أمين عام أوابك لـ"الطاقة": النفط والغاز أساس الاقتصاد العالمي.. و3 دول عربية تقود المبادرات الخضراء
عبدالرحمن صلاح
أكد أمين عام أوابك علي سبت بن سبت، أهمية النفط والغاز للاقتصاد العالمي، ليس في الوقت الحالي فقط، وإنما على المدى الطويل، خاصة مع النمو السكاني المتزايد.
جاء ذلك في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، تزامنًا مع قمة المناخ كوب 27 التي تتواصل فعالياتها حاليًا في مصر، بمشاركة وحضور 120 من قادة وزعماء دول العالم ورؤساء الحكومات، وعدد من الشخصيات الدولية والخبراء ورؤساء المنظمات.
وتشارك الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" في القمة العالمية بصفة مراقب، من خلال الاجتماعات اليومية للفرق التفاوضية، لمناقشة مواد الاتفاقية المزمعة وبنودها، وكذلك الاجتماعات رفيعة المستوى وحضور الاجتماعات اليومية للفريق التفاوضي العربي، التي تعقدها جامعة الدول العربية ضمن فعاليات كوب 27.
وأشار علي سبت بن سبت، إلى الالتزام الطوعي لدول المنظمة تجاه قضايا تغير المناخ وتنفيذ قواعد اتفاق باريس، وتعزيز الاستجابة العالمية، للحفاظ على ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية هذا القرن إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أبعد من ذلك إلى 1.5 درجة مئوية.
أزمة الطاقة
"إن العالم يواجه اليوم ظروفًا معقدة، وأصبحت الأوضاع الجيوسياسية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، ما ترتب على ذلك حاجة دول العالم إلى مزيد من الطاقة من جميع مصادرها؛ النفط والغاز والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والهيدروجين، وبأقل انبعاثات"، بحسب تصريحات أمين عام أوابك التي اختص بها منصة الطاقة.
وتتوافق نظرة "بن سبت" هذه مع ما صرّح به في سبتمبر/أيلول الماضي، حول خطورة التوترات الجيوسياسية الحالية في 2022، وأثرها الكبير في ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.
إذ قال لمجلة أوابك الشهرية -التي تتابعها منصة الطاقة- إن "أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 50% خلال العام الجاري، مقارنة بنهاية 2021، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والعقوبات المتبادلة بين أميركا وأوروبا من جهة، وروسيا من جهة أخرى".
كما أشار إلى ارتفاع أسعار الغاز والمشتقات النفطية عالميًا، متوقعًا استمرار تلك القفزة ما دامت التوترات الجيوسياسية مستمرة، إلى جانب نقص الاستثمار في قطاع الوقود الأحفوري.
الطاقة الموثوقة ومنخفضة التكلفة
في تصريحاته اليوم الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني، أشار أمين عام أوابك إلى الحاجة لمزيد من الطاقة الموثوقة ومنخفضة التكلفة، منوهًا بأزمة الطاقة الحالية في ظل تنامي عدد سكان العالم الذي يُتوقع أن ينمو بمعدل 0.8% خلال المدة (2021-2045)، ليصل إلى 9.5 مليار نسمة بحلول عام 2045.
وبسؤاله عن الضغوط التي تواجهها الدول المنتجة للوقود الأحفوري، للتوقف عن الإنتاج والتركيز على الطاقة النظيفة، قال بن سبت: "إن الاقتصاد العالمي سيظل معتمدًا على النفط والغاز مصدرًا رئيسًا للطاقة، إذ سيستحوذان معًا على حصة 53% من مزيج الطاقة المتوقع استهلاكها في عام 2045".
مزيج الطاقة العالمي
يرى أمين عام أوابك أنه لتلبية الارتفاع في الطلب يحتاج العالم إلى استجابة شاملة تعتمد على مزيج أكثر تنوعًا لمصادر الطاقة المختلفة.
لذا، بادرت الدول الأعضاء في أوابك إلى وضع الإجراءات اللازمة لتنويع مزيج إنتاج الطاقة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضمان أمن إمداداتها للطاقة حتى إتمام مرحلة التحول الطاقوي، من أجل تنوع احتياجات شعوب العالم ومتطلباتها، مع الالتزام بخفض الانبعاثات، وهو ما تتجه إليه صناعة النفط والغاز حاليًا في دول أوابك.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته منصة الطاقة- مزيج الطاقة عالميًا في عام 2021 والتوقعات حتى عام 2045، اعتمادًا على بيانات منظمة أوبك.
وقال علي سبت بن سبت، إن "لدى تلك الدول خريطة طريق تتطلب الإسراع في تنفيذ مشروعات خفض الانبعاثات وتحسين كفاءة الطاقة التي تُنفذ بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وهذا الأمر يحتاج إلى استخدام التكنولوجيا الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية للقطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، والمزيد من التعاون التكنولوجي مع الدول المتقدمة، بهدف التحرك في المسار الصحيح نحو خفض الانبعاثات الكربونية، وضخ مزيد من الاستثمارات الضخمة في القطاعات الاقتصادية ذات الصلة".
المبادرات الخضراء
أشار أمين عام أوابك -في ختام تصريحاته إلى منصة الطاقة- إلى أبرز المبادرات الخضراء التي طرحتها عدد من الدول العربية ضمن فعاليات قمة المناخ كوب 27 في مصر.
وأشاد بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنتها السعودية، التي أطلقت -أيضًا- مركزًا إقليميًا للاقتصاد الدائري للكربون.
بينما أطلقت الإمارات منصة لتسريع التحول العادل لأنظمة الطاقة، بالشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
كما أطلقت مصر مبادرة المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد، منصةً دائمة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين الأخضر، بهدف تنسيق السياسات.
ويأتي تأكيد "بن سبت" أهمية جهود الدول العربية في التحول إلى الطاقة النظيفة خاصة الهيدروجين، توافقًا مع ما صرّح به سابقًا في حواره مع منصة الطاقة بتاريخ 21 يونيو/حزيران من العام الماضي (2021)، إذ استعرض -حينها- رؤيته لأبرز النماذج العربية.
وقال أمين عام أوابك، وقتها، إن "الدول العربية لديها المقومات والفرص اللازمة لتنفيذ مشروعات هيدروجين عملاقة، كونها تملك بنية تحتية ضخمة للغاز الطبيعي يمكن استغلالها للهيدروجين، علاوة على توافر مصادر الطاقة المتجددة بمقومات، من بينها ارتفاع سرعة الرياح وكثافة الإشعاع الشمسي في بعض المناطق، وموقعها الجغرافي المتميّز الذي يمكّنها من التصدير".
اقرأ أيضًا..
- رئيس إستونيا لـ"الطاقة": مستعدون لدعم نشر الطاقة المتجددة في أفريقيا
- وزير الكهرباء المصري لـ"الطاقة": محطة الضبعة النووية في أعلى مستويات الكفاءة والسلمية
- ساوند إنرجي: اهتمام بنقل الغاز المغربي إلى أوروبا.. وأول إنتاج في 2023
- أوروبا تريد الهيدروجين من خطوط نقل الغاز في المغرب والجزائر