تشهد إمدادات الوقود في فرنسا اضطرابًا جديدًا، بعد أن بدأ عمال النفط إضرابًا عن العمل، اليوم الخميس 26 يناير/كانون الثاني؛ احتجاجًا على إصلاح نظام المعاشات التقاعدية في البلاد.
ويستمر الإضراب لمدّة 48 ساعة بمصافي تكرير النفط في فرنسا، بدعوة من فرع النفط في الاتحاد العام للعمل، استعدادًا لليوم الثاني من المظاهرة المقررة في 31 يناير/كانون الثاني.
وعلى الرغم من أن خطر نقص الوقود في فرنسا أبعد بكثير مما كان عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فقد طُلب من مصافي التكرير الإضراب مرة أخرى في 26 و27 يناير/كانون الثاني، في سياق الاحتجاج الاجتماعي ضد إصلاح التقاعد.
ويتضمن التشريع المتنازع عليه -الذي سيعرض على البرلمان يوم الإثنين (30 من الشهر الجاري) للمناقشة- فقرات من شأنها إلغاء حقوق التقاعد الخاصة بالعمال، لا سيما في قطاع توليد الكهرباء، وفق المعلومات التي رصدّتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتشمل التغييرات الأخرى المتنازع عليها تمديد سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، والتزام العمال بالإسهام بشكل أكبر في النظام خلال حياتهم العملية إذا كانوا يرغبون في التأهل للحصول على معاش تقاعدي كامل.
إمدادات الوقود في فرنسا
في توتال إنرجي، أفاد الاتحاد العام للعمل -صباح اليوم- تعبئة 100% من المضربين في مستودع فلاندر منذ مساء الأربعاء، و80% في مصفاة نورماندي، و60% في مصفاة لاميد للوقود الحيوي، و50% في مصفاة دونج، و30% في موقع غرانبوي.
وقالت الشركة العملاقة، إن الإضراب أوقف شحنات الوقود في فرنسا من العديد من مواقع الإنتاج، وفق المعلومات التي رصدّتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وأوضحت أن الشحنات توقفت من مصافي "لا ميدي" و"دونج" و"نورماندي" و"دونكيرك"، بينما لم تتأثر مصفاتها في فيزين؛ لكنها أضافت أنها استمرت في التأكد من إمداد محطات الوقود.
وقال ممثل نقابة الاتحاد العام للعمل في شركة توتال إنرجي إن المشاركة في الإضراب عبر المواقع الفرنسية بلغت نحو 60%.
من جانبها، أكدت توتال إنرجي -يوم الأربعاء- أن محطات الوقود في فرنسا لديها مخزون كافٍ للتعامل مع أي إضرابات محتملة أعلنها عمال النقابات يوم الخميس، احتجاجًا على إصلاح نظام المعاشات التقاعدية في فرنسا.
وقالت الشركة إن فرق توتال جاهزة بالكامل للتعامل مع أي طلب أعلى من المعتاد على الوقود في الأماكن المحيطة بالإضراب، بحسب رويترز.
الإضراب في إكسون موبيل
لم تتوافر على الفور الأرقام الخاصة بمواقع مصافي إيسو، التي تديرها شركة إكسون موبيل.
وقال مندوب الاتحاد العام للعمل في مصفاة إيسو في بلدية فوس سور مير، ليونيل أربيول: "لا يوجد تعطيل" للمصفاة، مثل الخريف الماضي، موضحًا أن هناك "بروتوكول إضراب جرى توقيعه مع إدارتنا بأنه لن يخرج أي وقود لمدّة 24 ساعة، بدءًا من الساعة الخامسة صباح اليوم حتى الخامسة صباح الغد".
وفي الواقع، تُعد الحركة -بالتالي- أقرب إلى تعطيل جزئي للمصفاة، إذ "لا يوجد خروج للشاحنة أو العربات أو الوقود عبر خط الأنابيب"، وفق ما نقلته إذاعة "آر إم سي" الناطقة باللغة الفرنسية (RMC).
وعلى الرغم من هذا الحظر لمدّة 24 ساعة، فإن التداعيات "في محطات الخدمة ما تزال معتدلة. تمكنا من الحصول على عدد قليل من المحطات في حالة نقص جزئي. واليوم، عندما يدخل قطاع النفط في إضراب لمدّة 24 ساعة، سيكون هناك تأثير، ولكنه ليس هو نفسه الذي حدث في خريف (2022)"، بحسب ما أكده ليونيل أربيول.
ومع ذلك، فإن أربيول لم يستبعد تشديد حركة الاحتجاجات بعد 31 يناير/كانون الثاني: "سنقرر -في الأيام المقبلة- زيادة حجم الإضراب، اعتمادًا على استجابة الحكومة للتعبئة التي شهدتها الأيام الأخيرة".
تداعيات إضراب قطاع الطاقة في فرنسا
كما حدث خلال إضراب 19 يناير/كانون الثاني، فقد حُظرت شحنات الوقود في فرنسا إلى المستودعات، وكان الشعار المعتاد: "لا شيء يدخل، لا شيء يخرج".
وتخطط ناقلات النفط -أيضًا- لاتخاذ إجراءات محلية مع موظفي البنية التحتية للمواني، الذين يمكن تنظيم أحداث مشتركة معهم.
ودعا الاتحاد العام للعمل، المواني والأرصفة إلى إضراب لمدة 24 ساعة اليوم الخميس، بحسب المعلومات التي رصدّتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن إذاعة "فرانس إنفو" الناطقة باللغة الفرنسية (France Info).
وحذّر السكرتير الفيدرالي للاتحاد الوطني للمناجم والطاقة في الاتحاد العام للعمل، فابريس كودور، من أن عمال الكهرباء وشركات الغاز يجب ألا يتسببوا في انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين، ولكن من المتوقع حدوث تخفيضات في الإنتاج بدءًا من يوم الخميس.
وقال -في تصريحات يوم الأربعاء-: "ندعو إلى إضراب لمدّة 48 ساعة. سيكون هناك بالتأكيد تخفيضات في الإنتاج، ربما من الليلة، وربما غدًا بشكل أكبر، خاصة في الطاقة النووية والكهرومائية، دون الوصول إلى مراحل تؤثر على المستخدمين".
وأضاف كودور أنه يجري النظر في توجيه ضربات تعطل أعمال الصيانة في المفاعلات النووية، وأنه لا يُمكن استبعاد التخفيضات المستهدفة لإمدادات الكهرباء.
من جانبها، قالت شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف"، إن نحو 100 ميغاواط من إمدادات الكهرباء خُفضت من خلال الإضراب الذي استهدف مفاعل بيلفيل 1 النووي؛ بينما لم يجرِ الإبلاغ عن أي انقطاع في إمدادات الطاقة الكهرومائية، بحسب ما أوردته وكالة روترز.
موضوعات متعلقة..
- أزمة الوقود في فرنسا تتجدد وتهديدات بإغلاق المصافي
- أزمة الوقود في فرنسا.. الإضراب يتجدد في المصافي رغم اتفاق توتال والنقابات
- أزمة الوقود في فرنسا تتفاقم.. وتوتال تعلن خطوة جديدة لتهدئة الموقف
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: النفط الروسي يواجه مشكلتين.. وهكذا اتجه إلى آسيا (تقرير)
- أسوة بالجزائر.. الغاز الليبي يترقب صفقة ضخمة مع إيطاليا خلال أيام
- 5 دول تقود مسيرة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. أبرزها المغرب ومصر
- إطلاق أول ممر شحن للشاحنات الكهربائية في أوروبا