حقل بقيق.. طريق السعودية لتغذية العالم بالمشتقات النفطية (تقرير)
يغطي 6% من الاستهلاك العالمي
أحمد بدر
بعد 7 سنوات فقط من بدء عمليات التنقيب عن النفط في السعودية عام (1933)، خرج حقل بقيق النفطي إلى النور، ليصبح نقطة تحول في تاريخ إنتاج النفط بالمملكة.
ويضم الحقل السعودي أكبر مرفق لمعالجة النفط في السعودية، بجانب أكبر معمل في العالم، لا سيما أن طاقته الإنتاجية تتجاوز 7 ملايين برميل يوميًا، إذ تجري داخل معامله عمليات المعالجة لنحو 70% من إنتاج شركة أرامكو.
ويمثّل إنتاج معامل حقل بقيق نحو 6% من إجمالي استهلاك المشتقات النفطية العالمي، في حين يُقدّر إجمالي الاحتياطيات المؤكدة في الحقل بنحو 22.5 مليار برميل، وحتى عام 2019 كان إنتاجه النفطي اليومي يصل إلى 400 ألف برميل يوميًا.
تاريخ حقل بقيق
اكتُشف الحقل النفطي العملاق في عام 1940، من جانب شركة أرامكو، التي أدركت حاجة البلاد إلى النفط الخام من هذا الحقل في أسرع وقت ممكن، فعملت على تطويره على وجه السرعة، ليبدأ إنتاجه في العام نفسه، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأ الإنتاج من حقل بقيق على الرغم من استمرار أعمال تطويره، إلا أنه أُغلق مع الحرب العالمية الثانية التي عطّلت أعمال الحفر فيه، قبل أن تعود مرة أخرى في عام 1944 والكشف عن كميات ضخمة من الاحتياطيات، ودعت شركة أرامكو إلى إقامة مرافق سكنية وصناعية في المنطقة.
وبحسب تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن حقل بقيق ظل حتى عام 1950 أحد 3 حقول نفطية تملكها شركة أرامكو السعودية وتُنتج منها، قبل أن تعمل الشركة على توسعته في عام 1981 بإضافة معامل جديدة، لتصبح مركزًا رئيسًا لمعالجة الخام العربي الخفيف.
أهمية الحقل الدولية
يحظى حقل بقيق بأهمية خاصة على المستوى الدولي، إذ إنه يربط بين السعودية والبحرين من خلال خط أنابيب تأسس عام 1945 بطول 110 كيلومترات، كما تبلغ سعته الإجمالية 350 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
ويشمل خط الأنابيب 3 أجزاء، الجزء الأول بحري يربط بين معامل بقيق ومصفاة باكو البحرينية، ويبلغ طوله 42 كيلومترًا، والجزء الثاني بري سعودي، بطول 42 كيلومترًا، والجزء الثالث بري بحريني، بطول 28 كيلومترًا.
كما يحتوي الحقل على معمل يعالج الخام العربي الخفيف والخام العربي الخفيف جدًا، بالإضافة إلى معمل آخر لمعالجة الغاز الطبيعي، ومعامل لتحلية المياه وتوليد الكهرباء وإنتاج البخار، بجانب معامل أخرى لضخ الزيت وتنقية الهواء وضغطه.
إنتاج حقل بقيق
ينتج حقل بقيق النفطي ما يصل إلى 7 ملايين برميل يوميًا من الخام، بالإضافة إلى نحو 210 ملايين قدم مكعبة من الغاز يوميًا، و200 ألف برميل من المكثفات، وفق بيانات نشرتها صحيفة الرياض السعودية، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستقبل معامل الحقل 3 أنواع من الخام، وهي العربي الخفيف جدًا من حقلي بقيق والشيبة، والعربي الخفيف من حقلي الغوار والحرملية، والمكثفات من معامل الغاز من جنوب مركز الشركة، إذ يُنقل للتصدير، أو إرساله إلى الجبيل وينبع ومعامل التركيز في رأس تنورة والرياض ورابغ، وينبع وجدة لاستعماله في صورة لقيم للمصافي.
وبالنسبة إلى إنتاج الحقل من الغاز، حسبما نشر موقع "ويكيواند"، فإنه يذهب إلى معملين للغاز في مناطق شدقم والبري، إذ يخضع هناك لعمليات المعالجة والاستخلاص، في حين تذهب سوائل الغاز الطبيعي إلى معامل التكرير في رأس تنورة والجعيمة.
الحقل وأعمال التخريب
تعرّضت معامل حقل بقيق في عام 2006 لأعمال إرهابية باستخدام سيارتين مفخختين، انفجرت واحدة منهما في إحدى غلايات المصافي، ما أسفر عن تعطلها بالكامل، في حين تمكنت قوات الأمن من تعطيل السيارة الأخرى وإحباط هجومها.
وفي سبتمبر/أيلول 2019، تعرّضت معامل الحقل لهجوم آخر من جانب جماعة الحوثي باستخدام الطائرات المسيرة دون طيار، ما أسفر عن نشوب حريق في الحقل، وأدى إلى ارتفاع قوي في أسعار النفط وتراجع الإمدادات عالميًا بنسبة 5%، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- تاريخ اكتشاف النفط في السعودية.. رحلة المملكة لتحتل موقع الصدارة عالميًا
- قيمة صادرات السعودية من النفط تنتعش بقوة خلال 2021 (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- بالأرقام.. صادرات النفط الروسي إلى تركيا تتفوق على العراق
- بالأرقام.. تكلفة أول محطة طاقة نووية في المغرب وموعد الاتفاق الجديد (خاص)
- أحدث 6 روبوتات لتنظيف الألواح الشمسية (فيديو)