بوتين يعتزم زيادة صادرات الغاز الروسي إلى الصين.. ويكشف عن آلية جديدة للأسعار الأوروبية
محمد عبدالسند
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده سترفع صادرات الغاز الروسي إلى دول الشرق، لا سيما الصين، وإنها ستحدد أسعار البيع إلى أوروبا باستخدام منصة إلكترونية، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
جاء ذلك في كلمة للرئيس الروسي خلال مشاركته الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول (2022) في اجتماع مع مسؤولين حكوميين.
وتتطلّع موسكو إلى تعزيز صادرات الغاز إلى بلدان مثل الصين وتركيا، في حين قادت الحرب الأوكرانية إلى تقويض التجارة مع الغرب، بالإضافة إلى أن إعادة بناء البنية التحتية قد تستغرق سنوات، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
إنشاء شبكة غاز
في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، طرح بوتين فكرة إنشاء شبكة غاز في تركيا في أعقاب سلسلة من الانفجارات هزت خط أنبوب "نورد ستريم" الروسي أسفل بحر البلطيق، ما وضع حدًا لمبيعات الغاز مباشرة إلى ألمانيا.
وأضاف بوتين، في كلمته: "دول الجوار من بين المستهلكة الأساسية للغاز الروسي، وأعدادها تتنامى، ومن بينها تركيا، ونعتزم إنشاء شبكة غاز في السنوات المقبلة".
وتابع: "لكن إذا تحدّثنا عن إنشاء منصة إلكترونية، فمن الممكن أن تتبلور الفكرة على الأرض خلال الشهور القليلة المقبلة، وسنحدد السعر النهائي لمستهلكي الغاز لدينا في أوروبا، لأن ما يفعلونه على منصاتهم هو ضرب من الجنون".
بوتين يتوجّه شرقًا
لطالما انتقد بوتين دول القارة العجوز لاختيارها آليات تسعير فورية للغاز بدلًا من العقود طويلة الأجل التي كانت عماد صادرات الغاز من قبل غازبروم، عملاقة الطاقة الروسية الحكومية.
وبينما لم يدلِ الرئيس الروسي بأي تفاصيل بشأن المنصة الإلكترونية، فإنه أشار إلى أن موسكو ستدعم مبيعات الغاز إلى الشرق.
وشرعت روسيا في بيع الغاز الطبيعي إلى الصين في نهاية عام 2019، عبر خطوب أنبوب "باور أوف سيبيريا"، الذي ورّد قرابة 10 مليارات متر مكعب من الغاز في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى سعته القصوى عند 38 مليار متر مكعب في عام 2025.
وتحل روسيا -الآن- في المركز الثالث في قائمة موردي الغاز إلى البلد الآسيوي الأكثر سكانًا في العالم.
وكان بوتين قد أبرم في فبراير/شباط (2022) اتفاقيات لبيع 10 مليارات متر مكعب من الغاز إلى الصين، من جزيرة سخالين في الشرق الأقصى.
كما تعتزم روسيا بناء خط أنبوب جديد يحمل اسم "باور أوف سيببريا 2"، عبر منغوليا مع وجود خطط لبيع 50 مليار متر مكعب إضافية من الغاز سنويًا.
وحول هذا السيناريو، قال بوتين إن تلك المشروعات ستساعد روسيا على دعم مبيعات الغاز إلى الصين، بواقع 48 مليار متر مكعب سنويًا بحلول عام 2025، على أن تصل إلى 88 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، موضحًا أن هذه الكمية تزيد بأكثر من 60% عن إمدادات الغاز الروسي إلى الغرب في العام (2022).
تعاون روسيا والصين
الاتفاقيات الإستراتيجية في مجال الغاز المعلنة مؤخرًا بين روسيا والصين هي الأحدث في سلسلة التعاون بين موسكو وبكين الذي بدأ للمرة الأولى عام 2014، إذ أبرمت شركة غاز بروم ومؤسسة النفط الوطنية الصينية (سي إن بي سي) عقدًا طويل الأجل مدته 30 عامًا، لتزويد البلد الآسيوي بنحو 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا".
ويُعَد "باور أوف سيبيريا" خط الأنابيب الرئيس الذي يحمل إمدادات الغاز الروسي إلى الصين، والذي شرع في ضخ الإمدادات للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول عام 2019.
وتنتقل إمدادات الغاز عبر "باور أوف سيبيريا" الذي يصل طوله 3 آلاف كيلومتر، من حقل تشياندينسكوي -مركز إنتاج الغاز في ياقوتيا- إلى المستهلكين المحليين في الشرق الأقصى الروسي وإلى الصين.
وفي العام الحالي (2022)، شحنت روسيا صادرات تصل إلى 16.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين، من بينها 10.5 مليار متر مكعب عبر خط "باور أوف سيبيريا".
وإلى جانب الغاز، تحل روسيا في المركز الثاني في قائمة أكبر موردي النفط الخام إلى الصين بعد السعودية، إذ استوردت الصين 1.6 مليون برميل يوميًا من الخام الروسي عام 2021، بحسب تقديرات الجمارك الصينية.
موضوعات متعلقة..
- صفقات النفط والغاز بين روسيا والصين.. من المستفيد الأكبر؟
- رسالة من بومبيو.. لن نترك "ملعب" القطب الشمالي لروسيا والصين
- روسيا والصين والقطب الشمالي.. تحالف حقيقي أم زواج مصلحة؟
اقرأ أيضًا..
- تحديات تواجه مشروع أرامكو وأدنوك لتطوير مصفاة ضخمة في الهند
- الجزائر تمتلك أطول شبكة خطوط أنابيب غاز في أفريقيا.. ودول عربية بالقائمة
- أسعار النفط الخام تتراجع 1%.. وبرنت قرب 82 دولارًا