إلى أين تتجه مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في 2023؟ (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يشهد إعلان مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه طفرة قوية عالميًا في الأعوام القليلة الماضية، لكن التنفيذ على أرض الواقع يحتاج إلى الكثير من الدعم.
وارتفعت المشروعات المعلَنة لالتقاط الكربون وتخزينه بنسبة تزيد على 50% في عام 2022، لكن يحتاج العالم إلى المزيد لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050، وفق تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي.
ويوضح التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- اتجاهات مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، خلال العام الجاري (2023)، بعد الطفرة الأخيرة.
ولمتابعة حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022 بشأن أسواق النفط والغاز والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وغيرها، إلى جانب توقعات عام 2023، يُرجى الضغط هنا.
هل تتحول المشروعات من الإعلان إلى التنفيذ؟
من المتوقع دخول 166 مليون طن سنويًا من سعة تخزين الكربون مرحلة التطوير على مدار عام 2023، وفق تقرير وود ماكنزي.
ومع ذلك؛ فإن سعة مشروعات احتجاز الكربون التي تهدف إلى الحصول على قرار الاستثمار النهائي تبلغ 98 مليون طن سنويًا فقط في 2023.
ومن المرجح أن تدخل غالبية مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه مرحلة التشغيل بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، حسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وارتفع عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا لأعلى مستوى على الإطلاق عند 196 مشروعًا خلال الأشهر الـ12 المنتهية في سبتمبر/أيلول 2022، بزيادة 61 مشروعًا على أساس سنوي، بحسب التقرير السنوي للمعهد العالمي لالتقاط الكربون وتخزينه.
ونتيجة لذلك؛ زادت قدرة مشروعات احتجاز الكربون المخططة إلى 244 مليون طن سنويًا، بنهاية سبتمبر/أيلول 2022، مقابل 169 مليون طن سنويًا قبل عام واحد، كما يوضح الإنفوغرافيك التالي:
زيادة دعم السياسات الحكومية
تؤدي السياسات الحكومية دورًا رئيسًا في الجدوى الاقتصادية لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، ومن شأن زيادة الدعم أن تدفع نمو المشروعات في 2023.
ووفّر الدعم الحكومي أكثر من 50% من الإنفاق لإنجاز مشروعات التقاط الكربون على أرض الواقع، ومن المرجّح أن يستمر هذا الاتجاه، خلال العام الجاري، ويتوسع إلى مناطق جديدة.
وفي آسيا -التي تخلّفت في السابق عن المناطق الأخرى- تعمل ماليزيا وإندونيسيا على وضع اللمسات الأخيرة بشأن اللوائح والحوافز الخاصة باحتجاز الكربون وتخزينه، مع التركيز أولًا على إزالة الكربون من إنتاج الغاز الطبيعي.
ويُتوقَّع أن تحرز الهند واليابان تقدمًا في مشروعات التقاط الكربون، كما تخطو تايلاند والصين خطوات واسعة في إطار تمويل المشروعات في 2023.
وفي الولايات المتحدة، من المرجّح أن تشهد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه طفرة ملحوظة هذا العام، بفضل الدعم الحكومي، خاصة من قانون خفض التضخم الأميركي، الذي أقرّه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أغسطس/آب 2022.
ويوضح الرسم التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، حالة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه حول العالم:
زيادة عمليات الاندماج والاستحواذ
ترغب الشركات في بناء منشآت بمراكز احتجاز الكربون وتخزينه الأكثر تميزًا؛ لأن الموقع يُعَد عاملًا رئيسًا في إزالة الكربون، لكن ذلك يستغرق سنوات وفرق تطوير مخصصة.
ومن المتوقّع أن يشهد عام 2023 موجة من عمليات الاندماج والاستحواذ؛ حيث تسعى الشركات للحصول على مزايا المتحرك الأول أو المبادر الأول -الحصول على ميزة تنافسية عن الشركات الأخرى- في مواقع جغرافية جديدة.
ويساعد على ذلك تيسير السياسات واللوائح وأهداف الشركات والدول المتزايدة باستمرار في مسعى لتحقيق هدف واحد وهو إزالة الكربون.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا ترتفع 44% خلال عام
- احتجاز الكربون بين مؤيد ومعارض.. هل يُسهم في معالجة أزمة المناخ؟
اقرأ أيضًا..
- دول الخليج تفجر ثورة الهيدروجين الأخضر.. والمنافسة تشتد بين السعودية والإمارات وعمان
- بريق النفط في غايانا يغري دول الكاريبي لانتشالها من الفقر (تقرير)
- أهم التطورات بأسواق الطاقة خلال عامين في 10 رسوم بيانية