الطاقة المتجددة في المغرب تترقب استثمارات ضخمة من صاحبة أكبر محطة فحم بأفريقيا
تترقب الطاقة المتجددة في المغرب طفرة جديدة مع إعلان شركة طاقة ضخ استثمارات بـ1.6 مليار دولار خلال السنوات الـ10 المقبلة.
وتَعتزم شركة "طاقة المغرب" -التي تدير أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الفحم في أفريقيا والشرق الأوسط- التوسع بمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المملكة، بهدف زيادة إنتاجها من الكهرباء بنسبة 50%.
كشفت الشركة، المدرجة في بورصة المغرب، والتي تمتلك شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" نحو 85% من أسهمها، مساء أمس الثلاثاء، إستراتيجيتها الجديدة حتى عام 2030.
إستراتيجية طاقة المغرب
تهدف إستراتيجية الشركة إلى تنويع أنشطتها في الطاقات المتجددة، وفي مقدّمتها الطاقة الشمسية في المغرب وتحلية مياه البحر.
قال رئيس مجلس إدارة شركة طاقة المغرب عبدالمجيد عراقي حسيني، إن الشركة حددت 4 محاور إستراتيجية ضمن خطّتها، هي:
- تنويع المزيج الطاقي عبر إنتاج طاقة مؤمّنة ومستدامة.
- المساهمة في تطوير سلسلة تحلية مياه البحر.
- تقليص البصمة الكربونية للشركة.
- الحفاظ على مسار النمو المستدام.
وأشار إلى أن الإستراتيجية الجديدة تهدف إلى زيادة 1000 ميغاواط من القدرة الإنتاجية للكهرباء من مصادر متجددة، بما يساعد على خفض البصمة الكربونية بنسبة 25%.
وتُعدّ شركة "طاقة المغرب" أول مُنتج خاص للكهرباء في المملكة، إذ تأسست عام 1997، وتدير أكبر محطة حرارية تعمل بالفحم في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، والواقعة في منطقة الجرف الأصفر وسط المملكة.
وتضم أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في أفريقيا والشرق الأوسط 6 وحدات، تبلغ قدرتها الإنتاجية 2056 ميغاواط، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب
تشمل الإستراتيجية الجديدة للشركة تسريع تفعيل مشروع الطاقة الشمسية في المغرب "نور ميدلت" بقدرة 96 ميغاواط.
وفي مجال طاقة الرياح، لدى الشركة 100 ميغاواط شمال البلاد، و600 ميغاواط في مرحلة ما قبل التطوير جنوب المملكة، في حين يجري البحث عن مناطق صالحة لإنتاج 200 ميغاواط من طاقة الرياح.
تتوافق خطة الشركة مع الخطط التي وضعتها الحكومة المغربية لتعزيز كفاءة الطاقة ونشر مشروعات الطاقة المتجددة؛ إذ تستهدف المملكة رفع حصة الطاقة النظيفة من مزيج الكهرباء الوطني إلى 52% بحلول عام 2030.
وقال عبدالمجيد حسيني، إن الشركة كانت، منذ بدايتها عام 1997، تنتج الكهرباء من الفحم فقط، وفي عام 2023 تسعى للتحول إلى منصة لتوليد الكهرباء من الفحم والغاز والطاقات المتجددة لخفض البصمة الكربونية.
تحلية المياه والهيدروجين
تسعى شركة طاقة المغرب إلى الدخول في مشروعات تحلية مياه البحر، لمواكبة خطط الحكومة في هذا الصدد، بمواجهة الإجهاد المائي الذي تُعاني منه البلاد، عبر المشاركة في تطوير محطات ذات دورات مركبة في عدد من المدن الساحلية.
وتُعوّل "طاقة المغرب" على أموالها الذاتية، إضافة إلى اللجوء للاستدانة، في تمويل الإستراتيجية الجديدة، كما ستنشئ فروعًا تابعة لها لتنفيذ المشروعات المرتقبة.
وقال حُسيني، إن الشركة تهدف لأن تكون فاعلًا مرجعيًا بإستراتيجية التحوّل في قطاع الطاقة في المغرب، نظرًا للخبرة التي راكمتها على مدى 25 عامًا، فضلًا عن انتمائها إلى مجموعة "طاقة" الإماراتية المشهود لها عالميًا بالخبرة في الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر.
وأضاف أن الشركة ستستكشف الفرص المتاحة في مجال الهيدروجين الأخضر، تماشيًا مع خطط الحكومة.
وتُسهم الشركة في تلبية نحو 40% من الطلب المحلي على الكهرباء، وحققت في العام الماضي إيرادات بلغت نحو 13.6 مليار درهم (1.3 مليار دولار)، بارتفاع قدره 74.1% على أساس سنوي، في حين قفزت الأرباح السنوية 29.6% لتصل إلى 1.6 مليار درهم (154.4 مليون دولار).
جاءت زيادة الإيرادات والأرباح بفضل ارتفاع سعر الفحم في الأسواق العالمية، والتأثير الإيجابي لارتفاع سعر الدولار مقابل الدرهم المغربي، إضافة إلى التحكم في التكاليف التشغيلية.
وتمكنت الشركة، خلال العام الماضي، بتنسيق مع الحكومة المغربية، من ضمان توريد الفحم من الأسواق العالمية بسعر 170 دولارًا للطن، مقابل 290 دولارًا سعرًا مرجعيًا، وهو ما أسهم في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء مقارنةً بالدول الأخرى.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في المغرب تتصدر أفضل الأسواق الواعدة لجذب الاستثمارات (تقرير)
- الطاقة المتجددة في المغرب تؤمّن احتياجات المصانع من الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز المسال العربية تسجل أعلى مستوى في 9 سنوات بقيادة مصر وعُمان
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات الطلب على النفط في 2023
- بالأرقام.. حصة مصر في اكتشاف الغاز الضخم بحقل النرجس (خاص)