وصلت أولى شحنات الغاز المسال القطري إلى المحطة التي أنشأتها حديثًا شركة أداني غروب الهندية وشركة توتال إنرجي الفرنسية على ساحل أوديشا.
فقد رست السفينة القطرية "ملاحة رأس لفان" في ميناء دامرا في صباح 1 أبريل/نيسان، إذ جلبت 2.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي في شكله المتجمد (الغاز المسال) التي ستُستعمل لتشغيل المنشأة.
ويمثّل وصول الشحنة بدء تشغيل المحطة، مع استكمال عدد من المراحل في الأسابيع المقبلة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" (The Economic Times).
ويُعدّ الغاز المسال بمثابة وقود انتقالي لعملية تحول الطاقة في الهند؛ فقد تراوحت الواردات الهندية بين 22 و24 مليون طن على مدى السنوات الـ 3 الماضية، ما يشكّل نحو 3% من سلة الطاقة الأولية في البلاد.
الغاز المسال القطري إلى الهند
جرى تحميل "ملاحة رأس لفان" بسعة 135 ألف متر مكعب في قطر غاز في 21 مارس/آذار 2023، ووفرت شركة توتال إنرجي الشحنة الاختبارية من مجموعة أعمالها.
وستستعمل شركة أداني توتال برايفت -التي تمتلك فيها أداني غروب وتوتال إنرجي حصة 50% لكل منهما- الشحنة المستلمة في 1 أبريل/نيسان لإجراء فحص السلامة وأنظمة الاختبار.
وستستغرق عمليات التشغيل والاختبار ما يصل إلى 45 يومًا، ومن المتوقع أن تبدأ العمليات التجارية بعد ذلك.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال القطري الربع سنوية ضمن الدول الكبرى في عام 2022:
بعد كل الفحوصات، ستكون المحطة جاهزة لبدء العمليات التجارية، مع توقّع استيراد 2.2-2.3 مليون طن من الغاز المسال في العام الأول، وزيادة تدريجية إلى السعة الكاملة في العام المقبل (2024).
يُعدّ بدء محطة استيراد الغاز المسال بقدرة 5 ملايين طن سنويًا أمرًا بالغ الأهمية لخطّة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لزيادة استعمال الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة في البلاد إلى 15% بحلول عام 2030، من 6.3% حاليًا.
استيراد الغاز المسال في الهند
تُعدّ دامرا محطة استيراد الغاز المسال الوحيدة في شرق الهند، والثانية فقط على الساحل الشرقي بأكمله.
إذ تقع المحطات الـ 5 الأخرى في البلاد على الساحل الغربي (3 في ولاية غوجارات وواحدة في كل من ولاية ماهاراشترا وكيرالا).
دامرا هي منشأة رسوم مرور، إذ تمتلك شركة غايل المملوكة للدولة وشركة النفط الهندية إنديان أويل سعة محجوزة فيها.
وستقوم الشركتان باستيراد الغاز المسال في المحطة، والذي سيُعاد تحويله إلى غاز قبل نقله عبر الأنابيب إلى المصافي ووحدات الأسمدة.
كما سيُحَوَّل إلى الغاز الطبيعي المضغوط لتشغيل السيارات وتوصيلها بالأنابيب إلى مطابخ منزلية لأغراض الطهي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أهمية محطة توتال وأداني
محطة دامرا لديها عقد مدّته 20 عامًا لتقديم خدمات إعادة التغويز لشركة إنديان أويل مقابل 3 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال، و1.5 مليون طن لشركة غايل.
ستكون المحطة قادرة على إرساء أكبر مجموعة من سفن الغاز المسال على مدار السنة، ونقل الغاز عبر خطوط الأنابيب أو الشاحنات أو السفن المعاد تحميلها.
وتضم المحطة صهاريج تخزين، سعة كل منها 180 ألف متر مكعب، من بين الأكبر في البلاد، ويُمكن مضاعفة السعة إلى 10 ملايين طن في المستقبل بإضافة خزان ثالث.
وستكون دامرا نقطة الإمداد الرئيسة في خط أنابيب أورجا غانغا الذي اكتمل مؤخرًا، والذي طوّرته شركة غايل، ما يوفر وصول الغاز إلى أكثر من 35% من سكان الهند، ويغطي نحو 20% من مساحة البلاد.
ستكون المصافي ومصانع الأسمدة والصناعات وشبكات الغاز في المدن في المناطق النائية هي المستهلك الرئيس للغاز من دامرا للغاز المسال.
موضوعات متعلقة..
- واردات الغاز المسال الهندية تنتعش مدفوعة بمخاوف أزمة الكهرباء
- بترونت الهندية تسعى لشراء مليون طن إضافية من الغاز المسال القطري
- واردات الهند من الغاز المسال.. هل تنتعش مدفوعة بانخفاض الأسعار العالمية؟
اقرأ أيضًا..
- ثاني أكبر مصافي التكرير الأميركية تستأذن في استيراد النفط الفنزويلي
- نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. شركة أميركية تعزز أمال الجزائر والمغرب
- إستراتيجيات انتقال الطاقة لدى الشركات الأوروبية تُحجِّم إنتاج الغاز (تقرير)
- 10 مزايا لبطاريات الحالة الصلبة قد تغيّر صناعة السيارات الكهربائية للأبد (تقرير)