ناقلات الفحم الأسترالي تتكدس في مواني "كوينزلاند".. ما دور الصين؟
98 سفينة تنتظر في عدة موانٍ عالمية
هبة مصطفى
تكدّست ما يقرب من 100 سفينة لنقل شحنات الفحم الأسترالي بالمواني غير الرئيسة في ولاية كوينزلاند، اليوم الإثنين 23 يناير/كانون الثاني، مسجلة ارتفاعًا عن معدل انتظار السفن الأسبوع الماضي.
وتُعزى حالة الزحام قبالة مواني تحميل الفحم بالولاية إلى ارتفاع الطلب الصيني على الوقود الملوث من أستراليا مقارنة بالآونة الماضية، جنبًا إلى جنب مع موجة الطقس السيئ والأمطار التي أغرقت المرافق، بحسب منصة آرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
وكانت بكين قد أعلنت، مطلع شهر يناير/كانون الثاني الجاري، استئناف عملية شراء الفحم من أستراليا عقب عامين من توقفه إثر حظر فُرض في أعقاب نشوب خلافات سياسية بين البلدين.
بيانات السفن والمواني
شهد اليوم انتظار 98 سفينة لنقل الفحم الأسترالي موزّعة على موانٍ عدة غير رئيسة بولاية كوينزلاند؛ ما سبّب حالة من التكدس والزحام غير المعتاد.
وبصورة تفصيلية، توقّفت 52 سفينة قبالة ميناءي "دي بي سي تي" و"هاي بوينت"، بجانب 12 سفينة أخرى قبالة ميناء "أبوت بوينت".
وترتفع تلك المعدلات عن بيانات انتظار السفن، العام الماضي، المقدرة بنحو 24 سفينة قبالة مواني محطتي "دي بي سي تي" و"هاي بوينت"، و3 سفن قبالة ميناء "أبوت بوينت".
كما شهد ميناء غلادستون -الذي تبلغ سعته 102 مليون طن سنويًا من الفحم- طوابير لنحو 34 سفينة نقل إضافية، ارتفاعًا من 23 سفينة سُجلت يوم 16 من الشهر الجاري.
أسباب التكدس
يرجع تكدس ناقلات الفحم الأسترالي قبالة بعض المواني في ولاية كوينزلاند إلى زيادة الطلب الصيني على الوقود الملوث ضمن إجراءات التعافي من تداعيات موجات جائحة كورونا والإغلاقات.
وجذب الفحم الأسترالي أنظار بكين مرة أخرى، وتزايد الإقبال على شراء فحم الكوك عقب رفع الحظر والتخلي عن قيود الجائحة، وتلقّت الشركات العاملة بالمناجم الأسترالية طلبات شراء من الصين لتأمين الشحنات.
وبينما أخذ بعض المشترين الصينيين زمام المبادرة وتعاقدوا بالفعل على شحنات، يترقب آخرون آليات تفريغ أولى الشحنات في أعقاب وصولها إلى مواني بكين.
ومن جانب آخر، تسببت الأمطار والعواصف، التي ضربت الولاية، في إغراق مرافق المواني والسفن وتعطل انطلاق الناقلات.
ويكشف الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- عن أن أستراليا حلّت في المرتبة الرابعة ضمن أكثر دول منتجة للفحم عالميًا، وفق بيانات شركة النفط البريطانية "بي بي" عن عام 2021:
وتضرر ميناء "دي بي سي تي" ذو سعة الـ85 مليون طن سنويًا، وميناء "هاي بوينت" ذو سعة الـ55 مليون طن سنويًا؛ إثر الأمطار والعواصف التي ضربت مناطق بالولاية واستمرت من 14 يناير/كانون الثاني الجاري حتى 17 من الشهر ذاته.
ويعكف الميناءان على إجراء بعض الإصلاحات وبناء مخزونات الوقود الملوث التالفة قبل التحميل، ودفع حجم الضرر نحو اضطرار ميناء "دي بي سي تي" إلى إعلان حالة القوة القاهرة.
ومن المقرر أن تستغرق أعمال الإصلاح وبناء المخزونات بالميناء ما يتراوح بين 10 و14 يومًا، وفق تقديرات منتج الفحم الأسترالي "بوين كوكينغ كول".
أسعار الفحم وعودة صينية
ارتفعت أسعار غالبية أنواع الفحم الأسترالي، وسجّل الفحم المسحوق 311.27 دولارًا/طن يوم 20 من الشهر الجاري للتسليم على ظهر السفينة، وهو معدل يزيد على تقديرات أسعار شهر أغسطس/آب 2022 البالغة 177 دولارًا/طن.
وحذا فحم الكوك الصلب حذو الفحم المسحوق؛ إذ بلغ 323.85 دولارًا/طن للتسليم على ظهر السفينة مرتفعًا عن تقديرات 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي المقدرة بنحو 320.80 دولارًا/طن.
ومع رفع الحظر الصيني المفروض على شراء الفحم من أستراليا منذ عامين، حصلت 4 شركات تعد الأكبر في صناعة الصلب في بكين -مطلع الشهر الجاري- على إذن حكومي باستئناف الواردات.
وتعتمد الصين على واردات الفحم من أستراليا للحصول على ربع واردات الوقود الملوث (25%)، لكن انخفضت تلك الشحنات مع نشوب الخلاف بين البلدين عام (2020) إلى 70.6 مليون طن متري بعدما كانت قد وصلت إلى 92.1 مليون طن متري في العام السابق له 2019.
اقرأ أيضًا..
- إيران تنقل 2.1 مليون برميل نفط إلى سوريا.. وحيلة جديدة لسهولة عبور قناة السويس
- استثمارات الطاقة المتجددة في أميركا قد ترتفع إلى 114 مليار دولار سنويًا
- أنواع السخانات الشمسية في مصر وكيفية اختيار الأفضل