الطاقة الكهرومائية في زيمبابوي وزامبيا تواجه أزمة بعد توقف إنتاج سد كاريبا
هبة مصطفى
بدأت تداعيات الجفاف تُلقي بظلالها على القارة الأفريقية، ويبدو أن إنتاج الطاقة الكهرومائية في زيمبابوي وزامبيا على وشك مواجهة كارثة بعدما أعلنت السلطات المسؤولة عن نهر زامبيزي توقف إنتاج الكهرباء من سد كاريبا إثر نقص منسوب المياه.
ولن يقتصر الأمر على تأثر إمدادات الكهرباء في زيمبابوي فقط، بل قد يمتد إلى زامبيا أيضًا باعتبار أن محطة سد كاريبا -الأكبر في دول أفريقيا الجنوبية- تغذي الدولتين، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتضمن قرار سلطة نهر زامبيزي تعليق إنتاج الكهرباء من السد حتى شهر يناير/كانون الثاني المقبل؛ إذ إن منسوب المياه انخفض إلى ما دون المستويات المطلوبة لإنتاج الكهرباء، وفق ما أوردته بلومبرغ.
سد كاريبا
يُعَد سد كاريبا مصدرًا رئيسًا لإنتاج الإمدادات النظيفة في زيمبابوي وزامبيا؛ إذ يزود مرفق الكهرباء في هراري بالإمدادات اللازمة، ويشكل نقص منسوب المياه به خطرًا على التشغيل.
وحتى يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، سجل مستوى تخزين المياه بالسد 4.6%، وهو مستوى ينخفض عن المعدل المطلوب لتشغيل محطة "كاريبا ساوث بنك" الملحقة بالسد.
واكتفى مرفق الكهرباء في زيمبابوي "زيمبابوي باور" بالتأكيد على أنه يعمل على حل الأمر، دون التصريح بالخطوات المتبعة لذلك.
وكانت سلطة إدارة نهر زامبيزي قد أعلنت -قبل نحو شهر- انخفاض مستويات تخزين المياه بسد كاريبا لأدنى مستوياتها منذ بدء التشغيل الفعلي عام 1959.
وبصورة عامة، تشكل الطاقة الكهرومائية لزيمبابوي نصف سعتها المركبة؛ إذ تنتج ما يقرب من 1050 ميغاواط من إجمالي سعتها المركبة المقدرة بنحو 2100 ميغاواط.
محطات جديدة
تسعى زيمبابوي لتطوير إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة، وأضافت مؤخرًا توربينات ووحدات إلى محطات جديدة صغيرة الحجم تنتج الطاقة الكهرومائية من 3 سدود.
وأُلحقت محطة صغيرة بسد "موتيريكوي" مزودة بتوربينين تصل قدرة كل منهما إلى 2.5 ميغاواط، جنبًا إلى جنب مع إضافة محطة بقدرة 17 ميغاواط إلى سد "توكوي موكوسي"، وتعزيز سد "مانيوشي" بمحطة ثالثة بقدرة 5 ميغاواط.
ويوضح الرسم أدناه حجم إسهام المصادر الأحفورية ومصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء بالقارة السمراء، وفق بيانات شركة النفط البريطانية بي بي وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة:
ورغم الموارد المائية الضخمة بالبلاد؛ فإن موجات الجفاف الموسمية باتت تشكل خطرًا على مستويات تخزين المياه اللازمة لتشغيل المحطات وإنتاج الكهرباء.
ومع تزايد معدلات الجفاف، توالت المقترحات بتعزيز محطات الطاقة الكهرومائية بالسدود الـ3 بمشروعات طاقة شمسية على نطاق المرافق أو محطات للطاقة الشمسية العائمة.
وإثر إعلان سلطات نهر زامبيزي نقص منسوب المياه واضطراب إنتاج الكهرباء من سد كاريبا -قبل شهر- عادت هراري أدراجها ولجأت إلى محطة توليد الكهرباء بالفحم بطاقة 300 ميغاواط.
اقرأ أيضًا..
- محاولات حظر النفط الروسي لم ترفع الأسعار العالمية رغم تشدد الاتحاد الأوروبي (مقال)
- أدنوك الإماراتية تعتزم خفض إمدادات النفط لعملائها في آسيا خلال ديسمبر
- تصدير الغاز الطبيعي أم المنتجات البتروكيماوية.. أيهما أولوية لإيران؟ (مقال)
- مؤتمر التأثير العالمي 2022 برعاية منصة الطاقة
- رئيس غرينفيث: قمة المناخ فشلت في تحقيق أهم أهدافها.. وهذه بارقة الأمل الوحيدة