3 دول خليجية تنافس للفوز بالتنقيب عن النفط والغاز في غايانا

أصبحت مشروعات النفط والغاز في غايانا قبلة لكبرى شركات الطاقة العالمية والإقليمية، نطرًا للعوائد الكبيرة المتوقعة من جراء الاستثمارات بقطاع الهيدروكربونات في البلد الواقع بأميركا الجنوبية.

في الوقت الذي استحوذت فيه شركات النفط الأميركية على حصة كبيرة من الاستثمار بقطاع النفط في غايانا، فإن دولًا خليجية، وفي مقدّمتها قطر والإمارات والكويت، دخلت في الصورة للحصول على حصة من الاستثمارات الواعدة.

قال نائب رئيس غايانا، بهارات جاغديو، لدى افتتاح مؤتمر الطاقة الدولي في مدينة جورج تاون، والمنعقد حتى الآن، إن بلاده تتوقع الانتهاء من نموذج اتفاق جديد لتقاسم إنتاج النفط في الوقت المحدد للمزاد، الذي سيجمع العطاءات حتى منتصف أبريل/نيسان.

احتياطيات النفط والغاز في غايانا

قال نائب الرئيس، إن نموذج عقد جديد سيكون متاحًا في أواخر مارس/آذار أو أوائل الربع الثاني من هذا العام، حسبما نشرته مجلة أوفشور إنجينير (Offshore Engineer) في 15 فبراير/شباط الجاري.

وبرزت الدولة، الواقعة في أميركا الجنوبية، بصفتها واحدة من أكثر المناطق البحرية المتميزة منذ عقود، مع احتياطيات تصل إلى 25 مليار برميل من النفط والغاز في غايانا.

ووعدت البلاد منذ شهور بتقديم شروط تعاقدية جديدة، لكنها تأخرت مرارًا وتكرارًا، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويزور وزراء النفط والمسؤولون التنفيذيون، جورج تاون، هذا الأسبوع، لمعرفة المزيد عن 14 منطقة معروضة للتنقيب عن النفط والغاز في غايانا.

خطط لزيادة الاستثمار

يقول جاغديو: "نريد أن تأتي أعداد متعددة من مجموعات الاستثمار إلى البلاد، لأنه يمكنك بعد ذلك بدء أنشطة الاستكشاف عن النفط والغاز في غايانا بوقت واحد".

وأكد أن الدولة تدرس تخصيص مربعات إضافية لدول من بينها البرازيل وقطر والهند، من خلال اتفاقيات ثنائية.

يشار إلى أن قطر للطاقة كانت قد فازت في 2021 بحقوق الاستكشاف ضمن تحالف يضمّ شركة توتال الفرنسية بمنطقتين بحريتين في سورينام، في أمريكا الجنوبية، ما عزز وجودها حوض غايانا- سورينام الغني بالنفط.

تقع المنطقتان البحريتان المتجاورتان 6 و8، اللتان تستحوذ فيهما قطر للطاقة على حصة 20%مباشرة جنوب المنطقة 58 في المياه الضحلة قبالة شواطئ جنوب سورينام، بالقرب من الحدود مع غايانا.

من ناحيته، قال رئيس غايانا، عرفان علي، الشهر الماضي في الهند، إن غايانا تُجري محادثات مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة بهذا الشأن.

إكسون موبيل تخطط للمزيد

قال رئيس أعمال إنتاج النفط والغاز لدى شركة إكسون موبيل الأميركية، ليام مالون، إن تحالفًا تقوده إكسون ليس مستعدًا للنظر بإضافة منطقة استكشاف كبيرة في غايانا إلى أن يُكشَف عن الشروط، حسب تصريحات سابقة إلى وكالة رويترز.

تُنتج إكسون موبيل كل النفط المستخرج في دولة غايانا، منذ تحقيق اكتشافها النفطي البحري الكبير هناك عام 2015.

ويبلغ حجم عمليات استكشاف النفط والاحتياطي النفطي لإكسون موبيل في غايانا نحو 10 مليارات برميل.

• غايانا تتفاوض مع دولتين عربيتين للتنقيب عن النفط والغاز

أوضح رئيس أعمال إنتاج النفط والغاز في شركة إكسون موبيل، أن مجموعة شركته، بما في ذلك شركتي هيس كورب الأميركية وسينوك الصينية، قادرة على زيادة الإنتاج في غايانا لِما يصل إلى 400 ألف برميل من النفط والغاز يوميًا، من خلال تحسين العمليات في سفينتَي الإنتاج.

وتنتج السفينتان، ليزا ديستيني وليزا يونيتي، 380 ألفبرميل يوميًا، فوق 340 ألف برميل يوميًا المخطط لها في الأصل.

وأشار مالون إلى أن إكسون موبيل تعمل على زيادة إنتاج النفط في غايانا بأكثر من 3 أضعاف إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027، وقد تتجاوز ذلك، إذ من المتوقع أن تغادر السفينة الثالثة "بروسبريتي" سنغافورة قريبًا.

• إنتاج النفط في غايانا يستعد للتفوق على فنزويلا والجزائر وأغلب دول أفريقيا (تقرير)

ويخطط التحالف لتشغيل 6 سفن إنتاج عائمة للتخزين والتفريغ بطاقة مجمّعة لإنتاج أكثر من 1.2 مليون برميل نفط يوميًا بحلول نهاية عام 2027.

وأضاف مالون: "علينا أن نضع مواردنا حيث نعتقد أن أكبر الفرص قائمة".

البرازيل والكويت تتطلع إلى للشراكة

قال نائب رئيس غيانا، بهارات جاغديو، في مؤتمر الطاقة الدولي بالعاصمة جورج تاون، إن دراسة غايانا بشأن إمكان إنشاء شركة نفط وطنية قد تأجّلت، حسبما نشر موقع أويل ناو المحلي المتخصص (OilNOW) في 15 فبراير/شباط الجاري.

وستركِّز غايانا جهودها على زيادة المشاركات المباشرة بين الحكومات فيما يتعلق بالمربعات النفطية التي لم تُعرَض في المزاد المقبل.

وذَكَر بهارات جاغديو أن البرازيل وقطر والكويت حريصة على الشراكة مع غايانا، مشيرًا إلى أنه ستُمنَح "3 مربعات" بحدّ أقصى لكل مستثمر.

وقد سجّل امتياز النفط في غايانا الرئيس، مربّع ستابروك، أكثر من 30 اكتشافًا، تبلغ قيمتها 11 مليار برميل من النفط المكافئ.

بالنسبة للمزاد، وهو الأول من نوعه بقطاع النفط في غايانا، قالت الحكومة، إن مقدّمي العطاءات الفائزين سيتعيّن عليهم دفع ما لا يقلّ عن 10 ملايين دولار أميركي لكل مربّع من مربعات المياه الضحلة الـ11 في المنطقة نفسها.

وسيتعين عليهم دفع ما لا يقلّ عن 20 مليون دولار أميركي لكل من المربعات الـ3 في المياه العميقة من المنطقة "سي" شديدة العمق.

وفي حالة نجاح حكومة غايانا بمنح جميع المربعات الـ14، فهذا يعني أن الدولة ستكسب ما لا يقلّ عن 170 مليون دولار أميركي في مكافآت التوقيع.

مزاد الرُّبع المقبل

تغتنم غايانا فرصة انعقاد مؤتمر الطاقة الدولي في مدينة جورج تاون، هذا الأسبوع، لتسليط الضوء على مزاد الرُّبع المقبل، الذي من المحتمل أن يضاعف منطقتها البحرية قيد الاستكشاف.

وكانت فرق صناعة النفط من الهند والإمارات العربية المتحدة وقطر والولايات المتحدة حاضرة للاستماع إلى رئيس غايانا، ونائبه، وهما يناقشان أهدافهما المتعلقة ببيع عقود الإيجار، حسبما نشرته مجلة أوفشور إنجينير (Offshore Engineer) في 15 فبراير/شباط الجاري.

في المقابل، يأمل العديد من المديرين التنفيذيين الاطّلاع على شروط دقيقة قبل اتخاذ قرار بشأن استثمار مليارات الدولارات.

في حديثه عن المخاطر التي ينطوي عليها الأمر، قال رئيس أعمال إنتاج النفط والغاز في شركة إكسون موبيل، ليام مالون: "في نهاية اليوم، أنتم تستثمرون بمشروعات تطوير المياه العميقة، وتستثمرون الكثير من الأموال مقدمًا".

وأضاف: "ما زلنا في وقت مبكر نسبيًا من مرحلة الاستكشاف".

وبدأ إنتاج النفط في مربّع ستابروك، الذي تشغّله إكسون موبيل، في نهاية عام 2019، مع مرحلة التطوير الأولى لمشروع ليزا، ومنذ ذلك الحين، أضافت الشركة سفينة ثانية للمرحلة الثانية من مشروع ليزا.

وستبحر سفينة التخزين والإنتاج والتفريغ الثالثة-بروسبيريتي- هذا الشهر من سنغافورة، بينما تُبنى السفينة الرابعة، وان غايانا، حسبما نشر موقع أويل ناو (OilNOW) في 15 فبراير/شباط الجاري.

وأشار رئيس أعمال إنتاج النفط والغاز في شركة إكسون موبيل، ليام مالون، إلى أن "مرحلتَي التطوير الخامسة والسادسة، لمشروعي أورو وويبتيلو، هما قيد التخطيط، وتوقَّعَ أن يوضعا في الخدمة بحلول نهاية عام 2027، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اقرأ أيضًا..

• الإمارات تقترب من شراء شركة الوقود التابعة للجيش المصري (خاص)
• توقعات استهلاك الكهرباء في أفريقيا.. الجزائر الأكثر ارتفاعًا وطفرة خضراء بالمغرب
• وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط إلى مليوني برميل يوميًا