجز الكهرباء بلغ 6.69 مليار كيلوواط/ساعة العام المالي الماضي، رغم تحقيق أسرع نمو منذ عام 1990 في معدلات التوليد.

وتقدّر السلطة المركزية للكهرباء في الهند أن توليد مليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء يصدر نحو 975 طنًا من انبعاثات الكربون، تزيد إلى 1280 طنًا إذا كان الفحم المستهلك من نوع ليغنيت أو ما يسمى "الفحم البني".

وارتفعت الانبعاثات في الدولة صاحبة خامس أكبر اقتصاد عالمي إلى السدس في العام المالي الماضي، مسجلة 1.15 مليار طن، تمثّل 3.4% من إجمالي الانبعاثات العالمية، التي بلغت 33.8 مليار طن في 2022، وفق وكالة الطاقة الدولية، وحسابات وكالة رويترز.

دفاع الهند

تصاعد الاعتماد على حرق الفحم في دول كبرى عديدة خلال الشهور الـ12 الماضية، بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، وما نجم عنه من ارتفاعات قياسية لأسعار الطاقة، لكن الهند كانت أكبرها، وفق شركة الأبحاث "إيمبر شوز".

وتدافع حكومة الهند عن كثافة استهلاكها الفحم، بانخفاض معدل التلوث للفرد مقارنة بالدول الغنية، واتجاهها إلى رفع قدرة التوليد من المصادر المتجددة.

غير أن الهند لم تحقق مستهدفات 2022 من مشروعات الطاقة المتجددة والبالغة 175 غيغاواط من القدرة المركبة.

لذلك، تسعى نيودلهي إلى زيادة قدرة الطاقة النظيفة بعيدًا عن الوقود الأحفوري إلى 500 غيغاواط بحلول 2030 من الطاقات الشمسية والكهرومائية والنووية والحيوية، بالإضافة إلى مزارع الرياح.

ومع ذلك قفز معدل توليد الكهرباء في الهند من الطاقة الشمسية بنسبة 21.7% وبلغ 187.1 مليار كيلواط/ساعة، العام المالي الماضي (2022-2023).

وأشارت تحليلات البيانات إلى أن الطاقة الخضراء جنّبت الهند انبعاث 32.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في العام نفسه.

وأوضحت البيانات أن حصة الطاقة المتجددة، باستثناء كهرباء محطات الطاقة الكهرومائية والنووية الكبيرة، نمت لتبلغ 11.8% مقابل 10.8% في العام المالي الأسبق، بفضل صعود حصة الطاقة الشمسية بنسبة 35%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..