إكسون موبيل تجدد رغبتها في بيع أصولها النيجيرية مع التغييرات الرئاسية
سرقة النفط واستثمارات إكسون في الأميركيتين أبرز الأسباب
هبة مصطفى
تَجدَّد طموح شركة إكسون موبيل الأميركية في بيع أصولها بالمياه الضحلة النيجيرية، بعدما أسفرت نتائج الانتخابات الرئاسية -قبل أيام قليلة- عن فوز بولا تينوبو بسدّة الحكم، خلفًا للرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري، الذي سبق أن تراجع عن موافقته على عملية البيع.
ويبدو أن ممارسات سرقة النفط وتخريب المرافق وخطوط الأنابيب المتنامية محليًا في أبوجا دفعت كبريات شركات النفط نحو التخارج من أصولها لدى أكبر منتجي الخام في أفريقيا، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأبدت الشركة الأميركية -منذ ما يقرب العام- رغبتها في التخلّي عن أصول المياه الضحلة وبيعها إلى شركة "سيبلات إنرجي"، ورغم إعلان موافقة رئاسية على عملية البيع، فإن بخاري تراجع عن تلك الموافقة عقب أيام قليلة.
وتسعى سيبلات إنرجي -المشترية النيجيرية لأصول إكسون موبيل بالمياه الضحلة- لاسترضاء حكومة أبوجا وإتمام صفقة البيع، في غضون شهرين، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الإثنين 6 مارس/آذار.
تمسك بالأصول العميقة
أكد الرئيس العالمي لأعمال المنبع لدى شركة إكسون موبيل، ليام مالون، تمسُّك شركته بأصولها في المياه العميقة النيجيرية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن أبوجا تعدّ بيئة عمل مليئة بالتحديات والصعوبات.
ورغم تأكيده استمرار أصول الشركة في المياه العميقة بنيجيريا، فإنه رهَنَ ضخ استثمارات مستقبلية بها بمستجدات السوق، بحسب تصريحاته قبيل انطلاق أعمال "أسبوع سيرا" الذي تنطلق أعماله اليوم في مدينة هيوستن الأميركية.
وأوضح مالون أن المياه العميقة في نيجيريا ما تزال مناطق جاذبة للاستثمار، ما يدفع إكسون موبيل إلى عدم التخلي عن تلك الأصول، غير أن العوامل الداخلية التي تعانيها الدولة الواقعة غرب أفريقيا، ورغبة الشركة الأميركية في فتح المجال أمام استثمارات بدول أخرى، قد يؤثّران في تمسّكها بتلك الأصول.
استثمار غير مربح
لم تكن إكسون موبيل شركة النفط العالمية الوحيدة التي أعربت عن رغبتها في التخارج من بعض أصولها في نيجيريا، إذ سبقتها "شل" و"توتال إنرجي" العام الماضي (2022)، بفعل عوامل، من بينها الفساد والانفلات الأمني.
وبجانب العوامل المحلية الطاردة للاستثمارات في قطاع النفط من سرقة لتدفقات الخام وتخريب للخطوط والمرافق، تفضّل العديد من شركات النفط الكبرى خفض إنتاج أصولها النفطية في نيجيريا والتركيز بصورة أكبر على استثمارات الغاز في أفريقيا، إلى جانب المشروعات كثيفة الاستثمار في أميركا الشمالية والجنوبية.
وأزاحت تلك المستجدات نيجيريا من موقعها بصفتها أكبر منتجي الخام في أفريقيا، وعززت عجزها عن الوفاء بحصتها الإنتاجية ضمن تحالف أوبك+.
ولم يكد يمر 3 أشهر على تعهّد وزير النفط النيجيري بالوفاء بحصّة بلاده لدى أوبك+ بحلول مايو/أيار المقبل، عقب التصدي لأعمال السرقة والتخريب، إلّا بدا أن انفجار أحد خطوط أنابيب نقل الخام الرئيسة قبل أيام مسفرًا عن مصرع ما يزيد عن 12 شخصًا نسفَ هذه الطموحات.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تراجع إنتاج النفط النيجيري منذ عام 2019 حتى العام الماضي (2022)، بحسب بيانات أوبك:
تجميد الموافقات
كانت سيبلات إنرجي قد أبدت رغبتها في الاستحواذ على أصول شركة إكسون موبيل الأميركية في نيجيريا، نهاية فبراير/شباط العام الماضي، في أكبر صفقة للبلاد، منذ إقرار قانون صناعة النفط في أغسطس/آب عام 2021.
وتوافقت رغبة الشركة الأميركية في التخلي عن أصول المياه الضحلة لدى أبوجا مع طموحات شركة سيبلات بالانضمام إلى كبريات شركات الطاقة في الدولة الأفريقية.
وكان من المخطط أن تصل قيمة صفقة الاستحواذ إلى 1.2 مليار دولار قابلة للزيادة، على أن تبدأ سيبلات إنرجي الدفع خلال العام الماضي (2022)، وتنتهي من دفع قيمة الصفقة كاملة لصالح إكسون موبيل بحلول عام 2026.
ورُهن إتمام الصفقة حينها بموافقة عدد من الهيئات، من بينها: (وزارة النفط، هيئة تنظيم النفط، واللجنة الفيدرالية للمنافسة)، وأعلن الرئيس محمد بخاري الموافقة على عملية البيع في أغسطس/آب 2022، لكنه تراجع بعدها بأيام قليلة، بعد رفض هيئة تنظيم النفط لها.
ومنذ ذلك الحين، واجهت عملية بيع أصول إكسون موبيل بالمياه الضحلة النيجيرية تجميدًا، لكنها عاودت الانتعاش مرة أخرى، بعدما أُجريت انتخابات رئاسية جديدة قبل أيام قليلة، وفاز بولا تينوبو بالمنصب خلفًا لبخاري.
اقرأ أيضًا..
- كارول نخلة رئيسة كريستول إنرجي: عام مرعب لأسواق الطاقة.. وهذه توقعاتي لأسعار النفط (حوار)
- وزير البترول المصري: نواصل التنقيب عن النفط والغاز.. واهتمام كبير بالصادرات
- حل ذكي يوفر الكهرباء للمنازل والشركات والشبكات
- الإعلان عن ثالث اكتشاف نفطي في ناميبيا على يد قطر للطاقة
