خطوة مفاجئة.. أكبر حقل غاز في أوروبا يبدأ رحلة الإغلاق اليوم
بـ6 مواقع إنتاجية من أصل 11
هبة مصطفى
يستعد أكبر حقل غاز في أوروبا لإغلاق 6 مواقع إنتاجية -من أصل 11 موقعًا- بدءًا من اليوم 1 أبريل/نيسان 2023P، ما يشكّل تهديدًا جديدًا لدول القارة العجوز التي تعاني نقص الإمدادات بعد انقطاع الغاز الروسي.
وتعتزم الحكومة الهولندية نشر قرار إغلاق حقل غرونينغن بصورة كاملة، بحلول شهر يونيو/حزيران المقبل، وفق ما نقلته منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
وتأتي هذه الخطوة بخلاف الاتجاه الذي أعلنه وزير الدولة لشؤون التعدين هانز فيبلريف، في يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري (2023)، إذ أشار حينها إلى إمكان إرجاء إغلاق الحقل إلى الربع الأخير من العام المقبل (2024)، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
إغلاق أم وقف للإنتاج
يبدو أن الارتباك يسيطر على الموقف الحكومي في هولندا، إذ من المقرر إغلاق 6 موقع إنتاجية ضمن أكبر حقل غاز في أوروبا بداية من الشهر الجاري، وفق ما أوردته وزارة الاقتصاد.
وأوضح وزير الدولة لشؤون التعدين هانز فيلبريف، أن المواقع الـ6 المقرر إغلاقها في حقل "غرونينغن" لن تُنتج الغاز مرة أخرى، غير أن حديثه بدا متناقضًا إذا أبرز أن "الإغلاق ليس قرارًا نهائيًا" رغم توقف الإنتاج من هذه المواقع.
وقال إن الحكومة الهولندية ترجح عدم اتخاذ خطوات حاسمة في الآونة الحالية، لا سيما في ظل الرؤية الجيوسياسية، في إشارة لتداعيات نقص الغاز الروسي على القارة الأوروبية.
ومقابل ذلك، دعا مشغل نظام النقل في هولندا "جي تي إس" إلى عدم إغلاق حقل غرونينغن خلال العام الجاري 2023، مدفوعًا بالمخاوف من نقص الإمدادات.
وتتوافق دعوة المشغل مع ما سبق أن طالب به -قبل شهرين- باستمرار تشغيل مواقع الإنتاج في الحقل (البالغ عددها 11 موقعًا إنتاجيًا) خلال العام الجاري والمقبل (2024).
اتجاه متناقض
يبدو أن دعوة مشغل الغاز لم تُؤخذ بعين الحسبان، إذ اقترحت هيئة مراقبة المناجم إغلاق 6 مواقع إنتاجية بأكبر حقل غاز في أوروبا، بدءًا من مطلع شهر أبريل/نيسان الجاري.
واستندت الهيئة، حين أطلقت دعوتها، إلى ضرورة خفض المخاطر المحيطة باعتبارات السلامة لقاطني المنطقة المحيطة بالحقل، لا سيما أن عمليات الحفر تحفّز النشاط الزلزالي وتعيد إلى الأذهان مخاوف تكرار زلزال عام 2018.
ورغم الإجراءات الفعلية التي بدأتها الحكومة الهولندية بإغلاق 6 مواقع إنتاجية ضمن أكبر حقل غاز في أوروبا "حقل غرونينغن"، بدءًا من شهر أبريل/نيسان الجاري، فإنها أعلنت في الوقت ذاته عزمها إنتاج 2.8 مليار متر مكعب من الحقل حتى مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكشفت عن أنها بصدد إغلاق الحقل نهائيًا بداية من أكتوبر/تشرين الأول العام المقبل (2024)، دون تحديد كميات الإنتاج المتوقعة حتى موعد الإغلاق، وفق ما أوردته رويترز.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور إنتاج الغاز الطبيعي في هولندا من عام 1970 حتى 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:
آمال أوروبية
تعلّق أوروبا طموحاتها على حقل غاز غرونينغن المشترك بين شركتي "شل" و"إكسون موبيل"، ومُورست ضغوط على الحكومة الهولندية لزيادة الإنتاج وتعويض نقص التدفقات الروسية.
وطالب مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تيري بريتون، في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي (2022)، الحكومة الهولندية بإعادة النظر في قرار إغلاق أكبر حقل غاز في أوروبا الذي سجل ذروته الإنتاجية بما يزيد على 50 مليار متر مكعب منذ 10 سنوات.
وتحفّظت حكومة أمستردام على هذه المطالب بالنظر إلى مراعاة مخاوف مواطنيها حول تفاقم ظاهرة الزلازل، إثر عمليات الحفر في حقل غرونينغن الذي افتُتح عام 1963، ولجأت إلى إرجاء غلق أكبر حقل غاز في أوروبا، لكنها رهنت مواصلة الإنتاج بخفضه إلى 2.8 مليار متر مكعب سنويًا.
ورغم مرور ما يزيد على نصف قرن على افتتاحه، ما زال حقل غرونينغن يملك احتياطيات قابلة للاستخراج تُقدر بنحو 450 مليار متر مكعب، مع إمكان استخراج 50 مليار متر مكعب سنويًا بما يفوق معدلات الإنتاج الحالية.
ويمكن للكميات المتاح استخراجها سنويًا تعويض ما استوردته ألمانيا من الغاز الروسي عام 2021، بما يُقدر بنحو 46 مليار متر مكعب.
اقرأ أيضًا..
- مَن يهيمن على تصدير النفط الأميركي ميناء هيوستن أم كوربوس كريستي؟
- سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا قد ترتفع 136%.. وتحذيرات من مخاطر مالية وبيئية
- الطلب على ناقلات الوقود في 2023 يسجل أعلى مستوياته منذ 10 سنوات