وكالة الطاقة الدولية توضح رؤيتها لمستقبل الفحم في 3 سيناريوهات
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- إنتاج الفحم العالمي يكافح لمواجهة الطلب المرتفع منذ 2021
- توقعات باستمرار تراجع استثمارات الفحم عالميًا بعد هبوطها 20%
- استهلاك الفحم قد يتراجع 10% بحلول 2030، بموجب السياسات الحالية
- إنتاج الفحم عالميًا قد يهبط 90% في 30 عامًا، وفق سيناريو الحياد الكربوني
- تجارة الفحم عالميًا قد تنخفض 90% بحلول 2050، بموجب الحياد الكربوني
ترى وكالة الطاقة الدولية أن الآفاق المستقبلية للفحم تعتمد كثيرًا على إرادة العالم في مواجهة أزمة تغير المناخ، ومدى سرعة تطوير التقنيات النظيفة حتى تتحقق أهداف الحياد الكربوني.
وارتفع الطلب العالمي على الفحم بوتيرة قوية في العام الماضي (2021)، مع تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات وباء كورونا، بقيادة قطاع الكهرباء، لكن الإنتاج العالمي كافح لمواكبة ذلك، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود الأسود، حسب تقرير آفاق الطاقة السنوي، الصادر حديثًا عن وكالة الطاقة.
وانخفضت استثمارات الفحم عالميًا بأكثر من 20% منذ عام 2015، لتصل إلى متوسط سنوي يتجاوز 150 مليار دولار عام 2021، لكن من المتوقع زيادتها على المدى القريب؛ استجابةً لأمن الطاقة والمخاوف الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب التقرير الذي اطّلعت وحدة أبحاث الطاقة على تفاصيله.
الطلب على الفحم
رغم دعوات خفض استهلاك الوقود الأحفوري، ارتفع الطلب العالمي على الفحم من 5.220 مليار طن متري في عام 2010، ليصل إلى 5.444 مليار طن في عام 2021، بقيادة قطاع الكهرباء، إذ سجل التوليد من محطات الفحم مستوى قياسيًا في العام الماضي عند 10350 تيراواط/ساعة.
وفي سيناريو السياسات الحالية، تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض استهلاك العالم من الفحم بنسبة 10% هذا العقد (2021 - 2030)، ليصل إلى 5.149 مليار طن بحلول نهاية العقد، قبل أن يتراجع إلى 3.828 مليار طن عام 2050.
ويأتي ذلك مع توقعات تراجع الطلب بنسبة 45% في الاقتصادات المتقدمة بين عامي 2021 و2050، وبنحو 40% في الصين، ومع ذلك، يظل إجمالي استهلاك الفحم في الهند أعلى بنسبة 10% تقريبًا خلال المدة المقارنة.
أمّا سيناريو التعهدات المناخية المعلنة، فمن المرجّح أن يهبط الطلب على الفحم بنسبة 20% بحلول عام 2030، وبنحو 70% حتى عام 2050، مقارنة مع العام الماضي، ليصل إلى 4.539 و1.613 مليار طن على التوالي.
وبموجب هذا السيناريو، تتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع استهلاك الفحم في الدول المتقدمة بنسبة 65% بحلول 2030، على أن يبلغ الطلب ذروته في الصين أوائل العقد الحالي، وفي الهند أواخر العقد نفسه.
وفي سيناريو الحياد الكربوني، من المتوقع تراجع استهلاك الفحم عالميًا بنسبة 45% بحلول 2030 إلى 3.024 مليار طن، قبل أن يواصل الهبوط إلى 539 مليون طن فقط بحلول منتصف القرن الحالي، بانخفاض 90% عن العام الماضي.
وتأتي الصين في صدارة أكثر 10 دول استهلاكًا للفحم في العالم عام 2021، مع الوضع في الحسبان أن 1 إكساجول يساوي ما يقرب من 40 مليون طن من الفحم الصلب، أو 95 مليون طن من الفحم البني (فحم الليغنيت) والفحم شبه القاري (sub-bituminous coal)، وفق ما يرصده الإنفوغرافيك التالي:
إنتاج الفحم عالميًا
في سيناريو السياسات الحالية، تتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع إنتاج الفحم في العالم إلى 5.149 مليار طن بحلول 2030، مقابل 5.825 مليار طن في العام الماضي، مع انخفاض الاستثمارات والرغبة في التخلص التدريجي من الوقود الأكثر إطلاقًا للانبعاثات.
ومن المتوقع أن يواصل إنتاج الفحم الانخفاض بوتيرة كبيرة تصل إلى 25% في الـ20 عامًا التالية، ليسجل 3.829 مليار طن، مع تراجع إمدادات الصين بنحو 35%، وكذلك إنتاج الهند والاقتصادات المتقدمة بنسبة 20%.
في المقابل، يشير سيناريو التعهدات المناخية إلى انخفاض إنتاج الفحم العالمي لمستوى 4.539 مليار طن بنهاية العقد، قبل أن يهبط بنسبة 65% في الـ20 عامًا التالية، ليصل إلى 1.613 مليار طن عام 2050، على أن تمثّل الصين ثلثي تراجع المعروض العالمي.
وبموجب سيناريو الحياد الكربوني، الذي يتطلب التوقف الفوري عن استثمارات الوقود الأحفوري، ترى وكالة الطاقة أن إنتاج الفحم عالميًا قد يهبط إلى 3.024 مليار طن بحلول 2030، ثم إلى 0.539 مليار طن منتصف القرن، وهو ما يمثّل 10% فقط من إمدادات عام 2021.
ومن حيث الاستثمارات، تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الإنفاق على الفحم في جميع السيناريوهات هذا العقد، مع سياسات التخلص التدريجي من الفحم في توليد الكهرباء، بصفة خاصة.
ويُتوقع أن ينخفض متوسط الاستثمار السنوي بنسبة 30% بحلول 2030، في سيناريو السياسات الحالية، وبنسبة 50% في سيناريو التعهدات المناخية المعلنة، وبمقدار الثلثين في سيناريو الحياد الكربوني، وذلك مقارنة مع مستويات عام 2021 البالغة 150 مليار دولار.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المنتجة للفحم في العالم:
تجارة الفحم
تعدّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ المحرك الرئيس لتجارة الفحم الدولية، إذ تمثّل 75% من الواردات العالمية في عام 2021، بقيادة الصين -أكبر مستورد عالميًا-، في حين شكّلت أستراليا وإندونيسيا معًا 60% من صادرات الوقود الأسود في العام نفسه.
وبموجب سيناريو السياسات الحالية، تتراجع تجارة الفحم من 1.135 مليار طن العام الماضي إلى 999 مليون طن بنهاية العقد، ثم تنخفض قليلًا إلى 958 مليون طن بحلول 2050.
ومن المرجح ارتفاع واردات الاتحاد الأوروبي من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة وكولومبيا لاستبدال الواردات الروسية، بعد أن فرضت الكتلة حظرًا على الفحم الروسي بداية من أغسطس/آب 2022.
ومع ذلك، فإن إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الفحم قد ينخفض بنحو 50% بين عامي 2021 و2030، حسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.
ويوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، استهلاك الفحم في أوروبا بين عامي 1965 و2021:
وحسب التقرير -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- من المرجح أن تصبح الهند أكبر مستورد في العالم بحلول منتصف العقد الحالي، مع ارتفاع وارداتها بأكثر من 40% بين عامي 2021 و2050.
وفي سيناريو التعهدات المناخية المعلنة، تقدّر وكالة الطاقة انخفاض تجارة الفحم العالمية بنسبة 25%، لتصل إلى 859 مليون طن بحلول نهاية العقد الحالي، قبل أن تهبط 60% بحلو عام 2050، مسجلة 470 مليون طن.
أمّا في سيناريو الحياد الكربوني، فتنخفض تجارة الفحم عالميًا إلى 539 مليون طن بحلول 2030، ثم تهبط إلى 137 مليون طن فقط بحلول 2050، انخفاضًا بنسبة 90% عن مستويات عام 2021، إذ تُستبدل التقنيات النظيفة بالفحم، بسرعة، في نظام الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع الوصول لذروة استهلاك الوقود الأحفوري هذا العقد
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع استهلاك الفحم لأعلى مستوياته على الإطلاق
اقرأ أيضًا..
- اتهام أرامكو السعودية وسوناطراك الجزائرية بزيادة انبعاثات الميثان.. من يموّل التلاعب بالحقائق؟
- الربط الكهربائي أحد أسلحة العراق لمواجهة انقطاع التيار (تقرير)