أسعار البنزين الممتاز في أميركا ترتفع بسبب اللوائح البيئية الحكومية (تقرير)
نوار صبح
أصبحت أسعار البنزين الممتاز في أميركا ضحية عدة عوامل تدفع إلى ارتفاعها، ومنها اللوائح البيئية الحكومية التي تفرض متطلبات خاصة.
كما يتسبب نقص الأوكتان المستعمل في صنع البنزين الممتاز في ارتفاع سعر هذا الوقود بالتجزئة في الولايات المتحدة مقارنة بسعر البنزين العادي الخالي من الرصاص.
وقد لا يروق ذلك لسائقي السيارات الفاخرة والمرْكبات الرياضية كبيرة الحجم الذين يملؤون خزانات وقود سياراتهم بأفضل أصناف البنزين، نظرًا إلى اتساع فرق سعر البنزين الممتاز مقارنة بالوقود العادي، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتتسابق مصافي التكرير الأميركية والأوروبية، للحصول على الأوكتان الكافي لإنتاج بنزين عالي الجودة، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 17 مارس/آذار الجاري.
علاوة على ذلك، توجد عدة أسباب محتملة لهذا النقص، بما في ذلك تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، وتأثير اللوائح البيئية الأميركية والافتقار إلى قدرة التكرير.
أسعار البنزين الممتاز في أميركا
في الولايات المتحدة، تبلغ فجوة الأسعار نحو 75 سنتًا للغالون -نحو 15% أكثر من المدة نفسها من العام الماضي- بحسب بيانات جمعية السيارات الأميركية.
وفي المملكة المتحدة، ارتفعت أسعار البنزين الممتاز بنسبة 25% على أساس سنوي، وفقًا لأحدث البيانات الشهرية.
ويُعد الأوكتان مادة هيدروكربونية تُنتج في تكرير النفط الخام، على الرغم من أن المستهلكين يعرفون عنه بصورة عامة من خلال ما يُسمى تصنيف الأوكتان في البنزين، إذ تعني القيمة الأعلى أن الوقود أكثر استقرارًا وأقل احتمالًا للتسبب في تعطّل المحرك.
وغالبًا ما يوصي مصنعو السيارات بالبنزين عالي الأوكتان -الدرجات الممتازة في محطات الوقود- للحصول على أعلى أداء من المحركات ذات الشحن التوربيني أو عالية الضغط.
تُجدر الإشارة إلى أن البنزين العادي يحتوي على الأوكتان. ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون النقص مشكلة، لأن هناك المزيد من المكونات منخفضة الأوكتان المتاحة لصنع البنزين العادي أكثر من الوقود عالي الأوكتان.
ويشكل نقص الأوكتان في البنزين الممتاز مصدر قلق، إذ تتوقف مصافي التكرير عن إنتاج البنزين الشتوي. وتستعمل هذا النوع من الوقود البوتان الأكثر وفرة، بهدف معالجة البنزين الطبيعي لزيادة الأوكتان.
وقد حظر الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، الشهر الماضي، معظم الواردات المنقولة بحرًا من المشتقات النفطية الروسية، ما قلل إمدادات المنطقة من النافثا، وهي عنصر رئيس في صناعة البنزين.
وفي الوقت نفسه، خفّضت صناعة البتروكيماويات الأوروبية المعروض من المكمِّلات المعززة للأوكتان، إذ أدى ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف الطلب إلى كبح العمليات.
ويُعدّ فقدان هذه المواد الأولية الروسية أمرًا بالغ الأهمية لأسواق البنزين هذا العام، وفقًا لشركة الأبحاث والاستشارات إنرجي أسبكتس.
اللوائح البيئية الأميركية
تسببت اللوائح البيئية الأميركية "من المستوى 3"، التي تتطلب خفض محتوى الكبريت في البنزين، في حدوث مضاعفات. ويتطلب الامتثال للقوانين معالجة هيدروجينية أكثر صرامة للنافثا والبنزين في أثناء التكرير.
وتؤدي هذه العملية إلى التخلص من الأوكتان، ما يُسهم في حدوث نقص، وبالتالي زيادة قيمة البنزين الممتاز على حساب الدرجة العادية، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 17 مارس/آذار الجاري.
في المقابل، دخل معيار البنزين والكبريت بموجب القوانين حيز التنفيذ في عام 2017. وفي عام 2020 انخفض الطلب على الوقود بسبب قيود السفر المرتبطة بتفشي وباء كوفيد-19، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأت التأثيرات الحقيقية للوائح البيئية في الظهور العام الماضي مع تعافي استهلاك البنزين، وفقًا للمحللين في شركة بنك أوف أميركا.
وقال المحللون، في مذكرة حديثة: "تلبية متطلبات الكبريت المنخفضة تأتي على حساب مستويات الأوكتان، التي من المحتمل أن تكون قد أسهمت في ارتفاع أسعار مكونات المزج عالية الأوكتان".
وتوقعوا أن "تستمر هذه الديناميكية في عام 2023، وقد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ مماثل في أسعار البنزين هذا الصيف".
وكانت فروق الأوكتان الواسعة -فرق السعر بين أسعار الجملة للبنزين الممتاز والعادي- مدفوعة بشكل أساسي بنقص قدرة التكرير، وفقًا لمدير تحليلات الوقود المكرر لدى شركة استشارات وتحليلات سوق الطاقة آر إن بي إنرجي، روبرت أويرز.
وفي غياب قدرة التكرير الكافية، لا توجد وحدات إصلاح كافية لترقية النافثا منخفضة الأوكتان، لرفع مستويات الأوكتان المستعمل في صناعة البنزين الممتاز. وقد يتغير ذلك مع وضع قدرة تكرير جديدة في الخدمة هذا العام.
اقرأ أيضًا..
- كيف يؤثر الاتفاق السعودي الإيراني في أسواق الطاقة؟ أنس الحجي يجيب
- حقل تندرارة.. مهلة جديدة لتمويل المرحلة الثانية من إنتاج الغاز المغربي
- إنتاج الهيدروجين الأخضر من مياه البحر.. تقنية جديدة تبشّر بمصدر لا ينضب (تقرير)
