رغم أن مشروع تورتو أحميم للغاز المسال الواقع قبالة سواحل موريتانيا والسنغال يحمل وعودًا كبيرة للبلدين، وتعوّل عليه الأسواق العالمية، فإنه يواجه العديد من التحديات والصعوبات.
وقد تتسبب المشكلات السياسية والأمنية والتقنية، إلى جانب التكاليف، في تأخير المرحلة الثانية من المشروع، وفق ما رصدته منصة الطاقة، نقلًا عن موقع أبستريم (Upstream) المتخصص في أخبار النفط والغاز.
وتواجه شركة النفط البريطانية بي بي -المشغّلة للمشروع- تحديات ضخمة لتطوير المرحلة الثانية من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، مع احتمال تأجيل القرار الاستثماري النهائي إلى بداية عام 2024 على الأقلّ.
وربما يكون هذا التأجيل ناجمًا عن تدهور العلاقات بين داكار ونواكشوط أو الأولويات المتضاربة بينهما، فضلًا عن العديد من المشكلات الفنية والتجارية والأمنية العالقة.
من جهتها، لم تردّ وزارة البترول والطاقة والمعادن الموريتانية على طلب أرسلته منصة الطاقة، للتعليق على التقارير المتداولة عن تأجيل المرحلة الثانية للمشروع.
خطط الإنتاج
من المقرر أن تنتج المرحلة الأولى من المشروع قرابة 2.3 مليون طن من الغاز المسال سنويًا.
وخلال شهر يناير/كانون الثاني (2023)، أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي، بدء السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ رحلتها نحو موقع مشروع تورتو أحميم للغاز المسال.
ووصفت شركة النفط البريطانية بي بي هذه الخطوة بأنها تمثّل علامة فارقة للمشروع، إذ تشكّل السفينة العائمة جزءًا مهمًا من تطوير المشروع.
وستعالج السفينة العائمة قرابة 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، وستتولى منشآت الغاز المسال العائمة مهمة تسييل غالبية الغاز، ومن ثم تصديره إلى الأسواق العالمية، مع تخصيص جزء لتلبية الطلب في موريتانيا والسنغال.
وسبق أن توقعت شركة كوزموس إنرجي -الشريكة في المشروع- إنتاج أول كميات من الغاز الطبيعي خلال الربع الثالث من العام المقبل (2023)، ومن الغاز المسال بحلول نهاية 2023.
وتهدف خطط المرحلة الثانية من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال إلى تحقيق أقصى استفادة من البنية التحتية للمرحلة الأولى، وسيسهم تطويرها في زيادة إنتاج الغاز المسال إلى 5 ملايين طن.
وسيرتفع الإنتاج إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد الانتهاء من جميع المراحل الـ3 للمشروع.
تعزيز التعاون
لدى شركة النفط البريطانية بي بي علاقات وطيدة مع حكومتي السنغال وموريتانيا، والتي تشمل مشروع تورتو أحميم ومشروعات محتملة أخرى بقطاع الطاقة.
فقد أعلنت شركة النفط البريطانية توقيع عقد استكشاف ومشاركة الإنتاج لحقل الغاز بير الله في موريتانيا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022).
كما وقّعت مذكرة تفاهم مع الحكومة الموريتانية لاستكشاف إمكانات إنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل الشركة البريطانية العمل مع شركائها في السنغال لتطوير مشروع "ياكار تيرانغا"، والذي يهدف إلى توليد الكهرباء من الغاز.
موضوعات متعلقة..
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يستعد للتصدير إلى أوروبا (فيديو)
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في موريتانيا والسنغال.. كيف يستفيد من حرب أوكرانيا؟
اقرأ أيضًا..
- المجلس العربي للطاقة المستدامة: 9 دول عربية تقود الهيدروجين الأخضر عالميًا (حوار)
- هل يتدفق الغاز الجزائري سرًا إلى المغرب؟.. 3 شواهد منطقية (مقال)
- إنتاج الأمونيا منخفضة الكربون.. 7 دول عربية تتنافس على فرص التصدير (تقرير)