ألمانيا توقع اتفاقًا لاستيراد الغاز الإسرائيلي عبر مصر
أمل نبيل
تعتزم ألمانيا استيراد الغاز الإسرائيلي بعد إسالته في مصر، ضمن مساعي البلاد لتأمين إمدادات إضافية من الطاقة خلال موسم الشتاء، لتعويض النقص في التدفقات الروسية التي تضررت بشدة منذ الحرب على أوكرانيا، التي اندلعت شرارتها الأولى في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).
وعلّقت روسيا إمدادات الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب نورد ستريم الرئيس بشكل كامل في 31 أغسطس/آب (2022)، بعد تقليصه منذ منتصف يونيو/حزيران (2022)، وفق المعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
ووقّعت شركة نيوميد إنرجي الإسرائيلية ويونيبر الألمانية مذكرة تفاهم غير ملزمة لاستكشاف طرق التعاون في توريد الغاز الطبيعي المسال على المدى القصير والطويل، وإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر، وفقًا لموقع نيوز إن ريليسيس (newsnreleases).
الغاز الإسرائيلي عبر مصر
وفقًا لمذكرة التفاهم الموقّعة بين الشركتين الإسرائيلية والألمانية، سيدرس الطرفان تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى ألمانيا على المدى القريب، باستعمال البنية التحتية الحالية للإنتاج والنقل، وخط أنابيب النقل بين مصر وإسرائيل، وبعد إسالة الغاز في مصر.
ويجري تسييل الغاز عن طريق تخليصه من بعض الشوائب، ثم تبريد غاز الميثان المتبقي إلى أقلّ من 160 درجة مئوية تحت الصفر، الأمر الذي يقلّص حجمه بحدود 600 مرة، ثم يُنقَل بحالته السائلة في خزّانات تبريد خاصة على ناقلات ضخمة تشبه ناقلات النفط، ثم يجري تفريغه وإعادته إلى حالته الغازية عن طريق تسخينه في موانٍ خاصة بالدول المستهلكة.
وستقوم إسرائيل بتوريد الغاز الطبيعي إلى منشآت الإسالة في مصر، ثم يُصَدَّر من هناك إلى ألمانيا.
وتمتلك مصر مجمّعين لإسالة الغاز الطبيعي في مدينتي دمياط وإدكو، وتتّسع محطة إسالة الغاز "إدكو" لقدرة تسييل سنوية تبلغ 7.2 مليون طن، عبر خطَّي إنتاج، وتبلغ طاقة محطة دمياط 7.56 مليار متر مكعب سنويًا.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لمذكرة التفاهم الموقّعة بين شركتي نيوميد ويونيبر، سيحقق الجانبان في جدوى تسليم الغاز الإسرائيلي من حقل ليفياثان إلى يونيبر، الأمر الذي سيتطلب توسيع البنية التحتية الحالية للحقل، بالإضافة إلى تسييل الغاز بإحدى المحطات الحالية في مصر، أو في منشأة تسييل عائم مستقلة حديثة البناء في إسرائيل.
وارتفع إنتاج إسرائيل من الغاز الطبيعي بنسبة 22%، خلال النصف الأول من عام 2022، إلى معدلات قياسية، تجاوزت 10.85 مليار متر مكعب، وجاء أغلب زيادة الإنتاج من حقلي تمار وليفياثان بشرق البحر الأبيض المتوسط.
إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق
تماشيًا مع الخطة الإستراتيجية لشركة نيوميد الإسرائيلية التي تهدف إلى تعزيز الطاقة الخضراء، تتضمن مذكرة التفاهم -أيضًا- التعاون المحتمل في مجال الهيدروجين الأزرق والهيدروجين الأخضر، وتصديره من إسرائيل إلى أوروبا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد، يوسي أبو: "سيكون الغاز الطبيعي أهم مصدر للطاقة في العالم خلال المدة المقبلة، ويعدّ حقل ليفياثان من أهم حقول الغاز في الشرق الأوسط، إذ يوفر الطاقة لإسرائيل ودول أخرى في المنطقة، وسيكون قادًرا على مساعدة أوروبا في تجاوز أزمة الطاقة الحالية".
وكانت دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على موسكو في تلبية ما يقرب من نصف احتياجاتها من الغاز قبل توتّر العلاقات بين الطرفين، مع الهجوم على أوكرانيا وما تلاه من عقوبات غربية على قطاع الطاقة الروسي.
وقال مدير عام شركة يونيبر، نيك دن هولاندر: "يتناسب هذا التعاون مع نيوميد إنرجي مع إستراتيجيتنا لتنويع مصادر إمدادات الغاز وتمهيد الطريق لعالم خالٍ من الكربون".
وأضاف أن الحصول على غاز إسرائيل من شأنه أن يزيد من أمن الإمدادات في ألمانيا.
وتمتلك إسرائيل حقلين متطورين للغاز الطبيعي، وهما تمار وليفياثان، وبدأت تل أبيب تصدير الغاز إلى مصر العام الماضي (2021)، ومنذ ذلك الحين، سلّمت تل أبيب ما معدله 5 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز إلى مصر، عبر خط أنابيب غاز شرق البحر الأبيض المتوسط عسقلان-العريش.
وكانت مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي قد وقّعت في يونيو/حزيران (2022) اتفاقية على هامش فعاليات منتدى غاز شرق المتوسط، سيُصَدَّر بموجبها الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، بعد إعادة تسييله في مصر، وهي الصفقة التي انفردت بها منصّة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- حقل زيوس يضيف 13 مليار متر مكعب لاحتياطي الغاز الإسرائيلي
- حقل كاريش للغاز يحصل على موافقة إسرائيلية لبدء الإنتاج
- لبنان يوافق على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.. وعون: أصبحنا بلدًا نفطيًا
اقرأ أيضًا..
- شل تبدأ التنقيب عن النفط والغاز في مصر خلال 3 أشهر
- تحركات جديدة لبدء إنتاج الغاز المغربي من "غرسيف".. ومفاوضات للبيع
- قمة المناخ.. مدير آيرينا لـ"الطاقة": دول شمال أفريقيا لديها فرصة أكبر لتطوير الطاقة المتجددة
- توقعات أسعار النفط في 2023 ترتفع فوق 95 دولارًا لـ"برنت"