وكالة الطاقة الدولية تتوقع هيمنة المصادر المتجددة على نمو إمدادات الكهرباء
خلال السنوات الـ3 المقبلة
وحدة أبحاث الطاقة- أحمد عمار
- الطاقة المتجددة ستلبي غالبية نمو إمدادات الكهرباء خلال السنوات المقبلة
- توقعات باستمرار نمو الطلب على الكهرباء عالميًا حتى 2025
- انخفاض حاد لاستهلاك الكهرباء في أوروبا خلال 2022
- تزايد دور الطاقة النووية في توليد الكهرباء بعد الغزو الروسي لأوكرانيا
- من المتوقع استقرار انبعاثات الكربون من توليد الكهرباء خلال السنوات الـ3 المقبلة
توقعت وكالة الطاقة الدولية هيمنة مصادر الطاقة المتجددة على نمو إمدادات الكهرباء حول العالم خلال السنوات الـ3 المقبلة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية -في تقرير صادر اليوم الأربعاء (8 فبراير/شباط 2023)- إن الطاقة المتجددة ستلبي مع الطاقة النووية الغالبية العظمى من زيادة الطلب العالمي على الكهرباء حتى عام 2025، الأمر الذي يمنع حدوث ارتفاعات كبيرة في انبعاثات الكربون.
وتوقعت أن يتسارع نمو الطلب العالمي على الكهرباء، ليسجل في المتوسط 3% خلال السنوات الـ3 المقبلة، وذلك بعد تباطؤ طفيف حدث العام الماضي (2022) بلغت نسبته 2%، وسط أزمة الطاقة العالمية والظروف الجوية الاستثنائية في بعض المناطق.
وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي على الكهرباء حتى عام 2025 سيأتي أكثر من 70% منها من الصين والهند وجنوب شرق آسيا.
انخفاض حاد في أوروبا
شهد استهلاك الاتحاد الأوروبي من الكهرباء انخفاضًا حادًا على أساس سنوي خلال العام الماضي بلغت نسبته 3.5%، نتيجة تضرر دول الاتحاد بشدة من الارتفاعات الكبيرة في أسعار الطاقة، التي أدت إلى تراجع الطلب من القطاع الصناعي.
كما كان الشتاء المعتدل بصورة استثنائية وراء تراجع استهلاك الكهرباء العام الماضي، وفقًا لما ذكره تقرير وكالة الطاقة الدولية.
وعدت وكالة الطاقة انخفاض استهلاك الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي العام الماضي بأنه ثاني أكبر انخفاض تعرّضت له منذ الأزمة المالية العالمية في 2009، ليأتي بعد الهبوط الناتج عن صدمة فيروس كورونا في 2020.
وفي المقابل، ارتفع الطلب على الكهرباء في الهند، ليحقق نسبة نمو قوية بلغت 8.4% خلال العام الماضي، وذلك بسبب الانتعاش الاقتصادي للبلاد وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
كما سجلت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء بنسبة وصلت إلى 2.6%، على أساس سنوي، مدفوعة بالنشاط الاقتصادي وارتفاع الطلب من القطاع السكني، لتلبية احتياجات التدفئة في الصيف، والتبريد في فصل الشتاء.
بينما تسببت القيود التي طبقتها الصين لمواجهة كورونا في تباطؤ نمو استهلاكها العام الماضي إلى 2.6%، مع استمرار حالة عدم اليقين، إذ أثرت سياسة مواجهة الوباء في النشاط الاقتصادي خلال 2022.
ومع ذلك، توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع استهلاك الصين من الكهرباء بنسبة 5.2% خلال السنوات الـ3 المقبلة.
الطاقة المتجددة والمحطات النووية
من المتوقع أن تلبي الطاقة المتجددة والطاقة النووية معًا في المتوسط أكثر من 90% من الطلب الإضافي على الكهرباء عالميًا.
وتوضح وكالة الطاقة الدولية، أن أكثر من 45% من نمو قدرة توليد الطاقة المتجددة سيأتي من الصين خلال المدّة من 2023 حتى عام 2025، يليها الاتحاد الأوروبي بنسبة 15%.
ومن جهة أخرى، أرجعت الوكالة رؤيتها بشأن زيادة إنتاج الطاقة النووية إلى الانتعاش المتوقع في توليد الطاقة النووية بفرنسا مع استكمال صيانة المحطات، وبدء تشغيل أخرى جديدة.
واعتبرت أن أزمة الطاقة العالمية والغزو الروسي لأوكرانيا جددا أهمية دور الطاقة النووية في الإسهام بأمن الطاقة وتقليل كثافة ثاني أكسيد الكربون.
ونتيجة لذلك، توقعت وكالة الطاقة نمو الطاقة النووية في المتوسط بنسبة 4% بين عامي 2023 و2025، مقارنة بمعدل بلغ 2% خلال مدّة (2015-2019).
ويعني ذلك -بحسب التقرير- إنتاج نحو 100 تيراواط/ساعة من الكهرباء بوساطة الطاقة النووية حتى عام 2025.
ويبيّن التقرير، أن أكثر من نصف النمو في التوليد النووي عالميًا حتى عام 2025 سيأتي من 4 دول فقط، وهي الصين والهند واليابان وكوريا.
الوقود الأحفوري وإزالة الكربون
توقعت وكالة الطاقة الدولية، أن يظل الطلب على الغاز والفحم في توليد الكهرباء مستقرًا بين عامي 2023 و2025.
ومن المقدر أن يعوّض النمو الكبير لاستعمال الغاز في توليد الكهرباء بالشرق الأوسط، انخفاض الطلب في الاتحاد الأوروبي بصفة جزئية.
وفي السياق نفسه، سيعوّض ارتفاع استهلاك الفحم في توليد الكهرباء بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، الانخفاض في أوروبا والأميركتين.
ونوهت وكالة الطاقة بأن استهلاك الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء ما يزال يخضع لتطورات الاقتصاد العالمي وأحوال الطقس وأسعار الوقود والسياسات الحكومية.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن اتجاه الاقتصادات المتقدمة إلى إزالة الكربون من قطاعات النقل والتدفئة والصناعة سينمو بالطلب العالمي على الكهرباء بوتيرة أسرع بنسبة تصل إلى 3% خلال المدّة (2023-2025) مقارنة بعام 2022.
وتوقعت أن تستقر انبعاثات الكربون من قطاع توليد الكهرباء حتى عام 2025، بعد تسجيلها أعلى مستوى على الإطلاق خلال العام الماضي.
ومن المتوقع أن تنمو حصة مصادر الطاقة المتجددة بمزيج توليد الكهرباء العالمي من 29% في عام 2022 إلى 35% بحلول 2025.
وبفضل التوسع في مصادر الطاقة المتجددة، من المقرر تراجع حصة الفحم والغاز في توليد الكهرباء، ما سيؤدي إلى استقرار انبعاثات الكهرباء حتى عام 2025، وتراجع كثافة ثاني أكسيد الكربون في السنوات المقبلة.
الاتحاد الأوروبي
مع الاضطراب الذي شهدته دول الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي، ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء بنسبة 2%، على الرغم من نمو الطاقة المتجددة وأسعار الغاز القياسية.
بينما تراجع توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية بسبب الجفاف التاريخي، الذي تعرّضت له القارة العجوز، فعلى سبيل المثال شهدت إيطاليا انخفاضًا في توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية بأكثر من 30% مقارنة بمتوسط (2017-2021)
بينما أدى إغلاق المصانع في ألمانيا وبلجيكا إلى خفض القدرة النووية المتاحة خلال العام الماضي.
كما واجهت فرنسا تراجعًا في إنتاجها النووي بصورة قياسية بسبب أعمال الصيانة وتحديات أخرى في مفاعلاتها النووية.
وأظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية، أن كثافة ثاني أكسيد الكربون لتوليد الكهرباء زادت في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي، رغم انخفاضها عالميًا.
وسجل الاتحاد الأوروبي العام الماضي أعلى نسبة نمو في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة من توليد الكهرباء منذ أزمة النفط في السبعينيات، محققة 4.5%، على أساس سنوي.
وأرجعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع انبعاثات القارة العجوز إلى زيادة استهلاك الفحم في توليد الكهرباء بنسبة 6%.
ومع ذلك، عدت الوكالة ذلك الارتفاع بأنه سيكون مؤقتًا، إذ من المتوقع تراجع انبعاثات توليد الكهرباء في المتوسط بنسبة 10% سنويًا حتى عام 2025، مع انخفاض استهلاك كل من الفحم والغاز في توليد الكهرباء بصورة حادة.
وتوقعت انخفاض استهلاك الاتحاد الأوروبي للفحم في توليد الكهرباء بنسبة 10%، والغاز بنحو 12% سنويًا في المتوسط، مع زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتعافي الطاقة النووية.
أسعار الكهرباء
رصد تقرير وكالة الطاقة الدولية استمرار ارتفاع أسعار الكهرباء في العديد من المناطق، وسط مخاطر نقص الإمدادات في أوروبا خلال فصل الشتاء.
وتعرّضت القارة العجوز خلال العام الماضي إلى زيادة في أسعار الكهرباء، إذ كانت في المتوسط أكثر من ضعف ما سجلته في 2021.
ورغم أن الشتاء المعتدل حاليًا ساعد على خفض أسعار الكهرباء فإنها ما زالت مرتفعة مقارنة بالسنوات الأخيرة.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع تباطؤ نمو الطلب على الكهرباء خلال 2022
- استثمارات الكهرباء منخفضة الكربون قد ترتفع إلى 46 تريليون دولار بحلول 2050
- هل تؤمِّن الطاقة المتجددة في أوروبا 45% من احتياجات الكهرباء بحلول 2030؟
اقرأ أيضًا..
- بعيدًا عن النفط.. استثمارات سعودية وإماراتية ضخمة حول العالم لإنقاذ كوكب الأرض
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات أسعار النفط في 2023
- أنس الحجي: واردات الصين من النفط تشهد منافسة روسية خليجية (صوت)