واردات الغاز المسال الهندية تنتعش مدفوعة بمخاوف أزمة الكهرباء
نيودلهي تطالب المحطات برفع سعتها
محمد عبد السند
تنتظر واردات الغاز المسال الهندية انتعاشة ملحوظة، خلال الصيف الحالي؛ إذ تعمل حكومة البلد الواقع جنوب آسيا على قدم وساق من أجل تعظيم سعة الكهرباء بما يكفي لسد الطلب المحلي المتصاعد.
وأصدرت نيودلهي توجيهات لمحطات الكهرباء العاملة بالغاز المنتشرة في ربوع البلاد -وأيضًا تلك العاملة الفحم- لرفع سعتها، استعدادًا لصيف استثنائي.
ونتيجة لذلك، ستتلقى واردات الغاز المسال الهندية دفعة قوية -على الأرجح- مع جاهزية محطات الكهرباء العاملة بالغاز لتعزيز سعتها، بهدف تلبية الطلب المحلي المتنامي إبان أشهر الصيف الحارة، في إطار مساعي نيودلهي الرامية لدرء أزمة الكهرباء المتوقعة، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرغ".
وستقتحم شركة "غايل إنديا ليمتد" الحكومية المتخصصة في توزيع الغاز الطبيعي ومعالجته، سوق الغاز المسال لتزويد مواطنتها "إن تي بي سي ليمتد"، أكبر شركة للكهرباء في الهند والمملوكة للدولة، بناءً على مطالبات حكومية للأخيرة بإنتاج 5 غيغاواط من الكهرباء، وفق معلومات تثبتت منها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يبلغ الطلب على الكهرباء ذروته في شهري أبريل/نيسان (2023) ومايو/أيار (2023)، بحسب مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها لسرية التفاصيل.
وذكرت "إن تي بي سي ليمتد" -مقرها العاصمة الهندية نيودلهي- أنها ستحتاج إلى 250 مليون متر مكعب من الغاز المسال إبان الشهرين المذكورين.
كما طالبت السلطات شركات كهرباء أخرى بإنتاج سعة إضافية قدرها 4 غيغاواط، والتي ستكون رهن الاستخدام متى استلزم الأمر.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال ربع السنوية عالميًا في 2021 و2022:
تحوط الحكومة
تتخذ الحكومة الهندية حزمة من التدابير في الوقت الراهن، بينما تهدد ظروف الطقس السيئة بارتفاع الطلب على الكهرباء، علمًا بأن الظهور المبكر للطقس الحار قد رفع الطلب على الكهرباء إلى مستويات شبه قياسية؛ ما أشعل مخاوف من تكرار سيناريو الموجة الحارة في العام المنصرم (2022).
وتطبق الهند قانون طوارئ يُجبر بعض محطات الكهرباء العاملة بالفحم المستورد على العمل بسعتها الكاملة.
وما زال ثمة 25 غيغاواط من سعة محطات الكهرباء العاملة بالغاز في الهند غير مُستغلة منذ سنوات؛ إذ تعد الكهرباء مُكلفة جدًا بالنسبة لسوق طاقة تنافسية تهيمن عليها الفحم.
تحديات صعبة
تسلط إعادة تلك المحطات إلى العمل مرة أخرى الضوء على جسامة التحديات التي تواجهها نيودلهي لتوفير إمدادات الكهرباء رغم ارتفاع الأسعار، ومن ثم درء أزمة الكهرباء هذا الصيف.
وفتحت بورصة الطاقة الهندية، أكبر منصة للتداول في عموم البلاد، نافذة جديدة تتيح تجارة الكهرباء مرتفعة التكلفة المولدة بالغاز والفحم المستورد، وكذلك البطاريات.
وستشتري "إن تي بي سي" الغاز من "غايل" عبر عقود شراء طويلة الأمد، وفق ما صرحت به المصادر، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي غضون ذلك، ستقتحم "غايل" –على الأرجح- أسواق الغاز المسال الفورية لسد الطلب من "إن تي بي سي"، وفق المصادر.
وتعتمد الهند على الواردات في تدبير نحو نصف احتياجاتها من الغاز المسال؛ حيث تتصدر قطاعات الأسمدة والنقل والصناعات قائمة أكبر مستخدمي هذا الوقود الحيوي.
وانخفضت واردات الغاز المسال الهندية بنسبة 14%، قياسًا بالعام السابق (2022)، خلال الأشهر الـ10 المنقضية في يناير/كانون الثاني (2023) نتيجة ارتفاع الأسعار.
ومع تراجع الأسعار في السوق الفورية، وتزايد الطلب من محطات الكهرباء، سترتفع واردات الغاز المسال الهندية على الأرجح، وفق ما صرح به الرئيس التنفيذي لبورصة الغاز الهندية راجيش ميديراتا.
طلب قياسي على الوقود
على صعيد آخر، لامس الطلب على الوقود في الهند أعلى مستوى له على الإطلاق في 24 عام على الأقل خلال شهر فبراير/شباط (2023)، وفقًا للبيانات الصادرة أمس الخميس 9 مارس/آذار (2023).
وشهد النشاط الصناعي في الهند -صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في عموم آسيا- صعودًا بدعم من أسعار النفط الروسي الرخيصة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وارتفع استهلاك الوقود أكثر من 5%، إلى 4 ملايين و83 ألف برميل يوميًا (18 مليونا ونصف المليون طن) في فبراير/شباط (2023)، مسجلًا بذلك الزيادة السنوية الـ15 على التوالي، وفق البيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- استكشاف النفط في الهند يحظى بدفعة جديدة من توتال
- وزير النفط الهندي: سنسرع تنويع وارداتنا النفطية بعد قرار أوبك+
- بنغلاديش تستأنف واردات الديزل الأحمر من الهند بعد توقف 3 سنوات
اقرأ أيضًا..
- ليبيا تستعد لطرح جولة تراخيص جديدة للنفط والغاز بعد توقف 16 عامًا
- الصناعة الكيماوية الخليجية بين بوادر الانتعاش إقليميًا وعدم الاستقرار عالميًا (مقال)
- أكبر منتجي الليثيوم في أميركا اللاتينية يقترحون منظمة على غرار أوبك