45 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين في المملكة المتحدة تترقب موقف الحكومة (تقرير)
الهيدروجين الأزرق مستحوذ والأخضر في الظل
رجب عز الدين
ما زالت مشروعات إنتاج الهيدروجين في المملكة المتحدة تترقب موقف الحكومة من مشروع خط أنابيب الوقود النظيف عبر أرجاء البلاد، وسط مخاوف من هروب الاستثمارات إلى بلاد أخرى مع تأخّر إقراره.
وحذّرت شركة ويستوود غلوبال إنرجي من تردّد الحكومة البريطانية حول مشروع خط أنابيب الهيدروجين الذي يترقّبه الفاعلون في القطاع لاتخاذ قراراتهم الاستثمارية النهائية بشأن مشروعاتهم المختلفة، وفقًا لموقع أوفشور إنرجي المتخصص (offshore energy)
وسلّطت الشركة البريطانية المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة، الضوء على 45 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين في المملكة المتحدة يُتوقع طرحها بحلول 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
17 غيغاواط محل ترقُّب
تتجاوز السعة المخططة لهذه المشروعات 17 غيغاواط، لكن القرارات النهائية للاستثمار فيها ما زالت معلّقة لحين الإفصاح الرسمي عن موقف الحكومة البريطانية من مشروع خط أنابيب الهيدروجين عبر أرجاء المملكة.
واتخذ عدد محدود من مشروعات الهيدروجين في المملكة المتحدة قرار الاستثمار النهائي، لكن غالبيتها ما زالت مترددة خشية تراجع الحكومة أو تغيير خططها في إنشاء مشروعات البنية التحتية اللازمة لمشروعات القطاع الخاص.
وضاعفت الحكومة البريطانية إنتاجها من الهيدروجين منخفض الكربون بشقّيه الأخضر والأزرق بقدرة 5 غيغاواط، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في إطار البحث عن بدائل الغاز الروسي.
ويُستخرج الهيدروجين الأخضر عبر مصادر الطاقة المتجددة، بينما يُستخرج الأزرق من الغاز الطبيعي، كما يُستخرج الرمادي من الفحم، أمّا الأصفر فينتج عبر الطاقة النووية.
وليست الألوان المشار إليها حقيقية، بل مجازيّة، فالهيدروجين غاز لا لون له ولا رائحة ولا طعمًا، وإنما أُطلقت عليه هذه الأوصاف للتمييز بين أنواعه، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
استحواذ الهيدروجين الأزرق
تستحوذ مشروعات الهيدروجين الأزرق على 14.3 غيغاواط من السعة المعلنة للمشروعات المتوقع طرحها في المملكة المتحدة حتى عام 2030، والبالغة 17 ميغاواط، بينما تستحوذ مشروعات الهيدروجين الأخضر على أقلّ من 3 غيغاواط، وفقًا لبيانات شركة ويستوود غلوبال إنرجي.
وتقود شركات النفط والغاز التقليدية مشروعات الهيدروجين الأزرق لارتباطه بنشاطها الرئيس في استخراج الوقود الأحفوري منذ عقود، الأمر الذي يزعج نشطاء البيئة والمناخ، ويثير مخاوف وشكوكًا حول خطط الحياد الكربوني في المملكة لعام 2050.
ما دور شل وإكوينور؟
تبرز شركة شل الأنغلو-هولندية في هذا القطاع بصورة لافتة للنظر، عبر مشاركتها في تطوير 3 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأزرق في المملكة المتحدة بسعة 3.3 غيغاواط.
كما تعمل شركة فيرتكس هيدروجين في مشروع مشترك لإنتاج الهيدروجين الأزرق مع شركة إيسار إنرجي النفطية الهندية بسعة 3.3 غيغاواط.
تشارك شركة إكوينور النرويجية العملاقة في مشروعين مماثلين بسعة 1.8 غيغاواط، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
في حين تتشتت مشروعات الهيدروجين الأخضر في المملكة المتحدة بين عدد أكبر من الشركات الصغيرة بسعة مجزّأة، خلافًا لمشروعات الهيدروجين الأزرق الأكبر سعة وحجمًا وتركيزًا بين كيانات عملاقة.
هروب الاستثمارات
تعزو شركة ويستوود غلوبال إنرجي ضعف الإقبال على مشروعات الهيدروجين الأخضر إلى غموض وضبابية الموقف الحكومي حول الحوافز المستقبلية وتعرفات الشراء، وصياغة نماذج الأعمال وشروط قبولها.
وتحذّر مديرة وحدة أبحاث الهيدروجين بالشركة جويس جريجوري من هروب مستثمري الهيدروجين في المملكة المتحدة إلى أسواق منافسة تقدّم حوافز أكبر تمكّنهم من تحقيق أرباح أعلى.
ولا تعاني المملكة المتحدة من نقص المال أو الرغبة في التحول إلى مشروعات الوقود النظيف، بل تمتلك فرصًا هائلة لتطوير مشروعات الهيدروجين والتقاط الكربون وتخزينه، لكن أصحاب الصناعة يعتقدون أن التحول سيستغرق جهدًا كبيرًا لضمان نجاحه، وفقًا لرئيس وحدة انتقال الطاقة بشركة ويستوود غلوبال إنرجي ديفيد ليندن.
وتقدّم ويستوود غلوبال إنرجي خدمات استشارية متكاملة للمستثمرين في القطاع، عبر تتبُّع مشروعات الهيدروجين في المملكة المتحدة والنرويج من خلال منصة "أطلس نيو إنرجيز" المتخصصة في رصد المخاوف الإستراتيجية والتقنية والتجارية المحيطة بالقطاع.
توصيات للحكومة
توصي دراسات حديثة بسرعة إكمال المملكة المتحدة بناء البنية التحتية لمشروعات الهيدروجين النظيف، في إطار الخطط الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتقترح شركة "هيدروجين يو كيه" المتخصصة استغلال شبكة أنابيب الغاز الطبيعي الممتدة عبر أرجاء المملكة واستكمالها استنادًا إلى حقائق علمية تفيد بإمكان نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز، مع تعديلات فنية بسيطة على هيكل الشبكات.
وتخطط الحكومة البريطانية للوصول إلى إنتاج 10 غيغاواط من الكهرباء عبر الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، كما تخطط لإحلاله محل الغاز الطبيعي في قطاعات الطهي والتدفئة بنسبة 20% إلى 30% على الأقلّ، خلال المدة نفسها.
وتقول شركة هيدروجين يو كيه، إن تحقيق الهدف الحكومي الطموح مرهون بتطوير شبكات الهيدروجين في المملكة المتحدة بنسبة 100%.
وتمتلك المملكة المتحدة شبكة بنية تحتية رائدة في نقل الغاز الطبيعي تمتد عبر 284 ألف كيلومتر، وتتّسم بدرجة ثقة عالية تفوق 99% من ناحية ضمان استمرار تدفّق إمدادات الغاز وندرة انقطاعها.
288 مليار دولار تكلفة التحول
أسهمت هذه الشبكة الممتدة بتزايد اعتماد سكان المنازل في بريطانيا على الغاز الطبيعي لأغراض الطهي والتدفئة، بنسبة وصلت إلى 85% من المنازل حتى عام 2022.
ورغم جاذبية مشروعات الهيدروجين في المملكة المتحدة من الناحية البيئية، فإن التحول إليها ما زال مكلفًا للغاية، ويحتاج مئات المليارات من الدولارات على مستوى المنازل أو الصناعة.
وقدّرت دراسة حديثة تكلفة تحول قطاع المنازل في بريطانيا من الغاز الطبيعي إلى الهيدروجين بما يتجاوز 190 مليار جنيه إسترليني (228.6 مليار دولار)، وفقًا لموقع منت المتخصص (Mint).
(الجنيه الإسترليني =1.2 دولارًا)
بينما ذهبت توقعات أخرى إلى أن هذه التكلفة قد تتجاوز 360 مليار جنيه إسترليني، وفقًا لبيانات منصة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة.
وما زالت الحكومة البريطانية مترددة في اعتماد مشروعات التحول الكبرى نحو الهيدروجين في قطاع المنازل، وسط مخاوف من تكاليفه القياسية، في ظل وجود مقترحات أخرى حول التوسع في نظم المضخات الحرارية بديلًا للمنازل.
ولا تنصح دراسات عملية عديدة بـ"استعمال الهيدروجين" في أغراض التدفئة المنزلية، لأسباب تتعلق بارتفاع تكلفته واحتمال ضعف كفاءته، مقارنة بالمصادر الأخرى المنافسة بجلول عام 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- تحويل المنازل إلى الهيدروجين في بريطانيا يتطلب 228 مليار دولار (دراسة)
- تسرب الهيدروجين أخطر على المناخ من ثاني أكسيد الكربون بمعدل 33 مرة (دراسة)
- أوابك تعلن أرقام مشروعات الهيدروجين العربية.. مصر وسلطنة عمان في المقدمة
اقرأ أيضًا...
- حل ذكي يوفر الكهرباء للمنازل والشركات والشبكات
- صادرات الغاز المسال العماني تقفز إلى أعلى مستوى في تاريخها
- 4 دول عربية في مقدمة إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا خلال 2022