استعمال الهيدروجين في التدفئة.. 32 دراسة تقدم نتائج صادمة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يحظى استعمال الهيدروجين في التدفئة باهتمام ضئيل؛ نظرًا إلى الصعوبات الكبيرة التي تحول دون ذلك، رغم مرونة هذا الوقود في العديد من القطاعات الأخرى مثل النقل والصناعات الثقيلة.
وما زالت هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم الجدوى والتكاليف اللازمة لنقل الهيدروجين بنسبة 100% في شبكة الغاز واستعماله للتدفئة والطهي، وفق المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم ذلك؛ فإن العديد من المؤسسات الكبرى ترى أنه لن يكون هناك دور حيوي لاستعمال الهيدروجين في التدفئة مستقبلًا، في حين تشير آراء أخرى إلى أن هذا ممكن من الناحية النظرية.
وبصفة عامة، بلغ الطلب على الهيدروجين مستوى قياسيًا في 2021، عند 94 مليون طن، مع سيطرة قطاعي التكرير والصناعة على أكثر من 99% من إجمالي الاستهلاك، وفق وكالة الطاقة الدولية.
وللاطلاع على حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022 بشأن أسواق النفط والغاز والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وغيرها إلى جانب توقعات 2023، يُرجى الضغط هنا.
إلى أيّ مدى يمكن استعمال الهيدروجين في التدفئة؟
ترى وكالة الطاقة الدولية أن استعمال الهيدروجين في التدفئة سيمثل جزءًا ضئيلًا يكاد لا يُذكر بحلول 2050 حتى في سيناريو الحياد الكربوني.
وأشارت الوكالة الدولية إلى إمكان تشغيل الغلايات بالهيدروجين أو الوقود المشتق منه مثل الأمونيا، إلى جانب احتمال أن يستعمل الوقود النظيف في تدفئة المناطق، التي يتزايد فيها الطلب على التدفئة، وذلك في سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050.
ومن المتوقع أن يمثل الهيدروجين 0.2% أو ما يعادل مليوني طن فقط من الطلب على الطاقة في قطاع المباني بحلول 2030، وفق سيناريو التعهدات المعلنة، كما يوضح الإنفوغرافيك التالي:
وتتوقع شركة النفط البريطانية بي بي أن يرتفع استهلاك الهيدروجين بصفة عامة 7 مرات في سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050، لكنها ترى أن استعماله في التدفئة سيكون ضئيلًا للغاية.
وتشير 32 دراسة مستقلة إلى أن استعمال الهيدروجين في التدفئة لن يكون له دور كبير مستقبلًا؛ نظرًا إلى أنه سيصبح أكثر تكلفة وأقل كفاءة مقارنة بالمصادر الأخرى المتاحة، وفق ما نشره مدير البرامج الأوروبية في مشروع المساعدة التنظيمية (RAP) -مركز أبحاث للطاقة- "جان روزينو" عبر صفته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.
بينما تقول حكومة المملكة المتحدة إنه بناءً على نتائج البحث والتطوير والاختبارات، قد تتخذ قرارًا بحلول 2026 بشأن ما إذا كان الهيدروجين مناسبًا للاستعمال في تدفئة المنازل أم لا.
كما خلصت لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس العموم البريطاني إلى أنه من المرجح أن يكون للغلايات التي تعمل بالهيدروجين دور محدود فقط في استبدال الغاز الطبيعي، الذي يمثل 85% من تدفئة المنازل بالمملكة المتحدة.
وأشارت اللجنة إلى أن الهيدروجين قد يؤدي دورًا أكبر في إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، التي لم تجد حلولًا خضراء بعد، وفق ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن الصحيفة البريطانية "فاينانشال تايمز".
آراء مغايرة
في وجهة نظر مخالفة، ترى الشركة البريطانية "ناشيونال غريد" -التي تدير شبكة نقل الكهرباء في المملكة المتحدة وأجزاء من أميركا- أن الهيدروجين قد يؤدي دورًا حيويًا في إزالة الكربون من قطاع تدفئة المباني.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، كيف يُسهم الهيدروجين في مزيج الطاقة بصفة عامة:
وأكدت الشركة أن التكنولوجيا متاحة مع تصنيع غلايات الهيدروجين؛ لذلك تحتاج فقط إلى تحوّل إستراتيجي واسع النطاق، بقيادة الحكومات، مشيرةً إلى إمكان وضع لوائح تتطلب أن تكون جميع الغلايات الغازية الجديدة جاهزة للاستعمال مع الهيدروجين، لضمان انتقال سلس عندما يحين وقت التحول إلى هذا الوقود النظيف.
وما يساعد على استعمال الهيدروجين في التدفئة هو إمكان نقله عبر شبكة الغاز الحالية وتخزينه بسهولة باستخدام التكنولوجيا التقليدية، حسب "ناشيونال غريد".
كما يرى مدير قسم الغاز في اتحاد شبكات الطاقة في المملكة المتحدة -الذي يمثل الشركات التي تدير البنية التحتية للكهرباء والغاز- جيمس إيرل، أن هناك حاجة إلى النظر في إمكان استعمال الهيدروجين في التدفئة، مشيرًا إلى أن إزالة الكربون من نظام التدفئة في بريطانيا يحتاج إلى الاعتماد على مصادر متنوعة، وفق ما نقلته صحيفة الغارديان.
وأضاف إيرل أنه رغم التكلفة المرتفعة للهيدروجين حاليًا؛ فإنه من المحتمل أن تنخفض تكلفته لتكون مماثلة للغاز الطبيعي بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- مبنى سكني يعتمد على الهيدروجين في التدفئة.. الأول من نوعه في أوروبا
- مشروعات الهيدروجين في 2022.. زخم مستمر وريادة عالمية
- الهيدروجين في مزيج الطاقة.. 10 تساؤلات عن أنواعه واستخداماته وأهميته
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط العراقي تنعش خزينة البلاد بإيرادات قوية خلال 2022 (إنفوغرافيك)
- حيلة جديدة لتصدير النفط الروسي وتخزينه بإحدى الدول العربية
- هل تؤمِّن الطاقة المتجددة في أوروبا 45% من احتياجات الكهرباء بحلول 2030؟