أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا تواجه مصيرًا غامضًا
عقب اندلاع حريق وتعليق الإنتاج منذ ديسمبر 2022
هبة مصطفى
عادت أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا "محطة بريلود" لتثير الجدل من جديد؛ إذ لم تحدد شركة شل موعدًا لاستئناف الإنتاج والتشغيل -حتى الآن- عقب حريق اندلع بها في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي (2022).
ورغم حالة الضبابية التي تلاحق إنتاج سفينة "بريلود" المستقرة غرب أستراليا وانقطاعه بين الحين والآخر، كشف مسؤول بالشركة عن خطوات التعامل مع تداعيات الحريق، بحسب ما نقلته صحيفة إل إن جي برايم (LNG Prime) عن تصريحات له.
وكانت أولى شحنات أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا -التي تملك شركة شل بها حصة قدرها 67.5%، وشركة إنبكس اليابانية 17.5%، وشركة كوغاز الكورية الجنوبية 10%، وسي بي سي التايوانية 5%- قد انطلقت في يونيو/حزيران عام 2019، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
حريق بريلود
اندلع حريق "محدود" في حاوية توربين بأكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا في النصف الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، وتمكّن القائمون على السفينة بريلود من السيطرة على الحريق واحتوائه، غير أن شركة شل الأنغلوهولندية المشغلة للمحطة قررت تعليق الإنتاج.
ولم تُشِر الشركة، لدى إعلانها تعليق الإنتاج، إلى السقف الزمني اللازم لعمليات التأمين والصيانة، لكن المتحدث باسمها قال، في تصريحاته المنشورة مساء الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني، إن الشركة تعمل على استئناف الإنتاج دون التطرق إلى موعد محدد.
وأضاف أنه يجري العمل على نحو منهجي لبحث عودة الإنتاج بالنظر إلى اعتبارات الأمن والسلامة والاستقرار.
ووقع الحريق وتعليق الإنتاج في توقيت حرج للغاية؛ إذ تواجه الأسواق الأوروبية طلبًا مرتفعًا على الغاز مع غياب التدفقات الروسية واقتراب فصل الشتاء ومتطلبات التدفئة من ذروتها.
وكانت أسواق الطاقة تعول على أن إنتاج أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا البالغ 3.6 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى 1.3 مليون طن من المكثفات و400 ألف طن من غاز النفط المسال، قد يسهم في إنقاذ أسواق القارة العجوز المتعطشة وكبح جماح الأسعار.
أداء سنوي متعثر
كان أداء بريلود، على مدار العام الماضي (2022)، متعثرًا بعض الشيء، ولم تكد السفينة تلتقط أنفاسها بعد توقف الإنتاج وتعلن انطلاق الشحنات إلا وتواجه بعدها عقبة تثير القلق من جديد.
ويبدو أن شهر ديسمبر/كانون الأول يحمل أحداثًا مؤسفة لسفينة بريلود؛ فبعد أن توقفت السفينة عن العمل إثر حادث لحق بها نهاية عام (2021) عادت إلى الإنتاج مرة أخرى في أبريل/نيسان الماضي.
وعقب انتظام الإنتاج في سبتمبر/أيلول الماضي والتوصل إلى حل ينهي إضرابات واحتجاجات عمالية بنحو 3 أشهر وقع الحريق وعُلق الإنتاج من جديد، وأثارت تداعيات التعليق حينها المخاوف من ارتفاع أسعار الغاز المسال في السوق الفورية.
وتتعلق الأنظار بإعلان نتائج أعمال شركة شل عن العام الماضي (2022) بحلول فبراير/شباط المقبل، والتي تبدو أنها ستحمل بيانات خاصة حول أداء السفينة بريلود الأكبر في العالم.
شركة شل وبريلود
انخفضت توقعات شركة شل، المُشغلة لأكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا، لأداء الربع الرابع للعام الماضي (من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر/كانون الأول)؛ إذ أشارت، قبل أسبوع، إلى أن أحجام الإسالة قد تتراوح بين 6.6 مليونًا و7 ملايين طن بنهاية الربع، وهي توقعات أقل من المطروحة مسبقًا بما يتراوح بين 7 ملايين و7.6 مليون طن.
وأرجعت الشركة توقعاتها غير المتفائلة حول أداء الربع الأخير من العام الماضي (2022) إلى الانقطاعات التي شهدها إنتاج سفينة بريلود بما يفوق المستويات المتوقعة، بجانب مشكلات في تشغيل مشروعات مشتركة مع شركات أسترالية.
وكانت الشركة الأنغلوهولندية قد حققت أرباحًا قوية، خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الماضي (3 أرباع فصلية)، بما يصل إلى 30 مليار دولار، مدفوعة بارتفاع أسعار الطاقة عقب الحرب الأوكرانية والعقوبات المفروضة على روسيا.
اقرأ أيضًا..
- إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات أسعار النفط 10% خلال 2023
- أول محطة لاستيراد الغاز المسال في هونغ كونغ تبدأ خطوة جديدة في 2023
- سلطنة عمان تبرم 5 صفقات في الغاز المسال والهيدروجين
- الغاز النرويجي يغزو أوروبا في 2023 رغم ثبات الإنتاج.. هل تواصل الجزائر المنافسة؟