مع اقتراب انطلاق أول بطولة كأس العالم لكرة القدم في المنطقة العربية، التي تستضيفها دولة قطر، يبدو أن آثارها بدأت تظهر بوضوح على وقود الطائرات في الشرق الأوسط.
فمن المتوقع أن يسافر أكثر من 1.2 مليون شخص إلى قطر للمشاركة في البطولة خلال المدة من 20 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأدى ذلك إلى زيادة الضغط على إمدادات وقود الطائرات في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، حسبما نشر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
الطلب على وقود الطائرات
قال المحلل في وكالة إس آند بي غلوبال كوميديتي إنسايتس وانغ دونغ، إنه من المرجح ارتفاع الطلب على وقود الطائرات في الشرق الأوسط خلال الربع الرابع بنسبة 32% على أساس سنوي.
وأرجع دونغ ذلك إلى عودة قطاع الطيران وتخفيف القيود المفروضة على السفر مقارنة بعام 2021، والانتعاش بفضل بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر.
وأضاف أنه من المتوقع انخفاض صافي صادرات وقود الطائرات من الشرق الأوسط بنسبة 12% على أساس سنوي في الربع الرابع لتلبية زيادة الطلب في المنطقة.
تراجع الإمدادات إلى أوروبا
من المتوقع أن تؤثر قلة وفرة وقود الطائرات في الشرق الأوسط للتصدير خلال الربع الرابع في المستوردين الأوروبيين.
وتستعد القارة العجوز لموسم سفر مزدحم بالعطلات في نهاية العام الجاري (2022)، بالإضافة إلى الطلب على التدفئة خلال فصل الشتاء، وقرب دخول قرار حظر المشتقات النفطية الروسية حيز التنفيذ في فبراير/شباط (2023).
وكان الطلب قويًا على وقود الطائرات في الشرق الأوسط حتى قبل كأس العالم، مع بقاء نافذة المراجحة مفتوحة مع الغرب.
وكانت المراجحة لإرسال شحنات وقود الطائرات/الكيروسين من الخليج العربي إلى شمال غرب أوروبا مفتوحة خلال المدة من أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول (2022) بحافز يتراوح بين 56 سنتًا/البرميل و3.73 دولارًا أميركيًا للبرميل، بناءً على بيانات إس آند بي غلوبال بلاتس.
وقال أحد المشاركين في السوق إنه لا يرى برنامجًا ضخمًا لاستيراد الوقود من شرق السويس خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، مشيرًا إلى نقص الإمدادات والبقاء في الميل إلى التراجع، لذا فإن العلاوات ترتفع.
(الميل إلى التراجع هي حالة تصف السوق عندما تتجاوز الأسعار الفورية الأسعار المستقبلية)
وأظهرت بيانات من شركة "كبلر" للأبحاث انخفاض تدفقات وقود الطائرات من الشرق الأوسط إلى أوروبا عند 4.26 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، مقابل 6.91 مليون برميل في سبتمبر/أيلول (2022).
وبلغت الشحنات لشهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022) حتى الآن 542 ألفًا و300 برميل.
ويرى تاجر مقيم في أبوظبي أن هذه المعدلات الضعيفة ممكن أن تدفع أي شركة تكرير إلى خفض إنتاج وقود الطائرات.
وقال: "الطلب يتزايد، لذا بصفة عامة سيؤدي إلى زيادة الضغط في السوق".
وأشار إلى أن المستوردين الأوروبيين قد يتطلعون إلى الشرق لتلبية احتياجاتهم.
وتابع: "كل ذلك سيعتمد على التدفقات الكورية والصينية، ويبدو أن هناك قدرًا معقولًا سيتدفق إلى أوروبا، وربما يكون كافيًا لتعويض الطلب من كأس العالم".
زيادة عدد الرحلات بين دبي والدوحة
من المرجح أن يقيم المشاركون في كأس العالم خارج قطر بسبب ارتفاع التكلفة والنقص في أماكن الإقامة.
ومن المتوقع أن تصبح دبي أفضل الخيارات للمشاركين، بصفتها مركز طيران إقليميًا.
وقال كبير المحللين في شركة أو إيه جي لتحليل بيانات الطيران جون غرانت، إن الأحداث الرياضية الكبرى عادة ما يكون لها تأثير محدود في سعة الخطوط الجوية الإقليمية، إلا أن نقص أماكن الإقامة وتعذّر الوصول إلى قطر عزّز الطلب على الطيران الإقليمي.
وتابع: "إنه حدث فريد، وموقع قطر غريب لأنها دولة صغيرة؛ لذا أصبحت الخدمات الجوية تحظى بأهمية كبيرة".
وأضاف غرانت أن الإمارات والسعودية لديهما سعة طيران إضافية إلى الدوحة ابتداءً من 14 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، موضحًا أن تزايد وتيرة التنقل من الإمارات إلى الدوحة ستؤدي إلى زيادة سعتها 3 أضعاف لتصل إلى 95 ألف مقعد في الأسبوع في كل اتجاه.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد الرحلات اليومية من دبي والدوحة، والتي تقدمها الخطوط الجوية القطرية وشركة فلاي دبي، إلى 48 رحلة مقابل 6 رحلات في المعتاد.
وأعادت قطر فتح مطار الدوحة الدولي للتعامل مع الزيادة في حركة المرور.
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ.. مدير آيرينا للطاقة: دول شمال أفريقيا لديها فرصة أكبر لتطوير الطاقة المتجددة
- تحركات جديدة لبدء إنتاج الغاز المغربي من غرسيف.. ومفاوضات للبيع
- شل تبدأ التنقيب عن النفط والغاز في مصر خلال 3 أشهر