الحافلات الكهربائية تغزو كينيا.. اتفاقية لتسيير 1000 وحدة في مومباسا
محمد عبد السند
تُسرع كينيا الخُطى صَوب كهربة قطاع النقل لديها، ما يظهر جزئيًا في زيادة انتشار الحافلات الكهربائية بها، في إطار مساعي البلد الكائن شرق أفريقيا للتحول إلى النقل النظيف.
وتأتي تلك المساعي في إطار خُطة أوسع تنتهجها نيروبي للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سياق تلك الجهود، أعلنت "باسي غو"، الشركة الكينية الناشئة العاملة في مجال النقل، عزمها تجميع 1000 مركبة كهربائية بحلول عام 2026، في مدينة مومباسا الواقعة جنوب شرق البلاد، في حين تخدم الحافلات الكهربائية التي تسيّرها الشركة 150 ألف شخص في العاصمة الكينية نيروبي، حسبما أورد موقع أفريك 21 (Afrik 21).
شراكة يُعوّل عليها
في أعقاب جمعها ما قيمته 6.6 مليون دولار لتغطية طلبيات تجارية من الحافلات الكهربائية إلى مشغلي الخدمة العامة في كينيا، كشفت "باسي غو" عن تعاونها مع شركة "أسوشيتد فيياكل أسيمبلرز" الرائدة المتخصصة في تجميع المركبات في منطقة شرق أفريقيا، لتحقيق هدفها المنشود.
وتتضمّن هذه الشراكة التجميع المحلي لنحو 1000 وحدة من الحافلات الكهربائية في مدينة مومباسا الواقعة على بُعد 485 كيلومترًا من العاصمة الكينية.
وستُسلم "باسي غو" الحافلات التي تتسع كل منها لـ33 مقعدًا بحلول عام 2026، ما سيخلق بدوره 300 فرصة عمل خضراء على الأقل في مجالات التصنيع والشحن والصيانة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "باسي غو" جيت باتاتشاريا، إن "كهربة قطاع النقل في كينيا تتسارع وتيرته، وشركتنا فخورة بأن تتصدر المشهد وتقود المسار".
وأشار إلى أن الحافلات الكهربائية ستظهر قريبًا على الطرق الكينية، لكي توفر للناس وصولاً آمنًا ومريحًا إلى وجهاتهم، بجانب كونها وسيلة نقل يومية عامة خضراء.
تسريع النقل الكهربائي
إبان العام الجاري (2023)، ستتولى "باسي غو"، مهمة تدريب مستعملي الطرق، ومشغلي المركبات، والسائقين (سيارات الأجرة، والدراجات النارية، والشاحنات)، وموظفي الأمان (مكافحي الحرائق، وموظفي الإسعافات الأولية)، جنبًا إلى جنب مع تقديم الخدمات اللوجستية ذات الصلة بالنقل النظيف.
وسيٌجرى هذا التدريب، بشقيه العملي والنظري، بالشراكة مع أكاديمية النقل المتطور ومقرها نيروبي، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويشمل برنامج التدريب طُرق تشغيل المركبة الكهربائية، وأنظمة الأمان الأساسية، والإجراءات ذات الصلة، وكذلك التعريف بمعايير القيادة البيئية التي تهدف إلى خفض معدلات التلوث الهوائي.
حوافز ضريبية
أعلنت وزارة المالية الكينية -مؤخرًا- أنها تدرس جديًا تقديم حوافز ضريبية لدعم تطوير النقل المستدام في 47 مقاطعة منتشرة في كل أرجاء البلاد.
ومن المقرر رفع هذا الإجراء -الذي ترمي حكومة بلاده من خلاله إلى خفض الضرائب، والرسوم الجمركية المفروضة على "النقل والتجميع المحلي أو حتى تسويق المركبات"- إلى البرلمان الكيني، في ضوء قانون التمويل المقرر صدوره في عام 2024.
وتستهدف الحكومة الكينية من تلك الحوافز الضريبية تشجيع الشركات المتخصصة على طرح 350 سيارة ودراجة بخارية كهربائية في السوق المحلية، حسبما أعلنت هيئة تنظيم الطاقة والنفط الكينية.
ويُعوّل على تلك الحوافز الضريبية في إنهاء عمل 2.2 مليون وحدة من سيارات الوقود الأحفوري تدريجيًا، التي تنتُج عنها انبعاثات كربونية ضارة بالبيئة.
صندوق تمويلي
تحدّث وزير المالية الكيني نجوغونا ندونغو بنبرة متفائلة عن جهود بلاده للتحول إلى المركبات الكهربائية النظيفة، واصفًا إياها بالصفقة المُربحة، بالنظر إلى أنها تُسهم في تقليص مستويات الانبعاثات الكربونية الناجمة عن قطاع النقل في البلاد، ما يساعده على التحول التدريجي إلى قطاع نقل مُستدام ورخيص التكلفة.
وأشار ندونغو إلى أن نيروبي ستستعين بصندوق "هاستلر" الذي دُشن في ديسمبر/كانون الأول (2022)، من قبل الرئيس الكيني وليام روتو، في تمويل هذا التحول الطموح إلى النقل النظيف.
ويُعد الصندوق المذكور بمثابة مبادرة شمول مالي رقمي برأس مال قدره 50 مليار شلن كيني (401 مليون دولار أميركي).
(الشلن الكيني = 0.0083 دولارًا أميركيًا)
أما عن أوجه إنفاق الصندوق فستكون في صورة ائتمان ممنوح للأفراد، إلى جانب مشاركة هذا الصندوق في تمويل المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، لا سيما في قطاعي النقل والأعمال الزراعية.
ويبيّن الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- مبيعات سيارات الركاب الكهربائية حول العالم خلال المدة من 2015 إلى 2022.
ويبدو أن سياسات الحكومة الهادفة للتحول إلى النقل النظيف، ستلقى الدعم كذلك من قبل شركة الكهرباء الحكومية "كينيا باور" التي ضخت بدورها استثمارات بلغت كُلفتها الإجمالية 40 مليون شلن كيني (331 ألف دولار) خلال النصف الثاني من العام الفائت (2022)، لشراء أسطول ضخم من المركبات الكهربائية، علاوة على نيتها نشر 50 محطة تزود بالوقود خلال الأشهر المقبلة في أرجاء البلاد.
وكانت نيروبي قد أماطت اللثام في السابق عن ملامح خُطة طموحة تستهدف من ورائها التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وزيادة سعة الكهرباء المولدة من مصادر خضراء بالكامل، بحلول عام 2040، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- كينيا تدعم قطاع السيارات الكهربائية بحوافز ضريبية
- كينيا تطلق "حاسبة تغير المناخ" لمراقبة خفض الانبعاثات الكربونية
- تأثير كفاءة الطاقة في الطلب على الوقود الأحفوري (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- الغاز المغربي يتلقى ضربة غير متوقعة على يد شركة بريطانية
- إيرادات صادرات النفط السعودي ترتفع 12% في نوفمبر
- أسوة بالجزائر.. الغاز الليبي يترقب صفقة ضخمة مع إيطاليا خلال أيام