الإمارات تقترب من شراء شركة الوقود التابعة للجيش المصري (خاص)
الطاقة
دخلت صفقة الاستحواذ على شركة وطنية للبترول (التابعة للجيش المصري) مرحلة حاسمة، وسط منافسة خليجية بين السعودية والإمارات.
وتصدّرت شركة الوقود قائمة الشركات الـ32 التي أعلنت مصر أسماءها مؤخرًا وتخطط لطرحها في البورصة حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل (2024)، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتهدف مصر إلى طرح شركة وطنية للبترول في البورصة من خلال مستثمر إستراتيجي، في إطار خطة صندوق مصر السيادي للتخارج من عدد من الشركات الوطنية، والاحتفاظ بنسبة أقلّية فيها، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص.
أدنوك تتصدر
تصدّرت شركة أدنوك للتوزيع، الذراع التجارية والتسويقية لشركة بترول أبوظبي الوطنية، بورصة المرشحين بقوة للاستحواذ على شركة الوقود التابعة للجيش المصري.
وقالت مصادر مطّلعة في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن المفاوضات حول الصفقة وصلت إلى مرحلة متقدمة بين مصر والإمارات.
وأضافت المصادر أنه على الرغم من وجود شركة بترول الإمارات الوطنية (إينوك)، المملوكة بالكامل لحكومة دبي، في الصورة بصفة منافس رئيس للاستحواذ على وطنية، فإن الخيارات تميل أكثر إلى أدنوك لكونها شركة توزيع الوقود الأكبر في المنطقة.
يأتي ترجيح كفة أدنوك في أعقاب الموافقات الرسمية التي حصلت عليها الشركة الإماراتية للدخول إلى السوق المصرية، في أعقاب الاستحواذ على نصف محطات الوقود التابعة لشركة توتال إنرجي الفرنسية.
سوق الوقود المصرية
أكدت المصادر التي تحدثت إلى منصة الطاقة أن المباحثات تأتي ضمن خطط أدنوك الإماراتية للتوسع إقليميًا، وذلك بعد أن نشرت عشرات المحطات لها في السعودية، وتنظر إلى السوق المصرية على أنها سوق واعدة للنمو وتحقيق الأرباح.
وتركّز "أدنوك" في خططها للتوسّع على فتح أسواق جديدة، ضمن إطار إستراتيجية تركّز على الأسواق سريعة النمو، وتتصدر مصر القائمة، إذ إنها تعدّ الدولة الأكبر عددًا في السكان بالمنطقة.
وتخطط أدنوك من خلال الاستحواذ على شركة بترول وطنية إلى تعزيز وجودها في مصر بعد إتمام صفقة توتال إنرجي، والتي مثّلت أول حضور رسمي لأكبر شركة إماراتية في قطاع توزيع الوقود ومتاجر التجزئة بالسوق المصرية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وحال نجاح أدنوك في الفوز بالصفقة، فإن محفظتها في السوق المصرية قد تزيد على 300 محطة وقود، من بينها نحو 200 محطة تابعة لوطنية، وما يزيد على 100 محطة من محطات توتال.
بموجب صفقة توتال، ستحصل الشركة الإماراتية على نصف محفظة أعمال توتال إنرجي بمجال قطاع التكرير والبتروكيماويات في مصر، والتي تضمّ 240 محطة لبيع الوقود بالتجزئة، وما يزيد على 100 متجرٍ للبيع بالتجزئة، وأكثر من 250 محطة تغيير زيت ومراكز غسل السيارات وبيع الوقود بالجملة ووقود الطائرات وعمليات زيوت التشحيم.
قد تضع الصفقة مصر ثاني أكبر سوق في محفظة شركة أدنوك، بعد الإمارات التي تمتلك فيها نحو 420 محطة وقود، وتسبق السعودية التي افتتحت بها أولى محطاتها خارج الإمارات في عام 2018، وتدير حاليًا 66 محطة خدمة بالمملكة.
قيمة الصفقة
توقعت مصادر أن تتجاوز قيمة الاستحواذ على محطات وطنية 250 مليون دولار، خاصة أن عملية البيع ستكون لغالبية أسهم الشركة.
وضربت المصادر مثالًا بصفقة أدنوك مع توتال، والتي بموجبها استحوذت على نصف عدد المحطات فقط بقيمة تقارب 186 مليون دولار، مع مبلغ إضافي يصل إلى 17.3 مليون دولار، مع استيفاء شروط معينة خاصة بـ"الاستحواذ".
وتخطط أدنوك من خلال صفقات الاستحواذ في سوق الوقود المصرية إلى افتتاح محطات خدمة وتقديم أحدث خدمات التزود بالوقود ومتاجر التجزئة، من خلال تجربة تسوّق معززة رقميًا للعملاء في مصر.
كما تستهدف إدخال مفهوم متاجر "واحة أدنوك" المميزة إلى السوق المصرية؛ لتقدّم للعملاء تجربة تسوّق لا تضاهى، وتخطط بعد استحواذها على نصف محطات توتال ومساعيها للاستحواذ على "وطنية" إلى إدخال تجديدات في العديد من محطات الخدمة لتتوافق مع معايير العلامة التجارية لأدنوك، وإنشاء مواقع جديدة تحمل علامتها التجارية، ما يعزّز حضورها في السوق المصرية لتوزيع الوقود بالتجزئة، الذي يشهد نموًا سريعًا.
منافسة حامية
على الرغم من أن كل المؤشرات تميل إلى ترجيح كفة الإمارات للفوز بالصفقة من خلال شركة أدنوك، فإن التحركات لا تتوقف من قبل الشركات والتحالفات المتنافسة لشراء شركة وطنية للوقود.
فمنذ نحو عامين، يجري الحديث عن طرح حصص في شركة وطنية للبترول التابعة لجهاز الخدمة الوطنية (المملوك للجيش المصري)، ضمن عدّة شركات في البورصة، والذي كُشِف عنها الأسبوع الماضي بنشر قائمة الشركات المدرجة ضمن برنامج الطروحات الحكومية والتي بلغت 32 شركة، من بينها 15 شركة يندرج نشاطها في النفط والكهرباء والوقود والمعادن.
تضم قائمة الشركات، التي تتنافس للاستحواذ على حصص الشركة التي تدير أكثر من 200 محطة وقود في مصر، كلًا من شركة طاقة العربية (إحدى شركات مجموعة القلعة الرائدة في قطاع توزيع الخدمات النفطية بمصر)، وشركة بترول الإمارات الوطنية "إينوك" (المملوكة بالكامل لحكومة دبي)، إلى جانب شركة "بترومين" السعودية، وتحالف شركة أبوظبي التنموية القابضة "إيه دي كيو"، مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك".
وكان المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي أيمن سليمان قد أكد في تصريحات سابقة أن الصندوق يستهدف بيع ما بين 80 و90% من شركة وطنية للبترول، على أن يحتفظ لنفسه بحصّة تتراوح بين 10 و20%.
وتشدد مصر على أن طرح شركة بترول وطنية من خلال مستثمر إستراتيجي يستهدف زيادة رأس المال، بهدف تطوير أدائها، وتعظيم الاستفادة من أصول الدولة.
وتستهدف القاهرة حصيلة بنحو 2.5 مليار دولار من بيع حصص في الشركات المطروحة بالبورصة، في إطار التزام الحكومة المصرية بتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ضمن شروط صندوق النقد الدولي.
موضوعات متعلقة..
- شركة تابعة للجيش في المقدمة.. مصر تقترب من بيع حصص بشركات الوقود
- وطنية للبترول.. تطورات صفقة بيع شركة الوقود التابعة للجيش المصري
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: مخزون النفط الإستراتيجي يضرَّ بالاستثمارات في أميركا
- أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم.. دولتان عربيتان ضمن قائمة الـ10
- مخزونات المشتقات النفطية في المغرب لا تكفي أكثر من شهر