سعة الرياح البحرية العائمة في المملكة المتحدة ترتفع إلى 34 غيغاواط بحلول 2040
من خلال تحويل المواني إلى محاور صناعية
أسماء السعداوي
تستحوذ طاقة الرياح البحرية العائمة في المملكة المتحدة على اهتمام كبير، وسط مساعٍ أوروبية قوية للحد من الاعتماد على الوقود التقليدي الضار بالبيئة وضمان أمن الطاقة.
وفي هذا الصدد، طالب تقرير حديث بتطوير 11 ميناءً في أسرع وقت ممكن، لتصبح محاور صناعية جديدة من أجل تعزيز انتشار طاقة الرياح البحرية العائمة في المملكة المتحدة على نطاق واسع.
وقدّم فريق عمل الرياح البحرية العائمة سلسلة من التوصيات التي ستثمر -إذا اتخذت الحكومة إجراءات سريعة وحاسمة- إنتاج 34 غيغاواط من الكهرباء من الرياح البحرية العائمة المثبتة في المياه البريطانية بحلول عام 2040.
وكانت الحكومة قد وضعت هدف تطوير 5 غيغاواط من إنتاج الهيدروجين باستعمال أجهزة التحليل الكهربائي بحلول عام 2030، بحسب التقرير الذي نشره موقع "ري نيوز" (ReNews) واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الرياح البحرية العائمة في المملكة المتحدة
تقع المملكة المتحدة في مكانة جيدة تخولها لقيادة العالم في إنتاج تقنية الرياح البحرية العائمة المتطورة، إذ لديها أكبر مشروع بسعة 37 غيغاواط (خُمس سعة المشروعات العالمية)، فضلًا عن إمكان توفير عشرات الآلاف من فرص العمل وجذب استثمارات بالملايين من القطاع الخاص، بحسب التقرير.
ويمكن بناء مزارع الرياح البحرية العائمة في المياه العميقة، بعيدًا عن الساحل، إذ تكون سرعة الرياح أعلى، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما سلّط التقرير الضوء على حقيقة الدور المهم الذي تؤديه التقنية في إزالة الكربون؛ إذ إنه دور أساسي خلال رحلة تحقيق المملكة المتحدة أمنها الطاقي والحياد الكربوني.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- سعة طاقة الرياح المركبة في عدة دول، من بينها المملكة المتحدة:
تطوير المواني في المملكة المتحدة
من أجل تمكين الانتشار في الصناعة، أوصى التقرير بتطوير المواني في أسرع وقت ممكن عبر ضخ استثمارات تُقدّر بـ4 مليارات جنيه إسترليني (4.8 مليار دولار أميركي) لضمان جاهزيتها لنشر الرياح البحرية العائمة على نطاق واسع بنهاية العقد الجاري.
وتهدف أعمال تطوير المواني -أيضًا- إلى تمكين تصنيع التوربينات وتجميعها التي يزيد طولها على 150 مترًا، وقواعدها العائمة العملاقة في المناطق الساحلية، وفقًأ للتقرير.
وسيكون التركيز المبدئي على المواني الإسكتلندية والبحر الكلتي (ويلز وجنوب غرب إنجلترا)، إذ يجري التخطيط لمشروعات عائمة في الوقت الحالي.
تُجدر الإشارة إلى أن الحكومة تستهدف إنتاج 4 غيغاواط من مشروعات الرياح العائمة في البحر الكلتي بحلول عام 2035، بحسب تقرير لمنصة الطاقة المتخصصة.
وستكون هناك حاجة -بصورة مبدئية- إلى ما لا يقل عن 3 إلى 5 موانٍ في إسكتلندا لتركيب التوربينات على قواعد عائمة، بالإضافة إلى ميناءين لخدمة قطاع البحر الكلتي.
وهناك حاجة -أيضًا- إلى تجديد 4 موانٍ بريطانية لتصنيع مكونات صلب وأسمنتية ضخمة، من أجل الأساسات العائمة.
ويستلزم الأمر مزيدًا من السفن والرافعات الضخمة في أثناء عملية الإنشاءات، ما يوفّر فرصًا صناعية جديدة، خاصةً في ظل المنافسة الشرسة بين المطورين الدوليين لأساسات محطات الرياح البحرية العائمة والثابتة.
وبحسب التقرير، فإن استثمار جنيه إسترليني واحد في مرافق المواني البريطانية سيُقدم ما يصل إلى 4.30 جنيهًا إسترلينيًا (5.26 دولارًا أميركيًا) من القيمة المضافة للاقتصاد، وبحلول عام 2040، ستوفر صناعة الرياح البحرية العائمة 45 ألف وظيفة في أنحاء بريطانيا.
تعزيز توليد الكهرباء في المملكة المتحدة
في الوقت الذي تشهد فيه دول العالم سعيًا حثيثّا نحو تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، تسعى بريطانيا لتدعيم أمن الكهرباء بكل الطرق الممكنة.
وفي هذا الصدد، قال التقرير إن تنفيذ التوصيات سيضيف 26.6 مليار جنيه إسترليني (32 مليار دولار أميركي) للنشاط الاقتصادي الإجمالي في البلاد، والذي يبلغ حاليًا نحو 18 مليار جنيه إسترليني (21.6 مليار دولار أميركي).
وتقول محللة السياسات التكنولوجية الصاعد في رابطة "رينيوبل يو كيه" البريطانية، لوري هيورث، التي شاركت في كتابة التقرير: "إن الدفع من أجل تحقيق أقصى استفادة من مصادرنا الهائلة لتوليد الكهرباء في بريطانيا من الرياح العائمة أساسي لتعزيز أمن الطاقة في بريطانيا وتحقيق هدف الحياد الكربوني بأقرب وقت ممكن".
و"لا توجد حاليًا مرافق بالمواني تناسب الانتشار الضخم للرياح العائمة؛ لذلك نحتاج إلى بدء تجديدها الآن لتحويلها إلى محاور صناعية جديدة، حتى نكون على استعداد لإطلاق القطاع على نطاق واسع بحلول عام 2030"، بحسب المحللة.
وأضافت: "الجدول الزمني ضيق، لن نتمكن من تحقيق هدفنا الطموح إذا لم نتخذ إجراءً سريعًا وحاسمًا"، مشيرة إلى أن بريطانيا لديها أكبر مجموعة من مشروعات طاقة الرياح العائمة.
كما قالت: "عازمون على تحقيق أقصى استفادة من تلك الصناعة المبتكرة من خلال الاستحواذ على حصة ضخمة في السوق، ليس فقط في بلادنا، وإنما -أيضًا- لتصدير تقنياتنا وخبراتنا إلى العالم".
واختتمت قائلة: "توجد أربع أخماس قدرات مصادر الرياح العائمة في العالم بالمياه العميقة، ولذلك فالرياح العائمة تقنية رئيسة، وعلى الصناعة والحكومة تسريع وتيرتها الآن، من أجل الحفاظ على صدارتنا عالميًا في العقود المقبلة".
موضوعات متعلقة..
- صناعة الرياح البحرية العائمة تغزو الأسواق في 2035 (دراسة)
- صناعة الرياح البحرية العائمة تترقب انطلاقة غير مسبوقة في إسكتلندا
- المغرب من أهم 5 أسواق عالمية في طاقة الرياح البحرية العائمة (تقرير دولي)
اقرأ أيضًا..
- خبراء لـ"الطاقة": قطاع النفط في العراق لم يتعافَ بعد 20 عامًا من الغزو الأميركي
- إيران تغازل السعودية ودول أوبك+ بصفقة استثمار نفطية
- أكبر مشروع للألواح الشمسية في سلطنة عمان.. معلومات وأرقام (إنفوغرافيك)
- شحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية.. ميزة جديدة من تيسلا