كفاءة الطاقة الحل الأبرز لمواجهة أزمة الطاقة العالمية.. أميركا اللاتينية نموذجًا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- كفاءة الطاقة حل سريع لمواجهة أزمة الإمدادات العالمية.
- تطبيق إجراءات كفاءة الطاقة يسهم في خفض الفواتير ويقلل الانبعاثات.
- دول أميركا اللاتينية حققت فوائد هائلة من اعتماد كفاءة الطاقة.
- كفاءة الطاقة تخفف الضغط على الموازنات المالية للحكومات.
- كفاءة الطاقة أبرز الحلول لتقديم الدعم للأسر على المدى الطويل.
تبرز كفاءة الطاقة كونها أحد الحلول المهمة قصيرة الأجل لمواجهة أزمة الطاقة العالمية الراهنة، وهو ما اتجهت إليه دول أميركا اللاتينية منذ سنوات وساعدها في تحقيق أمن الإمدادات وخفض فواتير الكهرباء.
وأكد تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية أن إجراءات كفاءة الطاقة تسهم في تقليص الطلب على الطاقة وتقليل الانبعاثات وتجنب الاستثمارات الأكثر تكلفة، بالإضافة إلى خفض التكاليف للأسر والشركات والحكومات.
وعلى الرغم من أن الكثير من الاهتمام يتركز على تأمين الإمدادات؛ فإنه من المهم بالقدر نفسه إلقاء نظرة فاحصة على دور الطلب الأكثر كفاءة ومرونة في توفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة، بحسب التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وأكدت الوكالة الدولية أن الاستثمارات في التقنيات والممارسات الأكثر كفاءة يقلل من مخاطر أزمة الطاقة بمرور الوقت، ويساعد على إدارة الطلب بطريقة تسهم في تحقيق أهداف إزالة الكربون.
نماذج ناجحة
استعرض التقرير نماذج ناجحة في أميركا اللاتينية طبقت مفهوم كفاءة الطاقة، أبرزها البرازيل والمكسيك اللتان نجحتا في تحقيق وفورات بمجال الطاقة على مدار السنوات الماضية، وهو الأمر الذي ساعدهما على بذل جهود أقل للاستيراد، لتلبية الطلب المحلي خلال الأزمة العالمية الحالية.
وفي دولة البرازيل، أسهمت كفاءة الطاقة، التي تنتهجها البلاد منذ سنوات، في منع زيادة استهلاك الطاقة بنسبة 14% في قطاع النقل، خاصة الشاحنات، ونحو 6% بالمنازل خلال السنوات الـ10 المنتهية في عام 2019.
وتشير التقديرات إلى أن استثمار البرازيل في كفاءة استخدام الطاقة أدى إلى توفير نحو 30 كيلوواط/ساعة، ما يعادل 15% من متوسط الاستهلاك الشهري للكهرباء لأسرة منخفضة الدخل.
وفي المكسيك، أسهمت تحسينات كفاءة الطاقة بحلول عام 2015 في تجنب زيادة الاستهلاك بنسبة 8% بصفة عامة، كما حالت دون ارتفاع استهلاك الطاقة بالقطاع السكني بنسبة 33%، بعد 10 سنوات من اتخاذ إجراءات الكفاءة.
وعلى مدار 30 عامًا، أدت معايير كفاءة استخدام الطاقة المطبقة في المكسيك إلى تحقيق وفورات تراكمية بنحو 7% من استهلاك الكهرباء سنويًا.
ورغم زيادة امتلاك الأجهزة الكهربائية خلال تلك المدّة في المكسيك؛ فقد انخفض متوسط استهلاك المنازل للكهرباء بنسبة 17%، بفضل كفاءة الطاقة في تلك الأجهزة.
وبناءً على تلك النماذج، ترى وكالة الطاقة أنه يمكن أن تساعد كفاءة الطاقة بصورة دائمة في خفض الفواتير والنفقات الحكومية، مشددة على أن السياسات الحكومية وبرامج تحسين الحد الأدنى من كفاءة الأجهزة والمعدات تسهل على الأسر شراء أجهزة فعالة.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، دور كفاءة الطاقة في خفض استهلاك الوقود الأحفوري:
كفاءة الطاقة حل أمثل للدعم
يأتي إنفاق الأسر على خدمات الطاقة في أميركا اللاتينية بالمرتبة الثانية بعد الغذاء؛ إذ يتراوح بين 7% و9% من ميزانية الأسرة، وتصل النسبة إلى 24% من دخل الأسر الأكثر فقرًا.
ويوضح تقرير وكالة الطاقة أن معظم دول أميركا اللاتينية تدعم أسعار الطاقة؛ إذ يمثل الدعم المقدم للكهرباء المستهلكة من الأسر نحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي في المتوسط؛ ما يبرز أهمية تحقيق الكفاءة في تقليل الضغط على موازنات تلك الدول.
وعلى سبيل المثال، اتجهت المكسيك إلى تطبيق دعم الطاقة بالتوازي مع آليات الدعم المالي الأخرى، لمواجهة زيادة أسعار الوقود، مع اعتبار أن الدعم يمثل نحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ومن بين آليات الدعم المالي، تطبيق برنامج لاستبدال الأجهزة الأقل كفاءة، فمثلًا استبدلت نحو 1.9 مليون ثلاجة ومكيّف للهواء بين الأسر ذات الدخل المنخفض من 2009 إلى 2012.
وأدّى ذلك البرنامج إلى تحقيق وفورات تقدر بـ6.770 تيراواط/ساعة، وهو ما يعادل 8% من الاستهلاك السنوي للكهرباء للمنازل في المكسيك.
ويدل ما سبق على أن الاستثمار في كفاءة الطاقة بالبنية التحتية وتطبيقها في المدن العامة متضمنة المباني والنقل وإنارة الشوارع ومعالجة المياه، يعمل على مواجهة أزمة الطاقة وتحقيق وفورات مالية للدول.
وأكد التقرير أن أميركا اللاتينية مليئة بالسياسات والبرامج المنظمة بصورة جيدة لتمكين كفاءة الطاقة؛ ما ساعد في تحقيق فوائد، منها خفض الفواتير للأسر والشركات.
كفاءة الطاقة تستجيب للأزمات
أكدت وكالة الطاقة الدولية أن برامج إدارة كفاءة الطاقة تستجيب للأزمات على المدى القريب، وتعزز أمن الطاقة على المدى الطويل.
ومن بين الأمور التي يمكن أن تعززها تقليل الاعتماد على واردات الطاقة، وفي المقابل زيادة الصادرات، إلى جانب تخفيض الفواتير في ظل الظروف العادية، وتقليل تأثير تكلفة تشغيل الأجهزة أو وقود السيارات خلال ارتفاع الأسعار.
وتعد البرازيل واحدة من دول أميركا اللاتينية التي لديها خبرة طويلة في تدابير إدارة الطلب على الطاقة وقت الطوارئ، بسبب تأثير حالات الجفاف.
وينظر إلى أمن الطاقة بطرق مختلفة، من بينها موازين الاستيراد والتصدير وتنويع المصادر ومدى مرونة أنظمة الطاقة للاستجابة للاضطرابات، وتقليل التعرض للمخاطر، مثل تقلب الأسعار في الأسواق العالمية، وهو ما يمكن أن تستجيب له كفاءة الطاقة.
وفي أميركا اللاتينية، نجحت المكسيك من خلال تطبيق إجراءات الكفاءة في تحسين مستوى استقلالية الطاقة لديها بنسبة 9% خلال المدّة من 2000 حتى عام 2015.
وفي مثال إضافي على إيجابيات كفاءة الطاقة، ما شهده قطاع النقل الذي يعد قطاعًا إستراتيجيًا مهمًا في أميركا اللاتينية، خاصة النقل البري.
فقد اتجهت البرازيل، مع تحولها على مدار الأعوام الـ20 الماضية لتكون أحد المصدرين الزراعيين الرائدين في العالم، إلى تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج من أجل تقليل اعتماد الدولة على واردات الطاقة.
ومع تحول البلاد إلى مُصدر زراعي رائد عالميًا، أدى ذلك إلى زيادة الطلب على الشحن، ومن ثم زيادة استهلاك الوقود، ولذلك اتجهت البرازيل إلى تطبيق كفاءة الطاقة بقطاع النقل لتقليل الاستيراد.
موضوعات متعلقة..
- البرلمان الأوروبي: تعزيز كفاءة الطاقة في المباني سلاح جديد لمواجهة الصدمات الخارجية
- وكالة الطاقة الدولية: ارتفاع أسعار الوقود يدعم تسريع وتيرة كفاءة الطاقة
- تأثير كفاءة الطاقة في الطلب على الوقود الأحفوري (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: أسعار النفط تنهار بسبب "سيليكون فالي".. وهذا المتوقع من أوبك+
- طائرات كهربائية توفر توصيل الطلبات.. حل سحري في 3 دول أفريقية
- واردات الغاز المسال العالمية تسجل رقمًا قياسيًا في فبراير